حدث بالفعل.. أغرب قصة حب في التاريخ.. ونهاية لا يتوقعها بشر
الثلاثاء 13/فبراير/2018 - 01:39 ص
أحمد زكي
طباعة
ومن الحب ما قتل.. عبارة كثيرًا ما نسمعها، على سبيل التندر والمزاح، لكننا لا ندري أن العشق فعلًا قد يقتل صاحبه، وبأغرب الطرق أيضًا، ولعل تراثنا العربي ملئ بقصص تدل على ما يمر بالعاشق الولهان حين لا يجد سبيلًا للوصل مع من يحب، كما حدث في تلك الرواية الشهيرة التي أوردها الأصمعي في أثره.
ويروي الأصمعي قصة مثيرة ربما لا يصدق الكثيرون أنها حدثت بالفعل، لكن الشاعر الكبير الذي بلغ من التمكن في نظم الفن مبلغًا عظيمًا، يقول إنه كان يسير ذات يوم في البادية فوجد حجرًا منقوشًا عليه البيت التالي.
أيا معشر العشاق بالله خبروا ... إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فما كان من الشاعر الكبير إلا أن شاغله شيطان شعره واستفزته قريحته حين شعر بأن الرسالة موجهة إليه فرد على البيت قائلًا..
يداري هواه ثم يكتم ســـــره ... ويخشع في كل الأمور ويخضع
لكن القدر كان يخبئ له شيئًا آخر حين رجع في اليوم التالي إلى الموضع الذي كان فيه سابقًا فوجد مكتوبًا تحت ما كتب بالأمس البيت التالي..
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى ... وفـــــي كل يوم قلبه يتقطــــــــع
هنا لم يجد الأصمعي سوى استكمال توصياته إلى صاحب الرسالة المجهولة، وكأنه يتحدث معه، فأخذ يكتب تحتها البيت التالي..
إذا لم يجد الفتى صبرا لكتمان سره ... فليـــس له شيء سوى الموت ينفع
إلى هنا لم يكن الأصمعي يدري إلى أين سوف تأخذه تلك اللعبة، وكأن القدر حينها أراد أن يعطي درسًا للجميع بعد ذلك أن لا يستهينوا بمشاعر الآخرين، لكن الدرس كان قاسيًا حين عاد اليوم التالي فوجد كارثة حقيقية، متمثلة في هذين البيتين..
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغـــــــــــــوا ... سلامي إلى من كان بالوصل يمنـــع
هنيـــــئا لأرباب النعيم نعيمــــــــهم ... وللعاشق المسكيــــــــــن ما يتــجرع
ثم وجد الشاب ميتًا تحت الحجر الذي نقشت عليه قصة عشق ربما كان من أقوى ما شهده عالم العشق على مدار التاريخ، فبمجرد تأكد الفتى عبر تلك الرسالة مما كان يخشاه، وأنه لن يستطيع لقاء من يحب فمات كمدًا وحزنًا من فوره.
كتب الشاب.. أيا معشر العشاق بالله خبروا ... إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
رد الأصمعي.. يداري هواه ثم يكتم ســـــره ... ويخشع في كل الأمور ويخضع
رد الشاب.. وكيف يداري والهوى قاتل الفتى ... وفـــــي كل يوم قلبه يتقطــــــــع
رد الأصمعي.. إذا لم يجد الفتى صبرا لكتمان سره ... فليـــس له شيء سوى الموت ينفع
رد الشاب.. سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغـــــــــــــوا ... سلامي إلى من كان بالوصل يمنـــع
هنيـــــئا لأرباب النعيم نعيمــــــــهم ... وللعاشق المسكيــــــــــن ما يتــجرع
ثم مات....