أساطير يونانية 2.. نبوءة أورانوس تتحقق
الثلاثاء 27/فبراير/2018 - 05:18 م
لمياء يسري.
طباعة
توقفنا بالأمس، عند نبوءة كرونوس، التي أخبرته بأنه سيتم التخلص منه واغتصاب عرشه، على يد أحد ابنائه، واليوم نستكمل الحكاية..
بعدما وصلت النبوءة إلى كرونوس، اصابته بالذعر الشديد، وراح يفكر، ويتسأل كيف له أن ينقذ نفسه ويحافظ على عرشه؟، وكيف له أن يتفادى النبوءة؟.
فكر كرونوس، لو أنه أقام حوله حصن قوي، فمن الممكن أن يحميه هذا الحصن من هجمات أبنائه، لكنه لم يستطع فعل ذلك، إذ لم يهتدي لشكل هذا الحصن بالضبط، ولا المادة التي يمكن استخدامها لإقامته، بالإضافة إلى أنه كان يخشى لو كان هذا الحصن غير كافي لحمايته.
إذن هذه الفكرة غير صائبة بالطبع، فأخذ يفكر في حيلة أخرى تكن أقوى، ومضمونة العواقب، فاهتدى لحيلة عجيبة، وغريبة، ودموية.
لقد أصدر كرونوس قرار بابتلاع كل ابنائه التي تنجبهم زوجته ريا، وأبلغها بقراره هذا، فكانت إذا أنجبت طفلًا أخذه منها بعد مولده مباشرة، وابتلعه على الفور، حتى لا يكون له أية أبناء فلا تتحقق النبوءة، ويستمر هو في حكم السماء.
ولكن هل يمكن لأحد أن يتفادى نبوءة محققة؟
استمر كرونوس على هذا الحال، كلما أنجبت ريا ابن، أخذه منها وابتلعه، وكانت ريا حزينة ولا تستطيع أن تمنعه عن أكل ابنائه، لقد ابتلع كرونوس خمسة أطفال إلى الآن، ولم تعد هى قادرة على السكوت ولا الإذعان لأمره أكثر من ذلك.
وحملت ريا للمرة الخامسة، ووضعت مولودًا جديدًا، ولكنها هذه المرة أصرت على أن تنقذ هذا الطفل الجديد، ولن تسلمه إلى كرونوس، فقامت باستبدال ابنها بحجر ولفته بملابس الطفل الجديد، وأعطته إلى والده الذي لم يكتشف هذه الحيلة، وابتلعه راضيًا مطمئنًا من جديد.
ثم أخذت ريا الأبن الجديد، وعهد برعايته إلى حوريات على قمة جبل مهجور بعيد، خوفًا من أن تُكتشف حيلتها.
نشأ الأبن الجديد " زيوس"، على قمة الجبل بين الحوريات، ولما كبر زيوس وبدأ يدرك الأمور من حوله، قصت عليه الحوريات حقيقة أمره، وسبب وجوده هنا بينهن على هذا الجبل، وقد نصحه أحد رفاقه هناك أن يزور أمه، وبالفعل ذهب زيوس، إلى والدته، هو الآن قادرًا على مواجهة أبيه، تقابل مع والدته وأخبرها أنه يريد أن ينتقم لأخوته من أبيه، وطلب مساعدتها على ذلك، فوافقت ريا، وقصت على مسامعه كل المعلومات الخاصة بكرونوس.
وبعدما جمع كل المعلومات التي يمكن أن يحتاج إليها، طلب من أمه أن تقدمه لوالده على أنه ساقي جديد، جاء ليخدمهم، ووافق كرونوس عليه.
تمكن زيوس من أن يصبح جوار أبيه، وجاء وقت تحضير الشراب الذي سيقدمه لأبيه، تعاون زيوس وأمه ريا على تحضير الشراب المطلوب، والذي كان مزيج من الخردل والملح المحلي بالعسل، حمل زيوس الشراب وقدمه إلى كرونوس، الذي لم يكتشف الأمر وأفرط في الشراب.
شرب كرونوس حتى تلوى من الألم، وفارت معدته وتقيأ الحجر، ثم باقي أبنائه الخمسة الأوائل، أخذ زيوس الحجر ووضعه على قمة جبل دلفي، وكان الإغريق يدهنون هذا الحجر بالزيت ويقدمون له أضحيات عبارة عن خيوط صوفية مجدولة.
تحرر الأبناء الخمسة من معدة أبيهم ولم يكن قد مسهم سوء، تحركوا بحرية في الهواء، مستمتعين بالحركة بعد الحبس لزمن طويل، الآن هم أحرار، ساخطين على والدهم وظلمه، فأرادوا أن ينتقموا منه، فتحدثوا بما يدور في رؤوسهم إلى أخيهم الأصغر ومنقذهم زيوس.
ولكن ما الذي اتفقوا عليه ؟، وما الذي حدث بينهم وبين أبيهم ؟
هذا ما سنعرفه غدًا..