الحنين يطغى على حكاوي المغتربين في الخارج.. ولسان الحال: "البلد دي أحسن من غيرها"
السبت 23/ديسمبر/2017 - 11:34 م
منار عثمان
طباعة
"لسه ناوي على الرحيل.. تفتكر مالهوش بديل، أعمل ايه في الوحدة وأنت مش هنا.. أعمل ايه ومنين أجيب صبر لسنة.. سيبك أنت من دموع العين وقولى أخدت إيه فى شنطة سفر؟".
من منا لم يستمع إلى تلك الكلمات حين تذكر غائبًا أو مسافرًا خرج يبحث عن قوته في مكان آخر.. فإن كنا نحن من نعيش هنا بين أهلينا ننتظر من سافر وحيدًا، فكيف بهم، وكيف وجدوا الغربة، وكيف يعيشون فيها.
رصدت بوابة المواطن الإخبارية أحوال المصريين في الخارج، والصعوبات التي تواجههم، ولماذا خرجوا من مصر، وكيف وجدوا غربتهم.
في البداية يقول "م.د" أحد المصريين المغتربين في الكويت،: "لم أخرج من مصر برغبتي، ولكن دفعت إلى ذلك دفعًا، حيث أني بلغت 37 عامًا ولم أتزوج حتى الآن، فذهبت أبحث في مكان آخر عن عمل ربما أستطيع تحقيق ذاتي.
وتابع، الحياة هنا في غاية الصعوبة، فالأسعار مرتفعة جدًا، بالإضافة إلى أن التعامل هنا جاف جدًا، والحياة أشبه بالشكل الرسمي لها، فلا وجود لما كان يحدث في مصر من "دفا" في التعامل وحميمية في العلاقات، حتى تحول المغترب مع الوقت إلى مجرد آلة للعمل فقط.
وأضاف، أنا حاصل على بكالريوس حاسب آلي، ولكنى لا أعمل الآن، وهو ما يشكل كارثة محققة لأي مغترب، فأي شخص يتوقف عن العمل يصبح في مهب الريح، وليس كما اعتدنا عليه في مصر، فأنت بين أهلك وجيرانك.
واختتم حديثه لبوابة المواطن قائلًا: "الآن أوراق الإقامة الخاصة بي يتبقى على انتهائها شهرين فقط، وأبحث عن عمل لتحويل الإقامة عليه ولم أمانع في أي عمل مهما كان حتى لا اجد نفسي في الشارع مرة أخرى.
أكدت إحدى المصريات التي تعيش في دولة الإمارات حاليا، وهي مطلقة الآن وتعول بنت، أنها تعشق تراب مصر، ولكن الظروف الصعبة هي التي جعلتها تفكر في الخروج لبلد أخرى، حيث أنها لا تريد اطلاقا العودة إلى مصر مرة أخرى، ووجدت هناك النظام والأمان خصوصًا بكونها مطلقة فهذا لا يعترف به في جمهورية مصر العربية.
وأضافت في تصريحات لـ"المواطن"، أن اسعار المنتجات في متناول المرتبات الشهرية هناك، قائلة: "انا ايه اللي هيخليني اشتري بالكيلو وانا اصلا مديني فرصة اني اجيب بالقطعة".
وفي تصريح خاص لبوابة المواطن الإخبارية أكد مصطفي السعيد، وزير الإقتصاد الأسبق ورئيس اللجنة الإقتصادية في مجلس النواب، أن الدولة الآن تشجع المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، وبالتالي فإن الشاب سوف يفكر مرات عديدة قبل الإقدام على خطوة السفر إلى الخارج، إذا قدمت له التسهيلات اللازمة والفرصة المناسبة.
وتابع "السعيد" أن هناك جانب هام أيضًا لا يمكن إغفاله في تفاصيل حياة المصريين في الخارج، وهو قبول بعض الشباب لنوعية من الأعمال لا يقبل بالعمل بها في مصر، ومرجع ذلك هو النظرة السلبية للمجتمع، وثقافة أن العمل المتدني يشين صاحبه، وهي نظرية خاطئة بالمرة، فالعمل شرف لأي شخص.
وشدد "السعيد" على أن المصري في الخارج يقدم أيَا لمصر العديد من الخدمات سواء كانت بأشكال مباشرة مثل التبرع للمشاريع والصناديق القومية، أو بشكل غير مباشر في صورة التحويلات بالعملات الصعبة التي تصب في صالح الاقتصاد المصري عمومًا.