أكدت تركيا، كثيرا أن دخولها لعفرين، وعملياتها العسكرية هناك، هو حرصا منها على أمن وسلامة أراضيها، لأنها تخشى مما يمكن أن تحدثه العناصر التي تنتمي، لحزب الأتحاد الديمقراطي، والذي تعتبره تركبا أنه جزءا من حزب العمال الكردستاني، لكنها يبدو أن حسابتها لم تسعفها هذه المرة.

احتجاجات وتظاهرات مناهضة

قوبلت الخطوة التي قامت بها تركيا ضد منطقة عفرين، ولكي نكون أكثر تحديدا، ضد أكراد سوريا، بالرفض الشديد من قبل الأكراد في تركيا، وجهات أخرى لدرجة جعلتهم يشنون تظاهرات وإحتجاجات غير عادية، كونهم لاحظوا وكأن ممثلي السلطة التركية، قد وضعوا خططهم للتخلص من إخوانهم وذويهم في سوريا.

منعطفا صعب

ربما نكون في حاجة للتفكير، في نقطة هامة، هو في حقيقته منعطفا متصل بما قبله، وهو إيران فهي تضم نسبة ليست بسيطة من الأكراد، الذين يعانون من معاملة مواطني الدرجة الثانية، علاوة على حرمانهم الكثير من الامتيازات الاقتصادية، فترى ماذا يمكن أن يكون ردة فعلهم حيال ممثلي السلطة في إيران، إذا أستمرت في تحالفها مع تركيا.

اتفاق ومعارضة في آن واحد

من المعروف أن إيران، تعارض تركيا في موقفها السياسي، حيال الأوضاع في سوريا، لكنها في نفس الوقت، تتفق معه فيما يتعلق بالأكراد، فكلاهما ضد الأكراد ويعتبرون أنهم يشكلون خطورة على أمنهم القومي، لكن على طهران، أن تتذكر أن الشعب قد خرج كتلة واحدة ضد ممثلي النظام في تظاهرات حاشدة، ليس فقط ليرفعوا لافتات تطالب بإسقاط هذا النظام وإنما وصل الأمر إلى حد المطالبة بإعدام المرشد الخامنئي، تلك الخطوة التي جاءت قبلها، تظاهرات الأكراد، بعد انفصال كردستان في العراق، ليطالبوا بالاستقلال هم أيضا، فترى كيف سيكون موقفهم إذا لم تتخذ إيران، موقفا مخالفا لتركيا، وتتخلى عن تحالفها معها ضد الأكراد، خاصة وأنه إذا حاول الأكراد الوقوف ضد النظام الإيراني، سيجدوا الآلاف يدعمونهم من قلب إيران، هذا بخلاف المساعدات من الخارج.

الأكراد في ألمانيا

خرج أكراد ألمانيا، في تظاهرات حاشدة ليعربوا عن اعتراضهم من الخطوات العسكرية التي تتخذها تركيا، في عفرين ومنبج بسوريا، ومن المعروف أن الأوضاع بين تركيا وألمانيا، متوترة خلال الآونة الأخيرة، هذا بجانب اعتراضها على أن تصبح عضوة في الإتحاد الأوروبي.

ألمانيا والإسلاموفوبيا

يعد السبب الحقيقي، وراء رفض ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية الأخرى دخول تركيا للأتحاد الأوروبي، هو خوفها من أن يكون لدولة إسلامية قوية مثل تركيا، شأن قوي، بين دول الأتحاد الأوروبي، وهو ما يسمى بالإسلاموفوبيا، وهنا نركز على تظاهرات الأكراد في ألمانيا أي أنهم من الممكن أن يستغلونهم، ليكونوا بمثابة الدرع لألمانيا، لكي تقف في مواجهة تركيا.

نقطة نظام

تشهد سوريا الآن تطورا ملحوظا، وتحالفات تختلف عن ذي قبل وبعد أن أبدى النظام السوري إعتراضه للخطوات التركية بدا واضحا أنه تخلى عن تحالفه معاها، هذا بجانب الانتقادات، الموجهة ضدها من قبل مختلف الدول الأخرى، وكأنها سقطت في أعماق بحر أمواجه عالية، والدور الآن على إيران، عليها أن تحدد موقفها فإما أن تظل معها ضد الأكراد، أو أن تتخلى عنها، لتتجنب أي مواجهة في الداخل، خاصة وأن هناك عدوان يراقبان عن كثب، الولايات المتحدة، وإسرائيل، وفي حال ثورة الأكراد، سيستغلونه لمصلحتهم، خاصة وأنهم يريدون التخلص من إيران اليوم قبل الغد.