حالة غضب شديدة سيطرت على جماهير الأهلى فى الفترة الأخيرة ضد مدرب فريقها حسام البدرى، وصلت إلى المطالبه برحيله، والتعاقد مع مدرب أخر، لمجرد خسارة الفريق أمام المقاصة، والتعادل فى مباراتين أمام طنطا ووادى دجلة، لا أحد ينكر أن أداء الأهلى فى الفترة الأخيرة أسوأ مايكون، كما يمر الفريق بحالة من اعدام الالتزان.

بمجرد أن رأيت هذه الحالة الناقمة على البدرى موجودة على السوشيال ميديا " فتحت مسرعاً، جدول الدورى أنظر على ترتيب الأهلى لربما يكون الفريق فى مركز متأخر أو ابتعد عن المنافسة وأنا لا أعلم ، ولكن المفاجأة بالنسبة ليا أنى وجدت الفريق مازال ينافس على بطولة الدورى بقوة وهو فى المركز الثانى وله مباراتين مؤجلتين إذا فاز بهما انفرد بصدارة الدورى بفارق نقطين عن الإسماعيلى المتصدر، فسألت نفسى عدة أسئلة وأنا فى حالة اندهاش.

هل يعقل أن تطالب جماهير الأهلى برحيل البدرى وهو حاصل على بطولتى الدورى والكأس الموسم الماضى، ووصل إلى نهائى بطولة أفريقيا وخسر البطولة بأخطاء تحكيمية؟

هل يعقل أن تطالب الجماهير برحيل المدرب الذى أعاد للفريق هيبته التنظيمية بعدما كان مستباحاً لجميع الفرق فى أخر 3 سنوات؟
هل نسى جمهور الأهلى أن فريقه لم يخسر من أغسطس 2016 حتى نوفمبر 2017 أى مباراة تحت قيادة البدرى وحافظ الفريق على سجله دون أى خسارة لأكثر من 50 مباراة متتالية حتى أخر خسارة أمام المقاصة.

أليس هذا البدرى الذى تغنت به جماهير الأهلى منذ أسابيع بعد فوزه على المصرى ثم الداخلية والإسماعيلي وإنبى 1/4، ووصفته أنه نضج كروياً وأصبح مدرب عبقرى وحقق حالة من التجانس بين اللاعبين، وأصبح الفريق "تقيل" حسب الوصف على صفحات "السوشيال ميديا".

هناك أخطاء فنية فى الأهلى لايمكن لأى شخص أن ينكرها بل أنها تصل لحد الكوارث الفنية، وخاصة فى خط الدفاع وحراسة المرمى، هناك حالة من عدم التجانس الهجومية، هناك مطالبة بإشراك اللاعبين الجدد ، وللحق أيضا البدرى هو من يسأل عن عدم اشراكه لهذه الصفقات حتى حتى الان رغم أن كلها من اختيارته، ولكن ليس معنى ذلك أن تنقلب عليه الجماهير فى هذا التوقيت، وبهذه الطريقة، لست فى موقع المدافع عن البدرى، ولكن طريقة تقييم المدرب بهذا الشكل غير منطقىة، لمجرد خسارة مباراة وتعادله فى مباراتين.

إذا كنت أيها المشجع الأهلاوى تطالب برحيل مدرب فريقك وهو متصدرا للدورى وفائز ببطولتى الدورى والكأس الموسم الماضى، ووصل لنهائى أفريقيا ولم يخسر لمدة 545 يوماً متواصلة، فلابد علينا جميعاً أن ننحنى تقديرا للمستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك بدلا من الهجوم عليه ليلا نهاراً بسبب كثرة تغيره للمدربين.

إذاكانت الجماهير الأهلاوية والنقاد وبعض الخبراء يطالبون برحيل البدرى بعد كل هذه الإنجازات، فعلى مرتضى منصور أن يعدم كل المدربين الذى تعاقد معهم الزمالك بعد أن يقوم بتعذيبهم وجلدهم ومنعهم من الطعام والشراب.

فالزمالك يخسر ولاينافس، ومع أول تغير للمدرب "تقوم الدنيا" على رئيس النادى، بسبب تغيره للمدرب، إذا كانت جماهير الأهلى تطالب برحيل مدربها وهو متصدر فعلى جماهير الزمالك أن تلتمس العذر لرئيسها الذى يغير المدربين وهو لاينافس !.

كرة القدم لاتعترف بالحساب بالقطعة ولا المباراة.. ولتعلموا أن عظمة وقوة منتخب ألمانيا على مر العصور تكمن فى احتفاظه بخطط طويلة الأجل وبمدربيه لأطول فترة ، سر قوة منتخب ألمانيا أنه منذ نشأته وتكوينه لم يتعاقب على تدريب إلا 10 مدربين فقط.