حوار مدكور لـ"بوابة المواطن": منظومة البطاقات الجديدة ستنهي عقودًا من الفساد
الثلاثاء 30/يناير/2018 - 11:57 م
محمد احمد
طباعة
بدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية، في تطبيق منظومة جديدة لاصدار البطاقات التموينية، مؤكدتة أنها ستقضي علي حقبة طويلة من الفساد، والتي أرهقت معها المواطنين.
وشددت الوزارة علي أنها ستنتهي من إعداد قاعدة البيانات الجديد، في إبريل المقبل، بعد الانتهاء من تحديث بيانات 3 ملايين مواطن متبقين من أصل 19 مليون مطالبين بالتحديث.
بوابة "المواطن" حاورت الدكتور عمرو مدكور مستشار وزير التموين لنظم المعلومات والتوثيق لمعرفة آخر المستجدات حول النظام الجديد، والإجراءات التي ستتخذها لضمان تقديم الخدمات دون أي مشاكل.
• كيف تقيم منظومة البطاقات حتي الآن ؟، ومتي سيتم تسليم الدفعة الثانية منها؟
المنظومة تسير بشكل جيد للغاية، ونقوم بالعمل علي إزالة أي معوقات قد تظهر أثناء التشغيل، مشيرًا إلى أنه سيتم خلال أيام تسليم الدفعة الثانية من البطاقات التي تم استخراجها بالنظام الجديد "عبر المحمول"، وذلك بعد نجاح التشغيل التجريبي واستخراج 1700 بطاقة كدفع أولى، ومراجعة البيانات عبر الرسائل النصية SMS.
• ماهي أبرز المشاكل التي تواجه تنفيذ المنظومة؟
بالرغم من نجاح التجارب الأولية للمنظومة إلا أننا نواجه مشاكل في استخدام المواطنين للمحمول كوسيلة للحصول علي البطاقة، لافتًا إلى أن 45 فقط من إجمالي 1700 شخص قاموا بإستخدام المحمول والإستعلام علي البطاقة والحصول علي الرقم السري، مؤكدًا علي أهمية زيادة الوعي لدي المواطنين، بضرورة إرسال رسالة علي رقم ٩١٢٣٧ بجنيه واحد، بعد تسليم الأوراق بالمكاتب وسييتم الرد بعدها مباشرة سواء في حالة قبول الطلب أو رفضه، مشيرًا إلى أنه في حالة القبول سيتم إبلاغهم بميعاد الإستلام، أما في حالة الرفض سيتم إبلاغهم بأسباب ذلك.
• كم عدد الطلبات التي تلقتاها الوزارة منذ بداية عمل المنظومة؟
حتي الآن تم استقبل أكثر من 200 ألف طلب لاستخراج البطاقات منذ بدء المنظومة الجديدة، والملفت للنظر هو ارتفاع معدلات الرفض، بسبب تقديم المواطنين بيانات خاطئة مثل أرقام تليفون غير مسجلة باسم صاحب البطاقة أو نقص في الأوراق المطلوبة، مشيرًا النظام المعمول به حاليًا مؤهل تمامًا لتنفيذ الخدمة، وتعديل أو تصويب أي مشكلة قد تظهر أثناء عملية التشغيل.
•هل هناك مشاكل في الإستعلام بالمكاتب ومتي تنتهي؟
بالفعل هناك مشكلة بالفعل، وسيتم الإنتهاء من إصلاحها خلال أيام، كما أنها ستكون متاحه لدى جهه واحدة لضمان عدم تسريب بيانات المواطنين ومنع الاختلاط بين أوامر التشغيل.
•هل الوزارة انتهت من إعدا قاعدة البيانات الجديدة؟
نقوم باستكمال قاعدة البيانات الجديدة، وستكون جاهزة تمامًا شهر أبريل المقبل، موضحًا أنه لم يتبقي سوي 3 ملايين مواطن، لم يتمكنوا من تحديث بياناتهم بسبب إدخالهم لبيانات غير سليمة من إجمالي19 مليون مواطن مطالبين بالتحديث.
وكشف أنه منذ عقود لم يكن هناك اهتمامًا ببطاقة التموين، ولكن بعد تطبيق منظومة الخبز والسلع التموينة الجديدة عام 2014، حدث تكالبًا من المواطنين للحصول علي البطاقة، وزاد الطلب عليها أكثر بعد ارتفاع قيمة الدعم لـ 50 جنيهًا، فضلًا عن ارتباطها بصرف الخبز المدعم، مؤكدًا انه من كان لايهتم بها في الماضي اصبح يبحث عنها مما زاد عدد المستفيدين لـ ٨٠ مليون مواطن.
ولفت مدكور إلى أن الفترة القادمة ستشهد توسعًا في استخدام البطاقات، بحيث يتم الإستعانة بها لمعرفة قيمة دعم المواطنين وعدد الأفراد المستفيدين، فضلًا عن متابعة حركة سحب الخبز والسلع وإبلاغ صاحب البطاقة بالكميات المتبقية، كما سيتم توسيع قاعدة استخدامها لتشمل اسطوانة البوتاجاز.
• ماهي المحافظات الأكثر استجابة للنظام الجديد؟
من المفارقات الغريبة في هذه المنظومة، أن محافظات الصعيد كانت الأكثر استجابة والتزامًا بالنظام الجديد واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وسبقت في ذلك محافظات القاهرة الكبري والوجه البحري.
• وماذا عن الأفراد الذين سقطوا عمدًا من البطاقات ؟
سيتم اعادتهم مرة أخرى الشهر القادم، حيث نقوم بتنفيذ عدد من البرامج لاسترجاعهم، كما سيتم حذف المتوفيين والمسافرين والذين تخلف ذويهم عن حذفهم من البطاقات طواعية أو الذين حدثت معهم مشكلة بالمكاتب دون أي غرامات عليهم.
ولفت مدكور إلى أنه بالرغم من التطور التكنولوجي الكبير في منظومة البطاقات، إلا أن بعض المكاتب لا تزال تعمل بعقلية ما قبل يناير الحالي، مشيرًا إلى أنه يتم حاليًا العمل توعيتهم وتحسين الخدمات المقدمة.
• ما هي أبرز المشاكل التي تعاني منها الوزارة ؟
هناك مقاومة شديدة من أصحاب المصالح الذين يريدون افشال المنظومة الجديدة، خاصة وأنها ستغلق باب الفساد والسرقة أمام المستفيدين غير الشرعيين، وسيكون المواطن فقط هو الرقيب علي دعمه، والذي يكلف الدولة مليارات من الجنيهات سنويًا.
وأشار إلى أن هناك أزمة ثقة بين المواطن والوزارة، بسبب تراكم الازمات وعدم التزام الوزارة بوعودها أكثر من مرة، لافتًا إلى أن النظام الجديد سيقضي علي كل هذا، ولاول مرة ستكون الوزارة متلزمة بإنهاء كافة الخدمات في المواعيد المحددة، مشدد علي ضرورة عدم الالتفاف حول الشائعات التي تستهدف الاضرار بمصلحة المواطنين والدولة.
وأوضح مدكور، أنه تم تشكيل غرفة عمليات لمتابعة شكاوي المواطنين، والعمل علي حلها، موضحًا أن وزارة التموين تسعي إلى إنهاء مشاكلهم مع المكاتب والعمل توصيل البطاقة بشكل آدمي، لدرجة اننا نريد ايصالها لبيت كل مستفيد عن طريق البريد.
وتابع أن النظام الجديد سيصلح، ما أفسدته المنظومات السابقة، ومنحنا الشركات المنفذة فرصة أخيرة لإثبات حسن النوايا وتحسين الخدمة والالتزام بالعقد الموقع مع الوزارة، إلا سيتم فسخ التعاقد معهم.
• ما الموقف الحالي لمنظومة الخبز وهل التزم أصحاب المخابز بالنظام الجديد؟
أصحاب المخابز التزموا تمامًا بالنظام الجديد، وهناك انتظام في انتاج الخبز، مشيرًا إلى أن "السيستم" الجديد منع اي اختراقات قد تحدث، حيث يقوم صاحب المخبز بدفع قيمة التأمين لمدة ثلاثة ايام ويستلم الدقيق وفقًا للمبلغ المسددة، ونقوم بالتعاون مع الاجهزة الرقابية بمتابعة الانتاج وفقًا لكميات الدقيق المنصرفة من المطاحن، وفِي حالة وجود تجاوز يتم اتخاذ الاجراءات القانونية ضد المخالفين.
وبالنسبة لمنظومة السلع التموينية، كشف مستشار وزير التموين، عن التزام البقاليين بدفع مبلغ التأمين والمقدر بـ ٢٥٪ من قيمة السلع، لافتًا الي ان المتخلفين عن المهلة التي منحتها الوزارة قاموا بسداد قيمة السلع كاملة.
وشدد علي انه يتم تجريم تجميع البطاقات لدي التاجر، وسيتم تنفيذ حملات مستمرة علي محلات البقالة، ومحاسبة المتورطين في جمع البطاقات، كما سيتم محاسبة كل مواطن يترك بطاقته لدي البقالين، لانه بذلك يهدر حقه، ويفتح باب للفساد وسرقة الدعم الذي تستلف من اجله الدولة.
• متي سيتم إضافة المواليد الجدد علي البطاقات ؟
إضافة المواليد الجدد، يتطلب توفير مخصصات مالية اضافية في الموازنة، خاصة وأن دعم الفرد يكلفه خزينة الدولة ١٢٥ جنيهًا، مقسمًا بين ٧٥ جنيهًا للخبز و٥٠ جنيهًا للسلع، لافتًا الي انه سيتم توفير هذه المخصصات عبر حذف غير المستحقين والمسافرين والمتوفين.