كلح الجبل أدغال إفريقيا في أسوان.. والأهالي: "أحياء في عداد الموتى"
الجمعة 02/مارس/2018 - 12:01 م
كلح الجبل-أهالي الشعلاناب-=-لصرف الصحي
محمود حمدين - منيرة عبد الراضي
طباعة
في قرية الشعلاناب التابعة لكلح الجبل، بمركز إدفو بمحافظة أسوان، مواطنين أحياء في عداد الأموات منازل تكاد أن تقع على رؤوس الاهالى، أطفال محرومين من أبسط حقوقهم في اللعب في بيئة ملوثة مليئة بالمستنقعات وبرك يملؤها البعوض، والثعابين والعقارب، وأمراض جلدية، وفشل كلوى، يهدد أهالي، وتدهور ونقص في شتى الخدمات.
" الأهالي القرية كأنها خارج خريطة مصر"
قال عبد الفتاح حامد، مدير عام بالتربية والتعليم، في تصريحات لبوابة المواطن، بنعاني من التهيش والإهمال، القرية تعيش مأساة حقيقية بكل معنى الكلمة، منذ سنوات عديدة، في ظل غياب المسئولين عن صرخاتهم وتوسلاتهم في أن يعيشوا حياة كريمة، وبات أمرًا طبيعيًا، أسلوب حياة يعيشه أهالي القرية بكل تفاصيله كل يوم.
"قرية لا تختلف عن أدغال أفريقيا "
وأضاف الحاج ناجح علي، أحد أهالي القرية، قائلًا: "بنموت وخلصنا خلاص، قريتنا بتقرب على الوباء، وأحنا مش على الخريطة نهائيًا وعدد وخلاص، طرنشات الصرف الصحي خربت بيوتنا وطفحت علينا وبهدلتنا، ومفيش صرف، ولما بنشتكي بيقولوا الخطة الجاية، الطرنشات دمرت أساس البيوت ووقعتها وبيوتنا بنسندها "بجيز النخل" والناس غلابة نروح لمين ونسأل فين، حتى الأمل لا نستطيع أن نعيش فيه، طرقنا كل الأبواب ولا مجيب.
وصرخ عم ناجح صرخة موجعة "أحنا عايشين في أدغال أفريقيا اللي بتعيش فيه الحيوانات"، ومضيفًا "أحنا الحيوانات المفترسة تحاصرنا من كل النواحي، وهى خطر علينا وعلى الحيوانات اللى بنربيها.
وأوضح هلالي حامد، موظف بالوحدة الصحية بكلح الكرنك، قائلًا: "البرك والمستنقعات في كل مكان مليانة بعوض وناموس وحشرات غير الثعابين والعقارب، وروائح كريهة عايشين في رعب على أولادنا وأطفالنا اللي بيروحوا المدارس من البرك، إزاى نطمن عليهم، ازاى هيطلعوا أجيال صالحة، وهما عايشين حياة غير آدمية، وأغلب الأهالي عندهم فيروس سي، وأمراض جلدية من الناموس، والبعوض،غير أن الصرف بيصب في النيل وبنشرب منه.
"دخلت الحمام بـ10 جنيهات "
وأضاف سلامة عبد الكريم، وبدر إبراهيم، مزارعان بالقرية، قائلين: "علشان ننزح الطرنشات كل أسبوع العربية بـ 150، و200 جنيه، يعني دخلت الحمام بـ10 جنيه منين والناس مش لاقية تاكل، وعلشان نحل جزء من المشكلة وصلنا خرطوم على الهابط بيسحب المياه اللي نازلة من بيارات البيوت، بنعمل أي حاجة وأي حيلة، علشان نخفف من الضرر اللي هيدمرنا.
"حريق دائم في القرية"
وأشار حامد بدر سعد الدين، المشكلة مش في الصرف الصحي بس المشكلة في النار اللي بتولع في الهيش والغابات المنتشرة في القرية والتي تشبه أدغال أفريقيا، بسبب مشروع وادي الصعايدة، النار بتهددنا وجبنا المطافي كذا مرة علشان تطفيها أحنا مهددين من كل الجوانب من مياه صرف ومن نار عايشين في جحيم.
كما أشار محمد حنفي، وإبراهيم حسيب، موظفين بالوحدة المحلية، قائلين: "أن مشروع الوادي يرتفع منسوبه عن أرضنا، ودمرت الأراضي التي كانت كلها فواكه، وقدرت الخسائر بـ200 فدان، الأراضي بارت بسبب المياه الجوفية، وللاسف مفيش صرف صحي لحل هذه الكارثة".
وأضاف إبراهيم حسيب، موظف أعمدة كهرباء، قائلًا: "أن مع وجود هيش وحيوانات مفترسة وصرف صحي، مش بنعرف نمشي في الشارع لا ليل ولا نهار، لو حالنا عاجب المسئولين، وكلنا أمرنا لله"
وناشد الأهالي اللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان، والعميد أيمن رضا، رئيس الوحدة المحلية لمدينة إدفو، بأن يخرجوا من هذه القرية ويتركوها، منازل يعيشوا فيها بدلًا من هذه الأدغال.
والجدير بالذكر أن الأهالي استغاثوا في وقت سابق بتغيير رئيس الوحدة المحلية للكلح غرب، لعدم اتخاذه أي إجراءات لتطوير القرية، أو حل مشكلاتها.
وتناشد بوابة المواطن الإخبارية المسؤولين، وعلى رأسهم اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان، والعميد أيمن رضا رئيس الوحدة المحلية لمركز أدفو التدخل سريعًا لانقاذ الأهالي من معاناتهم وإقالة رئيس الوحدة المحلية للكلح غرب.
