كواليس بنات وسط البلد.. "الحلقة الثالثة"
الثلاثاء 09/يناير/2018 - 12:04 ص
رانيا منسي
طباعة
رأينا في الحلقتين السابقتين كيف خرجت هـ. أ. من الصعيد إلى القاهرة، وكيف وصلت مع صديقتها إلى ميدان الدقي بحقائبهما لا يعرفن إلى أين يتجهن، والآن إليكم الحلقة الثالثة.
لم يجدا ملجأ سوى فندق صغير بإحدى عمارات طلعت حرب، حيث يستضيف الأجانب فقط، لم يجدن أماكن شاغرة سوى كنبتين في صالة استقبال الفندق، جلست هـ. أ. خائفة في بادئ الأمر، لم يغفل لها جفن مع أول ليلتين، حتى ذهبت في إغماءة مع ثالث ليلة، وبعدما أخذت قسطًا وفيرًا من النوم، فتحت عينيها لتجد شاب هندي مخمور يتأملها، جلست متربعة فزعة لتوقظ صاحب الفندق، جرّه لغرفته كما تُجر الماشية لمذبحها وأغلق عليه بالمفتاح، حرصت بعد تلك الليلة على البحث عن سكن آخر.
بعد عدة أيام، وجدت مكان هي وصديقتها بإحدى شقق شارع هدي شعراوي، تلك الشقة المكوَّنة من أربع غرف، بكل غرفة بنتين، الحمام الخاص بالشقة حاله مزري، أما المطبخ فهو ممشى جيد للنمل الكبير، الثلاجة متهالكة وغير نظيفة، وبجانب سكان الشقة من البشر، تجد قطة شيرازي فرائها كان أبيض يومًا ما.
بدأت مرحلة جديدة كي ترى الوجه الغريب لفتيات غيرها، فهناك وجدت الفتاة ب. ح. لم تكمل الـ 17 عام، والدها دكتور جامعي ومنفصل عن والدتها، التي تدير إحدى الشركات الكبرى في مجال الاستيراد، كل منهما – والديها – متزوج وله حياته، كل من الأبوين يلقي للفتاة بأموال مبالغ فيها كل شهر، شريطة ألا تطالبهم بالاستقرار معهم، كانت تدرس فن الأزياء بإحدى الجامعات الخاصة، ثم أخذتها الحياة إلى نمط آخر، حيث السهر والخروج مع الفتيان، والذهاب إلى بارات وسط البلد، فكل يوم تعود إلى المنزل مخمورة بصحبة أحدهم، وفي منتصف النهار تستيقظ باكية، تلعن أبويها المنفصلين الهاملين لها، وتلعن الأموال التي يلقوها في نهاية الشهر.
وفي أحد الأيام تنتهز خلو الشقة من جميع الفتيات، فتُحضر رفيقتين ضئيلتين الحجم، لم يكملا الـ 17 سنة بعد، ليدخنا البانجو مغلقات جميع النوافذ، فترى الشقة عبر دخان السجائر المحشوة، عندما حضرت بطلتنا من الخارج شعرت بالخوف من الجيران فربما استدعوا الشرطة.
عندما دخلت غرفتها وجدت حقائبها مفتوحة، منقوصة مبلغ ضئيل كانت تدخره لمصروف اليوم التالي، ظلت تفكر حائرة كيف مر السارق لغرفتها في حين أن هناك قفل على الباب..
يُتّبع.