إعادة إعمار العراق.. هل يكون محاولة جديدة لتدخل خارجي "ناعم"؟
الأربعاء 14/فبراير/2018 - 02:00 م
عواطف الوصيف
طباعة
لا شك أن المنطقة العربية تعاني من العديد من الأزمات، وتعد التنظيمات الإرهابية التي ظهرت فجأة، وأنتشرت بصورة سريعة، كالمرض الخبيث، سبب رئيسي في جعل المنطقة تبدو وكأنها صورة ضبابية لا يميزها سوى الخراب فقط.
العراق.. هي بلد معروف بأمجاده وتاريخه وتراثه، لكنها ومنذ أن تعرضت للغزو الأمريكي، في 2003، وهي أشباه أطلال، غارات متتالية، وضربات جوية، وكل ذلك استنادا على حجج واهبة لا علاقة لها بالواقع، وهي أن بها أسلحة نووية، ولم تكن هذه هي النهاية.
أمريكا بين التواجد والنزوح
تمكنت الولايات المتحدة من ترسيخ تواجدها في العراق منذ أن دخلت إياها في 2003، واستمرت الحرب فترات طويلة، لم يسفر عنها سوى الخراب، وقتل المدنيين والأبرياء، حتى خرج أخر جندي أمريكي منها في 2011، لكن لم تكن هذه هي النهاية.
من واشنطن لداعش
براود الأذهان أنه وبعد خروج القوات الأمريكية وتحرير العراق، أنه حان الوقت لكي يشرق عليها فجرا جديد، لكن يفاجيء الجميع، بتنظيمات إرهابية مسلحة، لا تفعل أي شيء، سوى التخريب والدمار، والقتل للأبرياء، وكل ذلك بسبب تنظيم مثل داعش، الذي لا يزال يرعى في العديد من المناطق والضواحي العراقية، يثيرون حالة من الخوف والرعب بين المواطنيين دون ذنب يقترفوه.
إعادة إعمار
قرر العالم العربي، والعالم أجمع النظر لأمر العراق، ومحاولة إعادة تأهيلها مجددا، لنجد أنفسنا اليوم أمام مؤتمر إعادة إعمار العراق، الذي قررت الكويت أن تكون هي راعي إتمامه، بقيادة الأمير صباح الأحمد الجابر.
العراق شأن دولي
يعد أكبر دليل على أن ما تعانيه العراق، لا يقتصر الإهتمام به على المنطقة العربية فقط، وإنما على المستوى الدولي، هو حرص مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني، على الحضور، لتدلي بتصريحات رسمية هامة، لتوضح موقف الإتحاد الأوروبي مما تعانيه العراق.
دعم أوروبي للعراق
أكدت موجريني أن الاتحاد الأوروبي يدعم العراق، ولن يتجاهل أمر المشاركة في عملية إعداد الإعمار، لكل شبر من العراق، وأنتبهت إلى المدنيين من الشعب العراقي، حيث أفادت أنه يوجد ملايين العراقين، ممن في حاجة للعديد من المساعدات واوروبا ستبذل قصارى جهدها لتحقيق ذلك.
مساعدات الكويت للعراق
قررت الكويت أن تقدم كل ما في قدرتها من الناحية المالية، لإتمام إعادة إعمار العراق، حيث أنه وفي جلسة موازية خلال فعاليات مؤتمر إعادة إعمار العراق تعهدت وزارة الأوقاف الكويتية بالإضافة لمنظمات غير حكومية كويتية بـ50 مليون دولار من أجل جهود إعادة إعمار العراق، كما تعهدت منظمات غير حكومية دولية وجمعيات إغاثية بتقديم 330 مليون دولار.
نقطة نظام
الجهود التي تبذل لابد من الإشادة بها، لكن ما يستلزم الانتباه له، هو أن العراق، تاريخ طويل من الحضارة والعراقة، التي من الصعب أن تتأثر بأيا من الغزاة، ونحن الآن في مواجهة عدو حقيقي، أسمه "داعش"، تنظيم شيطاني، يريد أن يهزمنا بسلاح أقوى من البنادق والقنابل، سلاح تلويث الفكر وزعزعة الإيمان، سلاح فن السيطرة على العقول، ففي حال نجاحهم في ذلك سيكون من السهل عليهم فرض سيطرتهم، ودون مقاومة، وإحتلال أنفسنا وشخصنا، وليس بلادنا فقط، وهذا ما يستلزم أن نواجهه بسواعدنا ودون اللجوء لأي عوامل خارجية.