انتشرت فى الآونة الأخيرة بمحافظة سوهاج، حوادث متعددة تتعلق بالتنقيب والبحث عن الآثار، حيث لقى شاب يُدعى "سامح.ع"، 25 سنة، عامل، يقطن منطقة الحرجة قبلي بمركز جرجا، مَصرعه تحت أنقاض الرمال التي انهارت عليه أثناء البحث عن الآثار، ولم يتم العثور على جثة، تاركا خلفه زوجة شابة 23 سنة، وطفل 3 سنوات، وتم الاستعانة بآلات كبيرة للحفر ولم تُجدى نفعا بأحد المنازل، مِلك المدعو "أحمد.م"، 28سنة، سائق، بمنطقة الغابات التابعة لمركز البلينا، وتم تحرير المحضر اللازم والعرض على النيابة.

وأيضا لقى شاب يدعى "علي.ص"، 27 سنة مصرعه، ويقطن بالشيخ مكرم، أثناء التنقيب عن الآثار بمنطقة عرابة أبو دهب الأثرية بمركز سوهاج، وأصيب أيضا بنفس الحادث المدعو "حسام. ن"، 22 سنة ويقطن بدائرة المركز.

حيث انهارت كتلة صخرية أثناء التنقيب على المجني عليه مما أدى إلى وفاته وإصابة الآخر، وبسؤال أهل الضحيتين أكدوا على أنهم كانوا يقومان بحفر بئر للمياه ولكن التحريات أثبتت أن ذلك كان للتنقيب عن الآثار، وتم تحرير المحضر اللازم والعرض على النيابة.

وتم القبض على عامل أثناء النصب على المواطنين عن طريق خلط بعض القطع الأثرية الحقيقية بالمزيفة، والحصول على مقدم نصف مليون جنيه لإتمام صفقة البيع، بقرية أبار الملك بدائرة مركز أخميم.

وتنكر ضباط مباحث الآثار بسوهاج فى زي تجار آثار، وتم الإيقاع بالمدعو "ماهر.أ"، تاجر قطع أثرية بمنطقة أبار الوقف، واستدراجه إلى منطقة نائية وتم البيع والشراء في 9 قطع أثرية مختلفة الأشكال والألوان والأحجام، منهم الأثري وغير الأثري، وتم القبض على التاجر سابق الذكر وتحرير محضر بالواقعة.

وقال "محمود ا"،25عام، عامل بطهطا يقوم بالنبش والبحث عن الآثار طمعا فى الحصول على قطعة واحدة تكفيه أن يعيش ملك ما تبقى من عمرة على حد قوله، وأكد أنه يبحث عن الآثار منذ 3 أعوام، ولم يكف عن البحث حتى الآن لاعتقاده بوجود آثار فعلا في المناطق التي يبحث فيها وخاصة منها الجبلية، وخاض العديد من عمليات التنقيب، ويروي لنا قصة قائلا إنه ذات مرة قام وبالمعاونة مع فريق له بالحفر بئر لعمق 9 أمتار، وطلب منه الشيخ الذي يستخرج الآثار أن ينزل ويقوم بالتحضير عليه وسحب القطع الأثرية.

وبالفعل نزل البئر وقام الشيخ بإظلام المكان وبدأ في قراءة بعض الآيات من القرآن وبعض القراءات الأخرى بلغات غير مفهومة أو تكاد مطموسة ومجهولة لنا على حد قوله، ويضيف وكأني أرى في الواقع أمامي كنوز من ذهب وقطع أثرية تقارب نصف المتر، وأمسكت بيدي قطعة منها على هيئة عروسة أثرية يبلغ طولها 40 سم، ولكن لم أتمكن من إخراجها طمعا في إخراج الباقي وتلبية لأوامر الشيخ الذي أكد له أنه لو أخرج تلك القطعة لن يتمكن من سحب باقي القطع الأثرية وباقي الكنوز، ومن تلك اللحظة وأنا أثق أنه توجد آثار وابحث عنها طمعا فى العثور على قطعة تغنينى باقي الحياة وتحقق امالى من شراء سيارة فارهة وأراضى زراعية وبناء قصر كبير.

وأضاف أن اصدقائة أكدوا له أنه عندما أراد الشيخ أن يخرجه من البئر، رفض محمود ذلك وبشدة ولم يتمكن من إخراجه إلا بعد محاولات وقراءات عليه، وبسؤاله لما خرج من البئر، روى القصة سابقة الذكر ليؤكد أنها حقيقة حتى الآن ولم تكن تخيلات له من قبل أعمال الشيخ أو خدمة من الشياطين والسحر الذي يستخدمه فى إخراج الآثار.

أما "حسن م"، 50 عام، مدرس، من أبناء سوهاج ويبحث أيضا عن الآثار، قال اعمل فى هذا المجال منذ أكثر من 15 عام ولم أتمكن من الحصول على شئ بالرغم من اننى كنت مع تجار وتمكنوا من الاستخراج ولكن لم يعطوني حقى ولكن هددوني بالموت، وحاليا ابحث أملا فى وجود أثار حتى أتمكن من تأمين مستقبلي ومستقبل ابنائى،وان أعيش حياة مرفهة.

أم "أحمد.ع"، 43 عام، عامل بمسجد قال تعاملت فى هذا الشأن وحصلت على بعض الأموال واشتريت سيارة أجرة، ولكن كانت مهمتي أن أقوم بالحفر فقط وليس شريك، سواء وجدوا ام لم يجدوا كنت أتقاضى أجري، ولكن فى حالة العثور على الآثار يعطونني بزيادة، وتمكنت فى أكثر من مرة من الحصول على مال مكنني من شراء سيارة للعمل عليها.

أما "حسن،م" 45 عام، بائع متجول يقول جاءني رجل وقال تحت منزلك معبد فرعونى وكان يتردد عليا وكنت فى بداية الأمر لا أصدقه ولا أعيره اهتماما، ولكن بالحاحه على أن ذلك سينقلني من الفقر إلى الغنى وبإلحاح زوجتي بعد سماعها الأمر، وعدم خسارتي شئ طلبت منه أن يقوم ورجاله بالحفر دون مشاركة منى، وبالفعل تمكنوا من الحفر لعمق 8 أمتار أو يزيد، وفجأة ظهرت المياه وبدأت الحفرة تتهاوى، فطلبوا عمل جنزيره خراسانية وبالفعل تم عملها وأكملوا الحفر، ولم يجدوا شيئا وقمت باستخدام الحفرة كدورة مياة واستخدامها في الصرف الصحي.

ويقول "طه محمد "باحث أثري ويعمل بهيئة الآثار بسوهاج، أن كثير من الناس يقعون فريسة سهلة لبعض الدجالين يوهمونهم بالمقدرة على فك طلاسم المقابر أو التحكم فى حراسها، ويقومون بالنصب عليهم والحصول على مبالغ مالية كبيرة، بحجة شراء بخور وغيرة من أدوات لفك الطلاسم أو فتح المقابر،وقد يطلبون منهم ذبح الأطفال على المقابر أو هتك عرض طفلة صغيرة،حتى تفتح المقبرة، استرضاء منهم لحراس تلك المقابر من الجن.

يقول " على،ع" 33 عام، عامل، ومتزوج وله 4 أبناء بالإضافة إلى والده ووالدته، ويقوم بالبحث عن الآثار، أن العامل الأساسي له والذي جعله يبحث عن الآثار وسط الأخضر واليابس هو الفقر الشديد الذي يعيش فيه وأهله، والغلاء الذي طال كل شئ، وكثير من حوله يعيش حياة كريمة يتمتع فيها بكل طيب، ويملكون المال ويمرحون فى متاع الدنيا،لذا دائما كنت أسعى أن أكون مثلهم،ولم أجد سوى التنقيب عن الآثار هو الطريق الأسهل امامى.

ويقول "فتحى محمود" 40عام، مدرس، أن القصص الخيالية التي يسمعها الشباب، عن عبور خط الفقر من تجارة الآثار أو التنقيب عنها، جعلهم يبحثون عن الآثار فوق وتحت الأرض، فى كل مكان، طمعا منهم فى العثور عليها، وعبور خط الفقر بسرعة الصاروخ، ولكن هيهات، على حد قوله، هذا كلام قلما يحدث وان حدث فمع المحظوظين وليس الحسابين، وأضاف أن نهاية كثير من الشباب بسبب التنقيب عن الآثار غالبا فى السجون أو جثث تحت أنقاض الحفر التى يبحثون فيها عن الآثار.

يقول "ناجح.م " 38 عام، عامل، متزوج وله 5 من الأبناء، أنه جلب كثير من المشايخ للتنقيب عن الآثار فى منزله وجميعهم يؤكد أنه يوجد أسفله مقبرة فرعونية على عمق 4 أمتار، وأضاف تم عمل حفرة بعمق 5 أمتار وأكثر من ذلك ولم يجد شيئا، وأكد أنه اقتنع أن الآثار بالفعل موجودة بباطن الأرض ولكن ليس للحسابين بل الموعودين، مضيفا أنه ذات مرة حكي له رجل قصة يقول فيها كنت فى الجبل أقوم بالزراعة فى استصلاح الاراضى الجديدة، وفجأة ضرب بالفأس فخرجت قطعة صغيرة على هيئة عروسة من الذهب، وقمت ببيعها، وبالفعل تمكنت من شراء أراضٍ وسيارة وبناء منزل كبير، وكان ذلك بالصدفة.

يؤكد "أحمد مكى" محامى أن القانون يعاقب كل من يقوم بالتنقيب عن الآثار بدون إذن من هيئة الآثار المصرية، وأنه يجب وضع قوانين رادعة لمن يقومون بالتنقيب عن الآثار، ويجب تفعيلها، وأنه تم ضبط العديد من القضايا فى الآونة الأخيرة بسبب التنقيب عن الآثار.

يقول شخص ما رفض ذكر اسمه، أنه تدخل فى عملية للتنقيب وبيع الآثار وتم بيع الآثار وقبض 5 مليون جنية مصري فى شنطة كبيرة، ولكن اشترط عليه الشيخ ألا يقوم بفتح تلك الشنطة إلا بعد 15 يوما وإلا لن يحدث لهما خيرا، وحيث كان الشيخ والتاجر أخذوا الآثار وسافر إلى بلادهم، ولكن الشيطان لعب فى رأسة وبعد يوم قال لابد أن أفتح الشنطة حتى لو حدث لى سوء ومكروه، وبعد محاولات لمنعه من فتح الشنطة من شركائه وأقربائه، قام بفتح الشنطة أمامهم ولم يجد المال الذي كان بالشنطة، وذهل الجميع من ذلك، مع العلم أنه لم يدخل الغرفة التي بها الشنطة التي تحوي المال أحد، وقاموا بالاتصال بالشيخ والتاجر وقالوا لنا على حد قوله المال موجود بسقف المنزل، وكان ذلك كذب علينا وتم سحر أعيننا والنصب علينا بالآثار التي استحوذ عليها الأجر والشيخ وهربوا بعيدا بأسمائهم الوهمية.

يقول اللواء عمر عبدالعال مدير أمن سوهاج، أن ضباط سوهاج يقومون بحملات مكثفة على القائمين بالتنقيب عن الآثار بدائرة المديرية،وأضاف أنه في الأسبوع الماضي تمكنت قوات أمن سوهاج من القبض على أكبر تشكيل عصابي للتنقيب عن الآثار بسوهاج، حيث تم ضبط 12 عامل أثناء التنقيب بمركز المنشاة، وكشفت التحريات عن وجود حفرة بعمق 9 أمتار، وبقُطر 1.5 متر تقريبًا، وضبط 9 أوانٍ فخارية يشتبه في أثريتها وأدوات الحفر المستخدمة.

وأيضا تم القبض على بعض العمال أثناء التنقيب عن الآثار بمنطقة بنى منصور بمركز البلينا، حيث تم العثور على كتلة أثرية تبلغ أبعادها 40 سم عرض فى 140سم طول، فى منزل قديم مبني من الطوب اللبن ومكون من طابقين وقريب من الأرض الزراعية، وقد وجد حفر غير منتظم الشكل يقع على يمين الداخل يصل عمقه أربعة أمتار وفى نهايته ظهرت الكتلة الحجرية، وأشار إلى أنه تم وضع المنزل تحت الحراسة المشددة لحين البدء فى أعمال الحفر من قبل الهيئة.

وأضاف اللواء خالد الشاذلي مدير مباحث سوهاج، أنه تم في الأشهر الماضية القبض على مقدم شرطة، و6 آخرين كانوا ينقبون عن الآثار بقرية بأصونة بمدينة المراغة،وعثر بحوزتهم على أدوات للحفر وحفرة بعرض 2.40 متر وبقطر 2 متر تنتهي بسرداب، وأيضا تم أيضا القبض على 7 عمال أثناء التنقيب عن الآثار بقسم طهطا،و وتبين وجود حفرة بعمق 6 متر، وقطر 2 متر تقريبًا وأدوات الحفر المستخدمة "تم التحفظ عليهم" وبمواجهة المتهمين اعترفوا بارتكاب الواقعة.