الساحرة المستديرة.. هكذا يلقبونها كرة القدم معشوقة الكثيرون، عامل مشترك لدى الملايين على مستوى العالم، وما يعد ملحوظا أنه وعند إذاعة أي مباراة يلتف المئات من مختلف الأعمار والأجيال، لمتابعتها، وللإنفعال معها، سواء كانت مباراة محلية أو تتعلق ببطولة دولية.

بجانب الإهتمام بكل ما يتعلق بمونديال 2022، من الناحية الرياضية، وعشق الشباب للكرة، فهناك اهتماما لكنه من نوع أخر، وهو أن هذا المونديال سيتم في قطر، ذلك الإهتمام الذي بات واضحا من خلال ما بدأته الصحيفة الأمريكية، "يو إس آيه توداي"، حيث طالبت بضرورة إجراء تحقيقات موسعة، وكشف جميع الأوراق المغلقة في ملف المونديال، وربما طالبت الصحيفة الأمريكية بذلك بسبب المحاكمة التي تدار في محكمة نيويورك ، والتي تم من خلالها الإطاحة بعدد من رجالات "الفيفا"، المتورطين بشبه فساد ورشاوى قطرية.

وتحت عنوان: "من الواجب على إنفانتينو إثبات التزام الفيفا بالتطهير"، نشرت الصحيفة الأمريكية تقريراً مطولاً عرضت فيه ما يشبه التساؤل حيث قالت: "هل سيأمر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بمزيد من التحقيقات بشأن الاتهامات الجديدة والتي تتعلق بتقديم رشاوى مرتبطة بعرض قطر لاستضافة مونديال 2022 أم لا ؟، مضيفة أن هناك ما وصفته بـ"الممارسات الفاسدة" المتعلقة بالملف القطري، شكّلت سحابة شكوك جديدة حول النهج الذي اتخذته قطر خلال عملية تقديم عرضها لتنظيم البطولة.

وحول جياني إنفانتينو، الذي تعتبره "يو إس آيه توداي" الأمريكية، أنه وصل لمنصب رئاسة الإتحاد الدولي، لقدراته ولأنه يستحق ذلك، فإن الصحيفة ترى أن الفرصة الآن سانحة أمامه ليظهر للعالم عن مدى التزامه بإصلاح الفيفا، وإزالة الفساد عن المؤسسة الرياضية، وهو ملزم بدراسة وبحث الكثير من الدعوات المباشرة، وغير المباشرة، ليتحرك بهذا الملف ويفتح التحقيقات بشكل موسع".

وأفادت الصحيفة الأمريكية، أن محكمة نيويورك الفيدرالية، تلقت الكثير من الأدلة التي تؤكد إدانة قطر وتورطها بتقديم رشاوى ومبالغ مالية، مقابل شراء أصوات الأعضاء المؤثرين في المؤسسة الرياضية، وقال التقرير الصادر من واشنطن: "داخل محكمة نيويورك، تم استعراض الأدلة التي تدين الدوحة، وذلك على لسان عدد من شهود الإثبات الذين حضروا جلسات المحاكمة ، التي استجوبت خوان أنخل ناباوت رئيس اتحاد كرة القدم الأوروغوياني ، ومانويل بورجا رئيس الاتحاد البيروفي سابقاً، وخوسيه ماريا الرئيس السابق لاتحاد الكرة البرازيلي، وهم المتورطون بتهم احتيال وابتزاز وغسيل أموال".

وقالت الصحيفة، أنها علمت أن رئيس الاتحاد الأرجنتيني ونائب رئيس الاتحاد الدولي خوليو جرندونا، قد تلقوا مبالغ تتراوح من مليون إلى مليون ونصف المليون دولار، كما وجدت رشاوى تصل قيمتها إلى 15 مليون أخرى ، تم عرضها على أعضاء ستة آخرين يشغلون مناصب اتحادات لاتينية خلال جلسة عُقدت في مدريد عام 2010.