المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

سوريا.. بعد أن مزقتها ويلات الحرب.. الخطف ينتشر في كل مكان و"الطائفية كلمة السر"

الإثنين 19/فبراير/2018 - 02:53 م
عواطف الوصيف
طباعة
منذ أكثر من سبع سنوات وسوريا، تشهد معاناة غير عادية، فمن قتل للأبرياء، إلى إجبار على التهجير وترك الوطن والسكن، علاوة على الخراب والدمار الذي لحق بالبلاد، والذي شوه ملامحها، وجعلها عبارة عن بقايا أطلال، وكل ذلك بدأ بأيادي مجرمي التنظيمات الإرهابية المسلحة، والآن يمارس على أيادي قوات خارجية، تتمثل في قوات أمريكية، أو تركية، أو روسية، بالإضافة إلى الغارات الإسرائيلية، والغريب، أن كل الحروب التي تشهدها دمشق حاليا، عبارة عن حسابات تتعلق بدول أخرى، لا ناقة لدمشق فيها ولا جمل.

جرائم خطف وأخذ فدية
وكأن كل ما مر به الشعب السوري، غير كافيا، حتى يواجه الأبرياء الآن ترهيبا لكن من نوع خاص، يتمثل في ممارسة جريمة الخطف، وطلب فدية مالية، تلك الجريمة التي يمارسها من لا يخافون الله، فقط لأنهم يبحثون عن الثراء، بسبب معاناتهم من مرض الطمع.


انشغال وفوضى أمنية
أفادت الإحصائيات والدراسات التي أجريت في سوريا، أن ما يحدث الآن من انشغال القوات الأمنية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد لمواجهة كل من ممثلي المعارضة، والأكراد، جعل البلاد تعاني من الإنفلات الأمني، حتى أن هناك جهات حكومية كالأجهزة الأمنية، التابعة لنظام الأسد، هي التي تمارس خطف الأشخاص على الحواجز، وتعمل بعد ذلك على ابتزاز أهاليهم لأخذ المال، وعرف أن أكثر الفئات التي يتم إختطافها هن النساء، لما له من حساسية في المجتمع السوري.


ظهور عصابات الخطف
اتضح أنه وبعد وصول الموقوف الى الافرع الامنية تبدأ عمليات الابتزاز وطلب مبالغ مالية حسب حالة الموقوف المالية والتهمة، لكن ما يعد مثيرا للإهتمام هو ظهور عصابات خطف، ربما ليس لها أي علاقة بالأحداث السياسية التي تشهدها سوريا حاليا، لكنها حرصت على أخذ الخطف كمهنة، وتصل المبالغ التي تطلبها كفدية إلى 200 ألف دولار، وهو رقم مهولي، خاصة وأن متوسط راتب الموظف في سوريا لا يتعدى الـ80 دولار فقط، مما يجعل مصير المخطوف هو القتل، لأن أهله وببساطة لم يقدروا على دفع الفدية المطلوبة.


التعذيب وسيلة للضغط
أكدت التقديرات أن عصابات الخطف تلك، تتعمد بث فيديوهات للرهائن التي تختطفها، وتوضح لأسرتها كيف تقوم بتعذيبها، وهذا لكي لا تثبت فقط أنها لا تخاف الله، وإنما في حقيقة الأمر تستخدم مثل هذه الفيديوهات كوسيلة للضغط على أسر المخطوف، وإجبارهم على دفع الفدية المطلوبة مهما كانت كبيرة، أو غير معقولة.


سبب ظاهرة الخطف 
يعزو الكثير من المراقبين للوضع في سورية سبب انتشار ظاهرة الخطف الى الفلتان الامني في عموم سورية و قلة الوازع الاخلاقي والديني لدى الكثيرين وجشع الخاطفين الذين يبحثون عن وسيلة سريعة للثراء. 

أماكن ممارسة الخطف
ربما يكون من الضروري، توضيح الطريقة التي تتبعها مثل هذه العصابات المسلحة، لخطف ضحاياها علنا نتمكن من، تقديم الوقاية قبل وقوع البلاء.
أتضح وبحسب الإحصائيات أن الخاطفون يتربصون لضحاياهم في الطرق قليلة الحركة، ودائما ما يكونوا مسلحون بالرشاشات، وتكون النتيجة أن الضحية يتعرض للمفاجأة فيفقد قدرته على المقاومة فيستسلم للخاطفين و يكون سلاحه غنيمة لهم ايضا

الطائفية سر الكارثة
بناءا على الدراسات والإحصائيات التي أجريت في سوريا، فإن الطائفية هي سر انتشار كارثة جريمة الخطف في سوريا، فقد أدت الحروب إلى تمزق النسيج الاجتماعي، فهناك بعض الخاطفين يحللون لأنفسهم ارتكاب هذه الجريمة، لأنه يعتبر نفسه يأخذ أموال هي حق له، لأنه يأخذها من عدوه دون مراعاة لحالة الضحية الذي يكون غالبا لا علاقة له بالاحداث، وتضطر الطائفة الاخرى للخطف هي ايضا من طائفة الخاطفين، للافراج عن ابن جلدتهم و تبدأ المفاوضات بين الطرفين كما يحدث بشكل اسبوعي تقريبا بين محافظة السويداء التي تسكنها غالبية درزية مؤيدة لنظام بشار الاسد و محافظة درعا التي تسكنها غالبية سنية معارضة للاسد حيث الروابط بين المحافظتين شبه مقطوعة.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads