تركيا.. تهوي في فوهة الخراب على يد أردوغان
الأربعاء 06/يوليو/2016 - 06:25 ص
خالد شيرازي
طباعة
صرحت سابرينا تافرنيسي، المعارضة للنظام الحكومي التركي، بأن رجب طيب أردوغان، الذي اعتمد لفترة طويلة سياسة "تصفير المشاكل مع الجيران"، يبدو غارقاً في نزاعات مع الجميع وفي كل مكان، عارضة سياساته التي أوصلت تركيا إلى هذا الوضع.
وكتبت في صحيفة نيويورك تايمز أن داعش والناشطين الأكراد ضربوا تركيا 14 مرة تقريباً في الأشهر الـ12 الأخيرة، مما أوقع 280 قتيلاً وزرع الرعب والخوف في النفوس، فيما تضرر الاقتصاد كثيراً واضطر العنف السياح الأجانب إلى تغيير وجهاتهم.
أغضب أمريكا
وفي الوقت نفسه، صار أردوغان معزولاً، بعدما أثار غضب حلفاء قدامى كالولايات المتحدة برفضه لسنوات اتخاذ إجراءات حاسمة ضد داعش. وعندما قرر أخيراً التعامل بجدية مع هذا التهديد، واجه مشاكل جديدة، بما فيها الهجوم الانتحاري الأخير الذي نفذه التنظيم الإرهابي في مطار أتاتورك في إسطنبول موقعاً 44 قتيلاً.
إلى ذلك، تشير الصحافية إلى أن أردوغان ساهم في إعادة إشعال الحرب مع الانفصاليين الأكراد في جنوب شرق تركيا والتي أوقعت مئات القتلى من المدنيين في القتال الذي تجدد الصيف الماضي. كذلك، أثار أزمة مع موسكو بعد اسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية انحرفت على الحدود مع سوريا.
صلوا لأجلنا
ويقول الخبير الدستوري الليبرالي أورغن أوزبودن الذي كان مدافعاً عن أردوغان إن "السفينة تتجه سريعاً نحو الصخور...صلوا لأجلنا".
وفي رأي الصحافي أن القصة التي توضح كيف وصلت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تملك ثامن أكبر اقتصاد في أوروبا، إلى هذا الوضع، تتعلق بأردوغان نفسه بقدر ما تتعلق بجغرافيا هذه الدولة الواقعة في شرق أوسط مضطرب. وبعدما بدا أن للرئيس التركي تسع أرواح ويخرج أقوى بعد كل أزمة، وجد نفسه أخيراً محاصراً بالأزمات من كل الجهات، بما فيها انقسامات عميقة في مجتمعه الذي ساهم في إنشائه.
ويقول الكاتب التركي سولي أوزيل إن "أردوغان لا يزال الزعيم التركي الأكثر شعبية، ولكن ثمة استياء بين المواطنين. الكثيرون يعتقدون أن الوضع لم يعد يطاق".
في السنوات الأولى لحكم أردوغان، انتعش الاقتصاد وزادت المداخل بقوة وكذلك شعبية أردوغان. ولكن معارضيه، وحتى بعض مؤيديه، لاحظوا أنه صار مهووساً بمحاربة خصومه الحقيقيين منهم والمفترضين، إلى درجة أنه ضل طريقه.
أوهام العظمة
ويقول هؤلاء إن أردوغان صار مشتتاً بأوهام العظمة، ما ألحق ضرراً بالمؤسسات الضرورية لعمل الديمقراطية.
ويؤكد صديق قديم له رفض على غرار كثيرين كشف اسمه، إنه رافق أردوغان أربعين سنة، إلا أنه لم يعد يعرفه أخيراً.
وساهم أردوغان في إنشاء حزب العدالة والتنمية التي أظهر قدرة على الفوز بالانتخابات، لا بسبب التزوير وإنما نتيجة العمل الدؤوب.
ولكن سعياً إلى السيطرة على البيروقراطية التركية، عقد تحالفاً مع جماعة دينية غامضة يرأسها رجل الدين فتح الله غولن، فدفع الى صفوف الشرطة والقضاء بالأعضاء المثقفين لهذه الجماعة.
ويذكر دنغير مير محمد فرات بأنه قال لأردوغان أنه لا يجب ترك أي جزء من الدولة تحت سيطرة أشخاص يتمتعون بإيديولوجيا محددة، فرد عليه: "لن نواجه أذى من أولئك الذين يتطلعون نحو مكة". وأكد فرات "أننا لم نكن حزياً إسلامياً. كنا دولة ديمقراطية ولكنه كان ينزلق بعيداً". وحصل ذلك لانه تمكن من إبعاد الجيش عن الصورة.
هاجس السلطة
ويقول مسؤولون سابقون إن هاجسه لم يكن الإسلام، وإنما السلطة. ومع تزايد شعبيته وفوزه بالغالبية في انتخابات متلاحقة، بدأ يتصرف بشيء من البولشفية، معتقداً أنه يجسد تطلعات الشعب.
ويقول كثيرون إن أردوغان تبنى ببساطة العادات السيئة لزعماء أتراك سابقين أتى إلى السلطة لإلحاق الهزيمة بهم. فعندما شعر بحاجة إلى حلفاء، عقد تحالفاً مع الجيش، وانبعث القوميون المتطرفون مجدداً.
الاقتصاد
وتحذر الصحافية من أن الاقتصاد يشكل كعب أخيل أردوغان، ذلك أن ناخبيه الحريصين على الولاء له يهتمون أكثر بأرباحهم. ولكن المداخل تعاني ركوداً في السنوات الأخيرة والاستثمارات الخارجية المباشرة تتراجع، فضلاً عن السوق العقارية.
ويقول المستشار المالي أتيلا يسيلادا: "نعاني من القرحة، لا السرطان...لكن كل المؤشرات تشير الى تدهور أكبر".
وكتبت في صحيفة نيويورك تايمز أن داعش والناشطين الأكراد ضربوا تركيا 14 مرة تقريباً في الأشهر الـ12 الأخيرة، مما أوقع 280 قتيلاً وزرع الرعب والخوف في النفوس، فيما تضرر الاقتصاد كثيراً واضطر العنف السياح الأجانب إلى تغيير وجهاتهم.
أغضب أمريكا
وفي الوقت نفسه، صار أردوغان معزولاً، بعدما أثار غضب حلفاء قدامى كالولايات المتحدة برفضه لسنوات اتخاذ إجراءات حاسمة ضد داعش. وعندما قرر أخيراً التعامل بجدية مع هذا التهديد، واجه مشاكل جديدة، بما فيها الهجوم الانتحاري الأخير الذي نفذه التنظيم الإرهابي في مطار أتاتورك في إسطنبول موقعاً 44 قتيلاً.
إلى ذلك، تشير الصحافية إلى أن أردوغان ساهم في إعادة إشعال الحرب مع الانفصاليين الأكراد في جنوب شرق تركيا والتي أوقعت مئات القتلى من المدنيين في القتال الذي تجدد الصيف الماضي. كذلك، أثار أزمة مع موسكو بعد اسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية انحرفت على الحدود مع سوريا.
صلوا لأجلنا
ويقول الخبير الدستوري الليبرالي أورغن أوزبودن الذي كان مدافعاً عن أردوغان إن "السفينة تتجه سريعاً نحو الصخور...صلوا لأجلنا".
وفي رأي الصحافي أن القصة التي توضح كيف وصلت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تملك ثامن أكبر اقتصاد في أوروبا، إلى هذا الوضع، تتعلق بأردوغان نفسه بقدر ما تتعلق بجغرافيا هذه الدولة الواقعة في شرق أوسط مضطرب. وبعدما بدا أن للرئيس التركي تسع أرواح ويخرج أقوى بعد كل أزمة، وجد نفسه أخيراً محاصراً بالأزمات من كل الجهات، بما فيها انقسامات عميقة في مجتمعه الذي ساهم في إنشائه.
ويقول الكاتب التركي سولي أوزيل إن "أردوغان لا يزال الزعيم التركي الأكثر شعبية، ولكن ثمة استياء بين المواطنين. الكثيرون يعتقدون أن الوضع لم يعد يطاق".
في السنوات الأولى لحكم أردوغان، انتعش الاقتصاد وزادت المداخل بقوة وكذلك شعبية أردوغان. ولكن معارضيه، وحتى بعض مؤيديه، لاحظوا أنه صار مهووساً بمحاربة خصومه الحقيقيين منهم والمفترضين، إلى درجة أنه ضل طريقه.
أوهام العظمة
ويقول هؤلاء إن أردوغان صار مشتتاً بأوهام العظمة، ما ألحق ضرراً بالمؤسسات الضرورية لعمل الديمقراطية.
ويؤكد صديق قديم له رفض على غرار كثيرين كشف اسمه، إنه رافق أردوغان أربعين سنة، إلا أنه لم يعد يعرفه أخيراً.
وساهم أردوغان في إنشاء حزب العدالة والتنمية التي أظهر قدرة على الفوز بالانتخابات، لا بسبب التزوير وإنما نتيجة العمل الدؤوب.
ولكن سعياً إلى السيطرة على البيروقراطية التركية، عقد تحالفاً مع جماعة دينية غامضة يرأسها رجل الدين فتح الله غولن، فدفع الى صفوف الشرطة والقضاء بالأعضاء المثقفين لهذه الجماعة.
ويذكر دنغير مير محمد فرات بأنه قال لأردوغان أنه لا يجب ترك أي جزء من الدولة تحت سيطرة أشخاص يتمتعون بإيديولوجيا محددة، فرد عليه: "لن نواجه أذى من أولئك الذين يتطلعون نحو مكة". وأكد فرات "أننا لم نكن حزياً إسلامياً. كنا دولة ديمقراطية ولكنه كان ينزلق بعيداً". وحصل ذلك لانه تمكن من إبعاد الجيش عن الصورة.
هاجس السلطة
ويقول مسؤولون سابقون إن هاجسه لم يكن الإسلام، وإنما السلطة. ومع تزايد شعبيته وفوزه بالغالبية في انتخابات متلاحقة، بدأ يتصرف بشيء من البولشفية، معتقداً أنه يجسد تطلعات الشعب.
ويقول كثيرون إن أردوغان تبنى ببساطة العادات السيئة لزعماء أتراك سابقين أتى إلى السلطة لإلحاق الهزيمة بهم. فعندما شعر بحاجة إلى حلفاء، عقد تحالفاً مع الجيش، وانبعث القوميون المتطرفون مجدداً.
الاقتصاد
وتحذر الصحافية من أن الاقتصاد يشكل كعب أخيل أردوغان، ذلك أن ناخبيه الحريصين على الولاء له يهتمون أكثر بأرباحهم. ولكن المداخل تعاني ركوداً في السنوات الأخيرة والاستثمارات الخارجية المباشرة تتراجع، فضلاً عن السوق العقارية.
ويقول المستشار المالي أتيلا يسيلادا: "نعاني من القرحة، لا السرطان...لكن كل المؤشرات تشير الى تدهور أكبر".