"لو بطلنا نحلم نموت".. حكاية "هدير جمال" صاحبة أشهر عربة كبدة بالمقطم

الأربعاء 07/فبراير/2018 - 11:43 ص

عبده أحمد عطا

أمام كشك الزهور بشارع مسجد بلال- حي المقطم، تستقر "عربة كبدة"، تطل من خلفها فتاه عشرينية، يلتف حولها العشرات من الأشخاص، عندما تنظر إليها للوهلة الأولى لا تصدق أنها بائعة كبده، فهي ذات جمال فائق، وخلق متفرد.

بابتسامة صافية، ونفس قنوعه، وإصرار على النجاح ، تبدأ "هدير جمال" التي لم تتجاوز عامها الثامن والعشرين، بتجهيز "عربة الكبدة" فى تمام الساعة الخامسة مساءً، كي تستقبل زبائنها الذين أحبوا طعامها ، وتنتهي في الساعة الثانية عشرًا منتصف الليل، ثم تعاود الكرة على مدار الأسبوع دون كلل أو مشقة.

لم تنتظر هدير أن يتفضل عليها أحد من أسرتها، وينفق عليها، بعد أن أنهت دراستها الجامعية عام 2013، لكنها قررت أن تصنع لنفسها مشروعًا يدرعليها القليل من الربح، إذ أن هذا الحلم كان يراودها في طفولتها.

تتذكر "هدير" رد فعل أسرتها عندما اقترحت عليهم عمل هذا المشروع" ، قائلة :"الكل كان رافض الفكرة، وقالوا لي أنت بنت ومش هينفع تشتغلي الشغل ده"، إلا أن إصرارها على النجاح جعلها تتحدي صعوبات كثيرة أولها ما سوف تتعرض له من مضايقات وأقاويل خاصةً وأن قيامها بالبيع على عربة الكبدة أمراً لا يعتاده الناس في الشارع المصري.

طرقت "هدير" أبواب كثيرة من أجل إيجاد عمل يناسب مؤهلها، إلا أن الحظ لم يحالفها فى ذلك، فاضطرت إلى أن تأخذ هذه الخطوة، إيماناً منها بأن الألف ميل يبدأ بخطوة، وأن مشروعها سيفتح لها أبواب كثيرة، فلا تستبعد أن تمتلك محل بعدها بفترة، أو تصبح سيدة أعمال فى يوم من الأيام" أنا شايفه إن شغلي ده مش عيب ولا حرام، بل العكس أنا عايزه بنات كتيرة تاخدني قدوة ليها".

وعن معاملة الناس لها، قالت: في ناس بتشجعني ومبسوطين من الخطوة إلا أنا خدتها، وناس مش عاجبها شغلي، مفسره ذلك إني مش وش بهدله، إلا انها ترد على منتقضيها بقولها " سيبوا الناس فى حالها محدش عارف ظروف حد".

وتواصل هدير حديثها لـ "بوابة المواطن الإخبارية" قائلة: أنا مش مصدقة إن في شباب قاعد بحجة إن مفيش شغل، أو مستني وظيفة الحكومة"، مطالبة إياهم بأن يتركوا الكسل ويبدأو في البحث عن عمل، مستنكرة تقاعسهم قائلة" عيب لما البنات تشتغل وأنتم قاعدين".

أكدت "هدير" على أن الهدف من خلق الإنسان هو العبادة والسعي على الرزق، موضحه أن العمل، إذا كان حلال فلابد من تشجيع الشباب على الاستمرار فيه، لافتة إلى أهمية دور الدولة في الوقوف بجانب هذه المشروعات فى البداية وتستمر حتى تدور عجلة الإنتاج معهم .

وختمت هدير حديثها قائلة:"لازم الناس كلها تتكاتف، من أجل النهوض بمصر، ولازم نحلم نبقى أحسن من كده علشان لو بطلنا نحلم نموت".