غضب سياسي وبرلماني بسبب رفض "أردوغان" للأحكام الصادرة ضد قيادات "الإرهابية" (تحقيق)
الثلاثاء 05/يوليو/2016 - 11:15 م
ياسمين مبروك - أسماء صبحي
طباعة
أثارت تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن رفضه للأحكام التي صدرت ضد أعضاء الجماعة الإرهابية، وإعلانه عن رفضه للمصالحة مع مصر على غرار تلك الأحكام، غضب الكثير من النواب والسياسيين داخل الأوساط السياسية، حيث اعتبره البعض أنه تدخلًا سافرًا في الشأن المصري الداخلي، في حين شن البعض الآخر هجومًا حادًا على الرئيس التركي، وأنها تدل على مدى كرهه للشعب المصري ولمصر.
"أردوغان" يرفض أحكام القضاء
واصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تدخله السافر فى الشئون المصرية، حيث قال فى تصريحات أدلى بها بعد أداء صلاة العيد اليوم، الثلاثاء، فى إسطنبول، إنه لا يستطيع أن يقبل بالأحكام القضائية الصادرة ضد الرئيس الأسبق محمد مرسى وغيره من قيادات الإخوان المسلمين، ووصفها بالمثيرة للجدل.
كما استبعد أى تقارب مع مصر على غرار ما حدث مع روسيا وإسرائيل.
وحاول أردوغان التفريق بين قيادة مصر وشعبها، بزعمه إن تركيا ليس لديها مشكلة مع الشعب المصرى. ووفقا للتصريحات التي نقلتها وكالة الأناضول التركية، فإن أردوغان تحدث عن الأحكام القضائية الصادرة ضد مرسى وغيره من قيادات وأعضاء الجماعة الإرهابية، وقال إنه لا يستطيع الاعتراف بها.
وقال أردوغان أيضا إنه سيزيد وتيرة حملة مكافحة الإرهاب عقب عيد الفطر، وأوضح أنه "طالما استمرت الوحدة والأخوة، سنتغلب بالتأكيد على الإرهاب".
الخارجية ترد
أكد الناطق باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، أن مصر هي التي لديها تحفظات على التعامل مع القيادة التركية التي تصر على تبني سياسات متخبطة إقليميًا، مشيرًا إلى أنه من المهم التذكير دائمًا بأن احترام إرادة الشعوب هو نقطة الانطلاق لإقامة علاقات طبيعية بين الدول، وهي الحقيقة التي ما تزال غائبة عن البعض.
وأضاف أبو زيد، أن الجانب التركي يجب ألا يغيب عن ذهنه أن الشعب المصري هو الذي اختار قيادته في انتخابات حرة وديمقراطية.
تدخل مرفوض شكلًا وموضوعًا
أعرب النائب حسني حافظ، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، عن استياءه من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن القضاء المصري، ورفضه للأحكام التي صدرت ضد قيادات الجماعة الإرهابية، لافتًا إلى أنها تدخلًا سافرًا في الشأن الداخلي المصري.
وأضاف حافظ، في تصريح خاص لـ "المواطن"، أن تصريحات "أردوغان" وتدخل تركيا المتكرر في الشأن المصري أمر مرفوض شكلًا وموضوعًا، مشيرًا إلى أن الشعب المصري هو من يرفض المصالحة مع تركيا وليس هم.
ونفى عضو مجلس النواب، وجود أي خلاف أو عداوة بين الشعب المصري والشعب التركي، موضحًا أن خلافنا مع القيادات التركية التي تقف في صف الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار الدول العربية بأكملها، والتي تحاول أن تصدر صور مشوهة عن الدولة المصرية للعالم الخارجي.
تعبر عن مدى كرهه لمصر وشعبها
شن النائب هيثم الحريري، عضو تكتل "25 - 30"، هجومًا حادًا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على غرار تصريحاته الأخيرة عن الدولة المصرية، قائلًا إنه يعبر دائمًا عن مدى كرهه لمصر وللشعب المصري، وإنه لا يعرف أي شيء عن العادات الدبلوماسية.
وأضاف الحريري، في تصريح خاص لـ "المواطن"، أن تصريحات أردوغان، ورفضه للأحكام التي صدرت ضد أعضاء الجماعة الإرهابية تجاوزت كل الخطوط الحمراء، ولا يمكن قبولها أو السكون عنها، مناشدًا السلطات المصرية بضرورة الرد بقوة على تلك التصريحات.
وأشار الحريري، إلى أن الشعب التركي هو من سيتحمل نتيجة تلك التصريحات الطائشة لرئيسهم، موضحًا أن "أردوغان" سيخسر الكثير هو ودولته بسبب تصريحاته المعادية للكثير من الدول العربية، وبسبب وقوفه في صف تلك الجماعة الإرهابية.
سيكبده الكثير من الخسائر
أكد الربان عمر صميدة، رئيس حزب المؤتمر، أن إعلان الرئيس التركي عن رفضه للأحكام التي صدرت ضد أعضاء الجماعة الإرهابية، وربطه بين تلك الأحكام والعلاقات الثنائية بين البلدين، يدل على تضارب القرارات داخل القيادة التركية، موضحًا أنه في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الوزراء استعادة العلاقة مع مصر، يعلن "أردوغان" رفضه للمصالحة.
وأضاف صميدة، في تصريح خاص لـ "المواطن"، أن ولاء أردوغان الزائد للجماعات الإرهابية، وخاصةً جماعة الإخوان الذي ينتمي لها، سيكبده الكثير من الخسائر، وستخلق عداوة شديدة بيتنه وبين شعوب العالم العربي الذي تعاني من العمليات الإرهابية لعناصر تلك الجماعات.
وأشار رئيس حزب المؤتمر، إلى أن أحلام "أردوغان" بدخول مصر، واستعادة الخلافة العثمانية هي من تدفعه إلى مثل تلك التصرفات، مشيرًا إلى أنها مجرد أحلام واهية ومن المستحيل أن تتحقق، مناشدًا الدولة المصرية بعدم النظر إلى تلك الأوهام الاستمرار في المضي قدمًا نحو المستقبل.