كيف ترى "تل أبيب" التهديدات في 2018 ودور مصر فيها؟
الأحد 31/ديسمبر/2017 - 11:25 م
سيد مصطفى
طباعة
قدمت صحيفة "معاريف" العبرية تقييم الاستخبارات العسكرية لعام 2018، والتي وصفتها بأنها السنة التي تلت الحرب الأهلية في سوريا، بعد هزيمة داعش، وعلى ما يبدو بعد أبو مازن، ظلت احتمالات اندلاع حرب لا تذكر، من ناحية أخرى، فإن احتمال التصعيد الذي يتطور من حادث معين يزيد بشكل ملحوظ. مشددًا بأنه "لا احد يعتزم بدء حرب".
وشدد التقرير أنه لا تزال احتمالات اندلاع حرب لا تذكر، حيث لا يوجد أي عنصر في المنطقة يعتزم بدء حرب مع إسرائيل، سواء سوريا وحزب الله في الشمال، أو حماس في غزة لكل منها أسباب خاصة. فسوريا وحزب الله مشغولان بإعادة البناء بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية، وحماس تعطي الأولوية لإمكانية المصالحة الفلسطينية.
ولم تستبعد تل أبيب احتمال التدهور نتيجة لحدث معين سيزداد بشكل ملحوظ في العام المقبل، وقد يحدث ذلك بعد عملية تدمير نفق في غزة أو بعد عملية هجومية نسبت إلى إسرائيل في سوريا، وإذا كان الطرف الآخر قد حرص حتى الآن على عدم الرد، فإن فرص ذلك ستزداد، وقد تتطور إلى تبادلات ضربات تستمر لعدة أيام، بل وما بعدها.
ونصح التقرير القيادة الإسرائيلية الإختيار بعناية أكبر الأهداف التي ستعمل ضدها في السنة القادمة، وفي حالة التدهور، لاتخاذ إجراءات من شأنها أن تمنع التفكك الكامل للأدوات والحرب.
وفي هذا السياق، تعلق الاستخبارات العسكرية أهمية كبيرة على القيادة والإعلام الإسرائيليين، اللذين ستؤثر طرائق التعبير فيهما تأثيرا مباشرا على أعمال الجانب الآخر أيضا.
واعتبر التقرير أن 2018 ستكون "سنة بعد" السنة التي سيتم إعادة تشكيل الاتجاهات الرئيسية في المنطقة.
وستكون هذه هي السنة التي تلت الحرب الأهلية في سوريا التي ستؤثر على وضع نظام الأسد وحزب الله وإعادة تنظيمه، وهي سنة بعد هزيمة داعش وإمكانية صعوده في أماكن أخرى أو ظهور عنصر راديكالي جديد تحتهن وبعد سنة ما بعد أبو مازن، سيكثف النضال من أجل الميراث في السلطة الفلسطينية، وبعد عام من خطاب ترامب حول البرنامج النووي الإيراني.
وإسرائيل لها تأثير كبير على كل هذه العمليات، حيث تنظر بقلق لعملية التمكين في لبنان وغزة، وبسبب تحول الأسلحة إلى لبنان، أو غزة سوف تستخدم ضدها في السنوات المقبلة، كما قد تكون هناك حاجة جزءا من هذا إسرائيل إلى إعادة النظر في الحصانة الممنوحة في السنوات الأخيرة ضد وجود هجمات على الأراضي اللبنانية على أراضيها، لأن حزب الله سيضاعف جهودها لإنتاج الأسلحة على الأراضي اللبنانية، بدلا من المخاطرة بمهاجمتهم في سوريا كما كان من قبل.
وتقدر الاستخبارات الإسرائيلية بأن إيران ستواصل جهودها في المنطقة، كما يتوقع بعض التحديات على طول الطريق من روسيا وأن تتنافس معها على استعادة سوريا والمشاريع الاقتصادية، وسوريا تخشى أن تدفع ثمن النشاط الإيراني خاصة من إسرائيل، وتشير التقديرات أيضا إلى أن إيران ستحاول التعامل مع هذه الأحداث بحساسية، من أجل تجنب التعرض لـ"ربيع إيراني" يهدد اقتصاد البلاد.
ويذكر تقييم الاستخبارات أنه حتى عام 2018، من المتوقع أن تتمتع إسرائيل بالتفوق الاستراتيجي، وسوف تضمن تنسيق ليس فقط مع الولايات المتحدة ولكن أيضا مع روسيا، وبدرجة أقل مع الدول الكبرى الأوروبية والدول السنية البارزة في المنطقة، والتي قد تتعاون في الحد من الاتجاهات السلبية في المنطقة، مع التركيز على إيران.
وتوقع التقرير وجود أنظمة خطر في المنطقة ويوجه خاص مصر، والتي تثير القلق بشكل خاص، للصعوبة في التعامل مع التحدي المتمثل في ولاية سيناء التابعة لـ"داعش" في الأشهر الأخيرة، وخطر وجود فائض من إرهابيي التنظيم فروا من سوريا إلى سيناء، على خلفية الهزيمة المنظمة في سوريا والقوة النسبية سيناء، مؤكدة أن معظم جهود التنظيم توجه حاليا الحرب ضد قوات الأمن المصرية، ولكن إسرائيل لا ينكر أنه في المستقبل سوف محاولة لتنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف داخل إسرائيل.
