مصر وأثيوبيا.. السيسي على خطى عبدالناصر في زعامة أفريقيا وتحسين العلاقات مع القارة السمراء
السبت 27/يناير/2018 - 04:42 م
أحمد زكي
طباعة
السيسي خلال قمة الاتحاد الأفريقي
"العلاقات المصرية الأثيوبية.. ربما كانت الكلمات بسيطة لغاية، لكنها في عالم السياسة تعتبر أحد اللوغاريتمات الكبيرة التي أرهقت العيديد من الخبراء والمحللين على مدار التاريخ، نظرًا لتشابكها وتشعبها في الوقت ذاته، ودرجة الأهمية التي تمثلها للجانبين.
واليوم يزور الرئيس السيسي اديس أبابا لحضور قمة الاتحاد الأفريقي وسط ظروف إقليمية وقارية عصيبة، وظرف تاريخي حاسم، لكن تلك الزيارة لا يجوز بحال من الأحوال فصلها عن سياقها التاريخي والمعاصر، حيث شهدت العلاقات بين مصر وأثيوبيا منعطفات خطيرة مثلت محور تعامل زعماء البلدين خلال النصف الثاني من القرن الماضي.
بوابة المواطن الإخبارية رصدت أبرز منحنيات العلاقة التاريخية بين البلدين، استقراءً لانعكاسها على الزيارة الحالية، والملفات العالقة بين البلدين.
عبد الناصر يفتتح كاتدرائية
"ناصر" أول رئيس مصري في أديس أبابا
يعتبر الراحل جمال عبد الناصر هو أول رئيس مصري يزور أثيوبيا، وذلك خلال فترة حكم الإمبراطور الأثيوبي "هيلا سيلاسي"، والذي زار مصر هو الأخر، وشارك في وضع حجر الأساس في الكاتدرائية المرقسية منتصف ستينات القرن الماضي.
وشهدت العلاقات المصرية في عهد عبد الناصر والإمبراطور الأثيوبي انتعاشاً كبيرًا على كافة الأصعدة، خاصة في المجالين السياسي والديني، فمع تبادل الزيارات الرسمية، كانت الكنيسة الأثويبية – بحكم تبعيتها للكنيسة المصرية عقائديًا – تستقبل بعثات كثيرة من مصر، ما عزز التواجد المصري على الأراضي الأثيوبية.
يعتبر الراحل جمال عبد الناصر هو أول رئيس مصري يزور أثيوبيا، وذلك خلال فترة حكم الإمبراطور الأثيوبي "هيلا سيلاسي"، والذي زار مصر هو الأخر، وشارك في وضع حجر الأساس في الكاتدرائية المرقسية منتصف ستينات القرن الماضي.
وشهدت العلاقات المصرية في عهد عبد الناصر والإمبراطور الأثيوبي انتعاشاً كبيرًا على كافة الأصعدة، خاصة في المجالين السياسي والديني، فمع تبادل الزيارات الرسمية، كانت الكنيسة الأثويبية – بحكم تبعيتها للكنيسة المصرية عقائديًا – تستقبل بعثات كثيرة من مصر، ما عزز التواجد المصري على الأراضي الأثيوبية.
السادات وأثيوبيا - صورة أرشيفية
السادات وبداية الصدام
لم يكن عهد الرئيس الراحل أنور السادات أفضل العصور التي مرت بها العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، بل على العكس شهدت تلك الفترة علاقات فاترة ربما ارتقت إلى مرحلة العداء، خاصة بعد دعم القاهرة لحركة تحرير إريتريا، وكذلك توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين القاهرة والخرطوم.
الضربة الثانية للعلاقات بين مصر وأثيوبيا جاءت من القاهرة حين رفض الرئيس السادات مقابلة وفد أثيوبي حضر إلى مصر خلال العام 1976، فأخذت العلاقات منعطفًا آخر خاصة بعد إعلان السادات لتحويل مجرى النيل ليصل إلى شبه جزيرة سيناء، فاحتجت أثيوبيا، وتقدمت بشكوى رسمية إلى منظمة الموحدة الأفريقية.
ثالث الضربات التي تلقتها علاقات البلدين اتخذت الطابع الديني، بعد احتجاز بطريرك الكنيسة في أثيوبيا في السجن، فرفض البابا شنودة ترسيم بطريرك جديد، لكن الحكومة في أديس أبابا تعنتت وأعلنت ترسيم بطريرك جديد، ما أدى إلى قطيعة كاملة وانفصال بين الكنيستين، لم تنتهي إلا في العقد الأول من الألفية الثانية وتحديدًا في شهر يوليو عام 2007، بعد وساطة بطريرك أرمينيا.
مبارك بعد العودة من أثيوبيا
مبارك يحاول إعادة العلاقات
شهد العام 1995 زيارة تاريخية قام بها الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى أديس أبابا، فيما اعتبره الكثيرون بادرة أمل ربما تعيد العلاقات لطبيعتها، لكن ما حدث بعد ذلك أعاد التوتر أكثر مما كان عليه خاصة أن الرئيس المصري تعرض لمحاول اغتيال فاشلة في أثيوبيا.
القطيعة الكاملة التي ترتبت على محاولة الاغتيال كانت سببًا رئيسيًا في توقف مجلس الأعمال الثنائي بين البلدين، لتظهر بعده شائعات تعاون أثيوبي إسرائيلي، ثم ظهور أزمة سد الألفية العظيم في عهد رئيس الوزراء الأثيوبي السابق ميلاس زيناوي، والذي عرف بسياساته المعادية للقاهرة.
شهد العام 1995 زيارة تاريخية قام بها الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى أديس أبابا، فيما اعتبره الكثيرون بادرة أمل ربما تعيد العلاقات لطبيعتها، لكن ما حدث بعد ذلك أعاد التوتر أكثر مما كان عليه خاصة أن الرئيس المصري تعرض لمحاول اغتيال فاشلة في أثيوبيا.
القطيعة الكاملة التي ترتبت على محاولة الاغتيال كانت سببًا رئيسيًا في توقف مجلس الأعمال الثنائي بين البلدين، لتظهر بعده شائعات تعاون أثيوبي إسرائيلي، ثم ظهور أزمة سد الألفية العظيم في عهد رئيس الوزراء الأثيوبي السابق ميلاس زيناوي، والذي عرف بسياساته المعادية للقاهرة.
قمة الاتحاد الأفريقي - صورة أرشيفية
"مرسي" يزور أديس أبابا مرتين
على الجانب الديني شهدت تلك الفترة تقدمًا نسبيًا حيث طلبت الكنيسة الأثيوبية زيارة نظيرتها في القاهرة إلى أن الأخيرة رفضت ذلك الطلب بعد تفاقم أزمة سد النهضة.
وعلى الصعيد السياسي كان الرئيس المخلوع محمد مرسي هو أول رئيس يزور اديس أبابا مرتين خلال وقت قصير نسبيًا، فالأولى كانت خلال القمة الإفريقية، والثانية على خلفية القمة الإفريقية الاستثنائية.
على الجانب الديني شهدت تلك الفترة تقدمًا نسبيًا حيث طلبت الكنيسة الأثيوبية زيارة نظيرتها في القاهرة إلى أن الأخيرة رفضت ذلك الطلب بعد تفاقم أزمة سد النهضة.
وعلى الصعيد السياسي كان الرئيس المخلوع محمد مرسي هو أول رئيس يزور اديس أبابا مرتين خلال وقت قصير نسبيًا، فالأولى كانت خلال القمة الإفريقية، والثانية على خلفية القمة الإفريقية الاستثنائية.
السيسي وأثيوبيا
السيسي يبنى علاقات جديدة
استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي فترة حكمه الأولى بمحاولة بناء علاقات جديدة مع أديس أبابا، حيث كانت زيارته الأولى لأثيوبيا، خلال مشاركته في الدورة الرابعة والعشرين للقمة الإفريقية.
وعلى الصعيد الديني زار البطريرك الأثيوبي، متياس الأول، القاهرة، واستقبله الرئيس السيسي وقال البطريرك الأثيوبي حينها مقولتها الشهيرة "السد يجمعنا مرة ثانية كي نتناقش عن الفوائد التي يجلبها لنا، والخبراء والدراسات أظهروا أيضًا أن هذا السد له فوائد وليس أضرارًا تضر بمصر والسودان".
واليوم هي الزيارة الثالثة للسيسي بعد حضوره الدورة العادية الـ28 للاتحاد الأفريقي، حيث من المقرر أن يبحث السيسي العديد من الملفات، في أديس أبابا على هامش أعمال الدورة العادية الـ30 للاتحاد الأفريقي، تحت شعار "الانتصار فى مكافحة الفساد.. نهج مستدام نحو التحول فى أفريقيا".
استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي فترة حكمه الأولى بمحاولة بناء علاقات جديدة مع أديس أبابا، حيث كانت زيارته الأولى لأثيوبيا، خلال مشاركته في الدورة الرابعة والعشرين للقمة الإفريقية.
وعلى الصعيد الديني زار البطريرك الأثيوبي، متياس الأول، القاهرة، واستقبله الرئيس السيسي وقال البطريرك الأثيوبي حينها مقولتها الشهيرة "السد يجمعنا مرة ثانية كي نتناقش عن الفوائد التي يجلبها لنا، والخبراء والدراسات أظهروا أيضًا أن هذا السد له فوائد وليس أضرارًا تضر بمصر والسودان".
واليوم هي الزيارة الثالثة للسيسي بعد حضوره الدورة العادية الـ28 للاتحاد الأفريقي، حيث من المقرر أن يبحث السيسي العديد من الملفات، في أديس أبابا على هامش أعمال الدورة العادية الـ30 للاتحاد الأفريقي، تحت شعار "الانتصار فى مكافحة الفساد.. نهج مستدام نحو التحول فى أفريقيا".
وتنظر مصر من القادم في العلاقات الثنائية مع الأثيوبية بحث الملفات العالقة وعلى رأسها سد النهضة، وحصة مصر المائية، وسبل التعاون بين البلدين