الثأر، هذه الكلمة الغليظة حينما نسمعها يتبادر إلى أذهاننا، أصوات الرصاص والنحيب والعويل من أمهات سكلي، ونساء أرامل، واطفال في سن البراءة فقدت الأب والأخ، وحملت علي كاهلها نيران وحش خضبت يداه الأثمة بالدم، لينقضي عصر براءة الأطفال وأحلام الشباب، واستقرار الأسر.
الجهل والتعصب هم كلمة السر..
أصبح من المعتاد يوميًا، أن تتردد بعض الكلمات التي تدل على قتل بعض الأبرياء وغيرهم، على مسامع أبناء محافظة سوهاج،فلا يمر يوما دون قتل أو مشاجرات دامية، والأسباب متنوعة فمنها الأبرز وهو الثأر ويليه خلافات الجوار،والتي غالبا ما تكون على أسباب تافهة لا تستدعي إزهاق الأرواح.
نيران الثأر تأكل سوهاج..
تعد محافظة سوهاج من أكثر المحافظات في مصر تنتشر فيها عادة الأخذ بالثأر، فلا يمكن لرجل او ابن ان يترك ثأر ابية أو اخية، مهما طال الزمن، فالثأر يتوارثها الابن عن الأب والذى قد يتوارثه عن الأجداد، فهي بالنسبة لهم قضية حتمية لا مفر منها،فيقال "التار ولا العار ".
الأزهر يوفد لجان ..
ولكن في الآونة الأخيرة يشهد القاصي والداني بأن لجنة المصالحات بالمحافظة والتي يقوم عليها الأزهر الشريف ومديرية أمن سوهاج، كان لها دور بارز جدا في تسوية المئات من الخلافات والنزاعات التي راح ضحيتها مئات الأبرياء في ريعان شبابهم.
ويقول "مدحت م "ان الثأر في سوهاج له أسباب متعددة، يكون أساسها غير مقنع، فمنها على سبيل المثال أولوية العبور في طريق، ينتج عنة مشاجرة يدوية أو بأسلحة نارية خفيفة أو سلاح أبيض، فيروح ضحية الشجار أحد الأطراف، مما يستدعي الطرف الآخر بالاستعداد ليوم اللقاء كما يلقبونه، حيث العدة والعتاد من الذخائر التي لا يمكن أن نراها الا في الحروب، ويتربص الطرف المقتول إلى الطرف القاتل ليقتص منه في زهرة العائلة وشبابها، كي يموت الجميع حسرة على فقدان أبنائهم.
ومن الأسباب التي ظهرت في سماء سوهاج والتي تكون عامل هام في قتل الابرياء في المحافظة، هي خلافات الجوار والتي قد تكون بسبب لهو الأطفال، أو رش الشوارع بالمياه، أو خلافات على حدود الأراضي الزراعية او خلافات على قطعة أرض، أو مشاكل أسرية، أو تطاول شاب على اخر او معاكسة فتاة وغيرة من الاسباب التي لا ترتقي ان يقتل انسان اخيه الانسان.
الأمن يزود بالدم..
يقول اللواء عمر عبدالعال مدير امن سوهاج أن عملية الثأر وخلافات الجوار منتشرة في سوهاج، ولكن بفضل الله تمكنا في الآونة الأخيرة من السيطرة على جزء كبير منها عن طريق المصالحات بالتعاون مع الأزهر الشريف،ونسعى لفك الكثير من المشاكل بعيد عن ازهاق الارواح.
وأضاف أنه تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، من السيطرة على مشاجرة بين عائلتى القيقى والعقايلة، بناحية قرية أولاد جبارة دائرة مركز العسيرات، بسبب خلافات الجوار تبادل خلالها الطرفان إطلاق الأعيرة النارية، نتج عن الحادث مقتل أحد الأشخاص من الطرف الأول، وأصيب آخرون، ومقتل شخص من الطرف الثاني، وتم ضبط 6 من العائلتين وبندقيتين آليتين.
حل عشرات الخلافات الثأرية..
وأكد اللواء خالد الشاذلي مدير مباحث سوهاج، انه في الايام القليلة الماضية تم حل عشرات الخلافات الثأرية، عن طريق المصالحات وتقديم الفدية والقودة للطرف المقتول، وقراءة الفاتحة والتسامح ومزاولة الحياة الطبيعية بين الطرفين مثلما سبق قبل الحادث،ويلاقى ذلك استحسان الجميع.
وأضاف الشاذلي انه منذ ايام قليلة نشبت مشاجرة بالأسلحة النارية بسبب قطعة أرض نتج عنها مصرع 4 وتم القبض على الجاني بقرية الكتكاتة بمركز ساقلتة،وستواصل لجنة المصالحات جهودها للصلح بين الأطراف المتنازعة.