صورة| تراه ملكًا.. ويراها الدنيا بأكملها
الخميس 22/فبراير/2018 - 10:36 م
آية محمد
طباعة
أميرة على قلبه الكبير، وملكًا على عالمها الصغير.. هكذا وقف الأب البسيط وطفلته، حين رسم القدر على وجههما تلك الابتسامة النابضة بالرضا، كمن حيزت لهما الدنيا بحذافيرها، وامتلكا مفاتيح القدر، لا يفكران سوى بلحظة صافية سرقاها من براثن الظروف وقسوة الحياة.
ابتسامة الرضا على شفاه الأب تسخر من الجميع، تسخر من حاملي الهموم والغافلين، وتهزأ من الطامعين والهاربين والجالسين ينتظرون مطر الذهب من السماء، إنه رضا من نوع آخر، يرى طفلته دنيا فريدة نسج أركانها من بريق هاتين العينين ليصنع طريق مستقبل يراها فيه أميرة على مملكة وردية تجلس هانئة هادئة لا تحمل همًا ولا تشقى.
أميرة هي بين يديه.. تراه ملكًا على عالم صغير يحيط بها، مكتفية بوجوده عما سواه، حاميًا وحارسًا ومجيبًا لرغبات طفولتها البريئة حين تلهو بلعبة يصنعها لها بين كفين تراهما الأقوي، يثبت أجزائها بحبات عرق لؤلؤي ينضح بمسك العمل والكد، فتراه الأوسم بين الرجال، والأكثر أناقة في نسل آدم من الذكور.
ربما كان الرضا في تلك الابتسامة سر الإضاءة الخفية في الصورة، حين نبعت من قلبين طرد الحب منهما ما سواه، ففاضت أنواره نسمات على وجيهن وانتشرت لتنثر حلوهما الراحة والطمأنينة والأمل في زمن عز فيه الأمل.
