على بعد 70 كيلو متر من مدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية، وفي منطقة شبه نائية بمدينة الخانكة، تقع دار الرعاية المتكاملة لصحة المسنين، "بوابة المواطن" الإخبارية، ذهبت إلى هناك للتعرف على أسرار هذا المكان الغامض والمحاط بأسوار خرسانية عالية، والذي يقطن بداخلة عدد من النزلاء من الرجال والسيدات جحد عليهم أبنائهم وأهملوا في رعايتهم وأصبحوا حملا ثقيلا عليهم فأودعوهم تلك الدار لإستكمال الأيام أو الشهور المتبقية من عمرهم.
الأشجار والزراعات تزين الدار
وما أن طرقت أبواب الدار وقام عامل الأمن بفتح الأبواب، فوجئت بكم كبير من الأشجار والزراعات تحيط بكافة أنحاء الدار وتزينها، وكأنك داخل حديقة، فالهدوء والسكينة هي سمة المكان فلا يوجد صوت عالي أو ضجيج يزعج النزلاء ويعكر صفو إقامتهم.
تاريخ إنشاء دار المسنين ومساحتها
يقول "صبري إبراهيم" مدير جمعية المسنين بالخانكة، بأن الدار تم إنشائها في شهر مايو عام 1991 وتم تشغيلها أيضًا في نفس العام، وهي تتبع الجمعية المصرية لصحة المسنين المركزية والتي تم إنشاؤها عام 1986 والمشهرة برقم 119 بوزارة التضامن الإجتماعي، وتقع على مساحة 10 آلاف متر، وتقع مباني الدار على ثلث المساحة فقط.
وتحتوي الدار على عدد 2 مبنى للإقامة، كل مبنى عبارة عن دورين يوجد بهم، مطعم خاص، وريسبشن، وصالة تليفزيون، وصالة للأنشطة تقام فيها أعياد ميلاد النزلاء والندوات الإسبوعية والإحتفالات التي تنظمها الدار للترويح على نفوس النزلاء، مشيرًا بأن الدار يوجد بها مسنين من الرجال والسيدات من محافظات مختلفة، كالمنوفية والإسماعيلية وبني سويف والقليوبية والقاهرة، حيث تسع الدار بالمبنى الأول والثاني إلى 52 نزيل.
عدد نزلاء الدار وبرنامج المعيشة اليومي
وأضاف مدير جمعية المسنين، بأن عدد نزلاء الدار 35 فردا، منهم 20 رجل، و15 سيدة، وجميعهم مصابين بإعاقات عضوية، كالشلل النصفي، وفقدان البصر، وأمراض الشيخوخة، مشيرًا بأن نزلاء الدار يبدأ يومهم في تمام الساعة السابعة صباحًا بالإستحمام، ثم تناول وجبة الإفطار، ثم بعد ذلك الخروج للتنزه في حديقة الدار، وممارسة بعض النشاطات، كالمشي، وسماع الموسيقى، وممارسة الألعاب الخفيفة كالطاولة والكوتشينة، وفي تمام الواحدة ظهرا تقدم لهم وجبة الغداء، وبعد تناول الغداء ينالون قسطًا من الراحة حتى الرابعة عصرًا، ثم بعد ذلك مشاهدة التليفزيون حتى السادسة مساءًا، وفي السابعة مساءً تناول وجبة العشاء، ثم بعد ذلك يخلدون إلى النوم.
نظام غذائي متكامل لنزلاء الدار
تقول "سمر جمال الدين" مديرة الدار، بأن دار رعاية المسنين بالخانكة، ملتزمة بكتيب معهد التغذية والسكر بالقصر العيني، والذي يحتوي على نظام غذائي معين للمسنين، بحيث تحتوي وجبة الإفطار للنزلاء على "فول، وطعمية، وجبنه، وبيض، وحلاوة طحينية"، أما وجبة الغداء فتحتوي على "100 جرام لحوم، و250 جرام سمك، وربع فرخة بجانب الأرز والخضروات والسلطة"، وتحتوي وجبة العشاء على "جبنه، وبيض، وحلاوة طحينية، ومربه، وعسل أسود، وزبادي"، مشيرة بأن كميات الأطعمة المذكورة يتم توزيعها على نزلاء الدار طوال أيام الأسبوع وليس من خلال الوجبه الواحدة، حرصًا على سلامة المرضى من نزلاء الدار.
وتضيف مديرة دار المسنين، بأن كافة المأكولات يتم شرائها طازجة كل يوم ويتم طهيها بمطبخ الدار، مشيرة بأن إدارة الدار ترفض تمامًا التعاقد مع مورد أغذية للدار، نظرًا لعدم ضمان جودتها وسلامتها، مضيفة بأن "بنك الطعام المصري" يقوم بتوفير وجبتي الإفطار والعشاء لنزلاء الدار على مدار سنه كاملة، طبقًا لعدد نزلاء الدار، بحيث يتم استلام المخزون الشهري من بنك الطعام من فرع بنك الطعام بالقاهرة الجديدة، حيث يتم توريد "الفول، والجبنه، والمربه، والزيت، والسكر، والشاي، والأرز، والمكرونه".
وأشارت بأنه يتم داخل حديقة الدار زراعة عدد من الخضروات والتي تساهم في الإكتفاء الذاتي وتوفر علينا شرائها من الخارج ومنها زراعة "البصل، والثوم، والطماطم، والجرجير، والسبانخ، والكوسة، والكرمب، والبطاطس، والملوخية".
وأوضحت بأنه يوجد داخل دار المسنين صيدلية مجهزة لحالات الطوارئ والإسعافات الأولية، كالإصابات وقياس الضغط والسكر، مشيرة بأنه يتم نقل الحالات الحرجه على الفور إلى مستشفى الخانكة المركزي أو مستشفى السلام، وذلك نظرًا لعدم توافر عيادة أو أطباء متخصصين داخل الدار، مضيفة بأن إدارة الدار تقدمت منذ عام 2009 بمشروع لإقامة مستوصف يشمل جميع التخصصات الطبية إلا أن وزارة التضامن الاجتماعى رفضت المشروع بحجة عدم وجود ميزانية كافية.
عدد العاملين بالدار ومواعيد العمل
يشير "صبري إبراهيم" مدير جمعية المسنين، بأن عدد العاملين بالدار 22 عاملا، مقسمين إلى الأتي، " مدير جمعية المسنين، ومديرة الدار، و2 أخصائيين إجتماعيين، و2 مشرفين عمال، و5 عمال رجال، و3 عمال للمطبخ، و7 عمال نظافة لخدمة المسنين، وسائق"، وتتراوح رواتبهم الشهرية من 1000 جنيه إلى 1300 جنية، مضيفًا بأن مواعيد العمل تقسم على 3 فترات بحيث تبدأ الفترة الأولى من السابعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، والفترة الثانية من الساعة الثانية عشر ظهرًا حتى الثامنة مساءً، والفترة الثالثة من السابعة مساءً حتى الثامنة صباح اليوم التالي.
وأشار "صبري" بأن مرتبات العاملين ضعيفة للغاية ولا تكفي متطلبات المعيشة الصعبة، موضحًا بأننا طالبنا الوزارة بزيادة أجور العاملين نظرًا للمجهود الجبار الذي يبذلوه وكان رد الوزارة علينا "هاتوا تبرعات وزودوا الموظفين".
وتحتوي الدار على عدد 2 مبنى للإقامة، كل مبنى عبارة عن دورين يوجد بهم، مطعم خاص، وريسبشن، وصالة تليفزيون، وصالة للأنشطة تقام فيها أعياد ميلاد النزلاء والندوات الإسبوعية والإحتفالات التي تنظمها الدار للترويح على نفوس النزلاء، مشيرًا بأن الدار يوجد بها مسنين من الرجال والسيدات من محافظات مختلفة، كالمنوفية والإسماعيلية وبني سويف والقليوبية والقاهرة، حيث تسع الدار بالمبنى الأول والثاني إلى 52 نزيل.
وأضاف بأن دار المسنين بالخانكة، تستقبل كافة الحالات المجانية التي تأتي إلينا عن طريق الوزارة بخطاب رسمي، كما تستقبل الدار الحالات المخفضة مقابل إشتراك شهري يتراوح من 150 جنية إلى 600 جنية، ويرجع ذلك لإمكانية الأهالي المادية، كما نستقبل أيضاً الحالات صاحبة الإشتراك الشهري الكامل بمقابل 1000 جنية شاملة كافة الخدمات الغذائية والصحية .
معقبا بأن باب
الزيارة مفتوح لأهالي المسنين المقيمين بالدار في أي وقت وعلى مدار اليوم وطوال ايام
الأسبوع حتى أيام العطلات والأعياد الرسمية والمناسبات، ما عدا يوم الجمعة وذلك لدواعي
أمنية .
الميزانية
السنوية لا تكفي إحتياجات دار المسنين
وعن ميزانية دار
المسنين السنوية، قال "صبري"، بأن وزارة التضامن الإجتماعي خصصت 150 ألف
جنية دعم سنوي للدار، تشمل مرتبات جميع العاملين والتأمينات الإجتماعية والصحية، وأدوية
وعلاج النزلاء، والأكل، وصيانة الدار، والنظافة، ودفع فواتير الكهرباء، والمياه، وكافة
المرافق، مشيراً بأن الميزانية السنوية لا تكفي لسد كافة إحتياجات الدار .
وأضاف بأن ميزانية
الدار وقت إنشائها كانت 28 ألف جنيه، ثم تم رفعها إلى 33 ألف جنيه، ثم تم زيادتها في
عام 2003 إلى 150 الف جنية، وحتى الآن لم يتم أي زيادة أخرى على الميزانية، موضحاً
بأنه عند مطالبتنا الوزارة بزيادة الميزانية كان الرد "مفيش فلوس".
وأوضح بأن شق المصروفات
الأخر التي تعتمد عليه الدار في المساعدة لسد إحتياجاتها، هو تبرع أهل الخير، وإشتراكات
النزلاء الشهرية، مشيراً إلى أن جمعية مستثمري منطقة الشروق الصناعية بالخانكة، تبرعت
للدار بملابس للنزلاء، وعدد 6 سراير بالمراتب والمخدات، ومكافأت رمزية للعاملين بالدار،
كما وعدوا بتوفير عدد من المستلزمات التي تحتاجها الدار .
مطالب وإحتياجات
دار المسنين
يقول "صبري
إبراهيم" بأن مطالب وإحتياجات الدار كثيرة جداً ونعاني من عدم توافرها، نظراً
لضعف الميزانية وقلة التبرعات، وعدم اهتمام أي من المسئولين بالدار، مشيراً بأن العاملين
في الدار يبذلون قصارى جهدهم لتوفير حياة كريمة للنزلاء في ظل الإمكانيات الضعيفة الموجودة
بالدار .
حيث طالب مدير
جمعية المسنين بزيادة رواتب العاملين بالدار من قبل الوزارة، وتوفير 2 ممرضين لخدمة
المرضى، وتوفير طبيب منتدب ولو لمدة يوم واحد في الأسبوع للكشف على النزلاء المرضى،
وتوفير اعتمادات مالية أو تبرعات لاستكمال الإنشاءات بالمبنى رقم 2 من أعمال الدهانات
والترميم، وتركيب عدد من التكييفات نظراً لشدة الحرارة في فصل الصيف على نزلاء الدار،
وأيضاً تركيب شبابيك حديد بالدور الثاني حرصاً على سلامة المسنين من السقوط من أعلى،
وإضاءة حديقة الدار بالكشافات، واستكمال أعمال التنده بحديقة الدار حتى تصبح متنزها
للنزلاء خلال فصل الصيف .
وأضاف "صبري"
بأنه يحلم ببناء مسجد صغير داخل الدار، وذلك لأداء الموظفين والعمال والمسنين الصلاة
بداخلة، نظراً لعدم وجود أي مصلي بالدار، مشيراً بأنه تم تخصيص 100 متر من المساحة
الخالية بالدار لبناء المسجد، موضحاً بأن الميزانية المالية لا تكفي لبناءه، مناشدا
أهل الخير بالتبرع لبناء ذلك المسجد .
كما طالب بدخول
الغاز الطبيعي إلى الدار، حيث تبلغ مقايسة توصيل الغاز الطبيعي للدار 10 آلاف جنية،
وهو ما لا تستطيع تحمله إمكانيات الدار المالية، مشيراً بأن المسافة بين خط الغاز الرئيسي
والدار هي 90 متر فقط .
رسالة للمسئولين
وأهل الخير
وفي نهاية الحوار،
وجه مدير جمعية المسنين رسالة لكافة المسئولين والمجتمع المصري، قائلاً، "عدد
المسنين في مصر وصل إلى 10 مليون مسن، وتذكروا جيداً انكم هتبقوا مسنين في يوم من الأيام
وفي أشد الحاجة لمد يد العون والمساعدة لكم، فدار المسنين في أمس الحاجة لتبرعاتكم
وإحتياجاتكم لأن ما يقدم من الجهات الحكومية لا يكفي تماماً لسد إحتياجات الدار، وإذا
كان المجتمع والمسئولين مش شايفين أن نزلاء الدار ليس لهم قيمة يخدوهم ويعدموهم زي
خيل الحكومة، أما إذا كانوا شايفين أن هؤلاء النزلاء لهم الحق في العيشة الكريمة يساعدوا
معانا ويخدموهم معانا رحمة بهم" .
مناشدا كافة وسائل
الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة أن تسلط الأضواء على دار المسنين، وندعوهم لزيارتنا
في أي وقت لرؤية الوضع على الطبيعة وعلى أرض الواقع .