الشعراوي وشنودة.. صورة من ذاكرة الوطن
الإثنين 19/فبراير/2018 - 07:42 م
آية محمد
طباعة
"الرمز".. كلمة رغم بساطتها وسهولتها كتابة ونطقًا إلا أنها تحمل بين طياتها الكثير والكثير من المعاني، فما أعظمها حين تتحقق في شخص، حينها يتحول من مجرد فرد مشارك في توجه إلى أيقونة وقيمة تزن في ميزان التاريخ والوطن ما يعادل آلاف الكتب والمخطوطات، وربما تحولت من مجرد كفة في الميزان إلى "رمانة الميزان التي تكبح جماح التطرف والعنصرية كما حدث مع أيقونتين في تاريخنا المعاصر، الشيخ محمد متولي الشعراوى والبابا تواضروس.
بلا ألقاب ولا جاه تحول الرجلان إلى رمانة ميزان في تاريخ مصر، يزنان الكفة، ويكبحان جموح التطرف والعنصرية بين نسيج الوطن، حتى صار كل منهما سدًا منيعًا أمام من تسول له نفسه أن يغرر بشباب هذا البلد أو يدفعه دفعًا إلى العبث بمقدرات هذا البلد.
ولعل المتتبع لحياة الرجلين وسيرتهما، يرى ما ظنه الناس يومًا جفاء وبُعد وتنافر، حتى ظن الكثيرون أن الرجلين على خلاف وصراع، فإذا به يفاجأ بذلك النمط الفريد في التواد والتراحم والقسط، حين يرى رجل يصاب بوعكة صحية فيهب الآخر ليزوره، فيعاود الأول الكَّرة ويزور الثاني في نموذج مصري فريد.
ذهب الشعراوي للقاء ربه، وبعد وفاته حزن البابا شنودة، حتى أحضر له صديق مشترك صورة كبيرة للشيخ، فعلقها فى مكتبه داخل المقر البابوى، ووضع أسفلها الشموع، لتسجل عدسة التاريخ لقطة وصورة من مصر، حين وقف الرجل يحادث الصورة وصاحبها، أو لعله عاتب الموت حين تذكر صديقه الراحل.
لم يلبث البابا كثيرًا في عمر الزمن، ولحق بالشيخ، فتفقد مصر رمانتي ميزان لطالما كانا رمزًا لوحدة نسيج الوطن، ويتركوا من خلفهم يتساءلون متى نجد في الميزان رمانة.