كواليس بنات وسط البلد.. "الحلقة الرابعة"
الثلاثاء 09/يناير/2018 - 09:08 م
رانيا منسي
طباعة
نتابع معًا قصة تلك الفتاة المغتربة، التي هربت من اضطهاد والدها حتى وصلت إلى مدينة القاهرة بمتاهاتها الكبيرة، وأنماط شخصياتها المتلاعبة، ونتابع معًا كيف هي رحلتها مع سارق حاجياتها من داخل غرفتها.
تعلمت هـ. أ. أن تتربص وتخلق كمائن؛ لتصل إلى السارقة التي تشاركها السكن، فالشقة كما رويت في بادئ الأمر مكوَّنة من 4 غرف، وكل غرفة بها بنتين، فالشك يدور حول 7 فتيات بما فيهن صديقتها.
أثناء تواجد 5 فتيات تصنَّعت الخروج، وبعد دقائق عادت؛ لتجد فتاة البانجو بغرفتها متسللة عبر البلكون المشترك بين غرفة كل منهما، وجدت ب. ح. تبكي من الخوف، تكرر أنها ليست سارقة، ولكنها مريضة بداء السرقة، حاولت مرارًا العلاج، ولكن مصاريف الأطباء النفسيين كبيرة، وروت لها الفتاة أنها تركت دراسة الأزياء منذ عام، لاعتيادها تعاطي المخدرات، والتي كانت في بادئ الأمر مهدئات.
وبدأت تحكي عن أول مرة والدتها تخلَّت عنها وأرسلتها لوالدها، كانت حينها في ال15 من عُمرها، وعندما ذهبت للوالد لم يتحملها، بالرغم من دفاع زوجة والدها عنها طوال الوقت، ولكنه أعلن عن عدم رغبتها في عهدته، لعدم رغبته منذ بادئ الأمر في ولادتها، وهي تذكّره بأمها التي كرهها، فظلت ناقمة على كليهما، ناقمة على كل من هو له حياة مستقرة.
حاولت المقاومة وعاشت مع إحدى الصديقات التي وثقت فيها، ولكن ثقتها لم تكن في محلَّها، فجرأتها على شرب الكحوليات في المنزل، أحيانًا كان ذلك يضفي لها شيء من البهجة، وأكثر الأوقات كان مثيرًا للاكتئاب، فتتذكر والديها وما فعلوه، تمنَّت كثيرًا أنها لو كانت ابنة مجهولة النسب لربما كان الأفضل لها، فطال حقدها أطفال الشوارع.
بعدما هدأت كررت أسفها، وانسحبت من الغرفة خارجة من البلكون كما دلفت منها، ربما أثار هذا الخوف في نفس هـ. أ.، التي تبدأ رحلة شبيهة بمن جالستها للتو، فحاولت أن تكون منتبهة بقدر الإمكان لكل تفصيلة تحدث لها، وقاومت الوقوع في فخ الحياة.
فبرغم احتمائها في رفيقتها إلا أنها حاولت أن تكون متيقظة لما يدور حولها، ولكن ذلك كان متأخرًا فقد سبق وأن عرَّفت من أحبته بصديقتها، وأثناء انشغالها في الأيام الطويلة المتكررة من شكاوى المتصلين، كانت صديقتها وحبيبها يتقابلان بعيدًا عنها، وعندما بدأت تنتبه كانت قد وقعت في مشكلة حولتها للتحقيق من إدارتها في العمل.
يُتّبّع