فانتازيا مترو الأنفاق.. سوق على أسوار المحطات دون ضابط
الأربعاء 31/يناير/2018 - 10:11 م
سارة منصور - تصوير: هشام الصيفي
طباعة
على طول أسوار المترو سَكنوا، بلا رغبة في الولوج أو الخروج، بلا إذن في السكون أو التحرك، فهدفهم هنا ليست الوسيلة بل ما تحمله من مارة ورغباتهم الاستهلاكية.
هم "باعة المترو" وليس المقصود هنا هم الباعة الجائلين الموجودين بالمحطات، بل آخرون أماكنهم ثابتة خارج القضبان ينادون هنا وهناك على سلعهم وما احتوته جعبتهم من مخزون استهلاكي، على أسوار المحطة نفسها.
وعلى الرغم من أنها صورة مكررة يدركها أغلب ركاب المترو، وخاصة قاصدي الخط الأول، إلا أن السؤال الحقيقي الذي يجب أن يطرح هنا هو أين مسئولي المترو من تلك التجاوزات التي تزعج الركاب؟، ولماذا يفكر رؤساء الهيئة في خسائر المترو وما شابها لتسيير الأوضاع بالداخل دون النظر إلى راحة الراكب نفسه الذي تزعجه النداءات بالداخل ويعيقهم المساحة بالخارج، بعد أن ارتصفها ما أشرنا لهم سلفا من قبل بإسم "باعة المترو".
محطة الجيزة..
"لو عاوز لحمة هتلاقي.. لو عاوز فاكهة هتلاقي.. لو عاوز تفطر فول ماشي.. كبدة برضه ماشي ".. ذاك هو لسان حال أسوار محطة الجيزة التي قفز عليها الباعة من الجانبين، فعلى يمينك تجد شادر لحوم على سور المترو نفسه معلق عليه "أرطال اللحم" في خطافات، في مشهد لن تراه إلا في مصر، فكيف لبائع أن يأخذ تلك المساحة لنفسه لبيع سلعته دون أن يراه أمن المحطة أو أي مسئول.
وبجانب "الجزار" رسم مشهد آخر نفسه لسيدة جلبت أقفاص ورصتها فوق بعضها، ثم جلبت "صنية ألمونيا" مليئة بالفواكه ووضعتها فوقهم، لتنادى على الذاهب والآتي من المحطة لشراء بضاعتها الثمينة.
وعلى بعد سنتيمترات منهم، وقف باعة الكبدة أيضًا لطلب الرزق الموجود في جيوب الجائعين من رواد المترو، وكلها صور تبرهن علي أن ما خارج المحطة لا يخضع لأعراف أو قوانين سوى الرزق.
محطة المنيب..
وعلى طول القضبان تأتي محطة المنيب على امتداد الخط نفسه، وطبيعة ما خارج الأسوار هي نفسها أيضًا لباعة ركنوا إلى سور المحطة بدلا من أرصفة الشوارع.
ويأتي الاختلاف هذه المرة في السلعة المقدمة بالخارج، فمنها الإفطار مثلا الذي تمثل في عربة فول يقف بها البائع علي رصيف المحطة نفسه من الخارج، وأمامه "نصبة شاي" لكي تكتمل مشتملات الإفطار التي يعرفها كل مصري.
"باعة المناديل" هم البصمة التي تدركها كل محطة مترو من الداخل ومن الخارج أيضًا، لبائع أو بائعة وضعوا بجانبهم أكياس المناديل في انتظار ثمنها دون بيعها، حيث تعتبر تلك السلعة حاليًا واجهة للتسول.
وما يزيد الوضع سوءًا هو وقوف عدد من "الميكروباصات" أمام المحطة، الأمر الذي أدى إلى حدوث الكثير من الفوضى خلفه الزحام ولم يتحرك لها أحد من مسئولي المحطة.