حكاية مشرد يطرده نجله من المنزل.. ونقيب شرطة يحل الأزمة
الإثنين 05/مارس/2018 - 10:49 م
سارة منصور
طباعة
محطات ومحطات يمر بها المرء بحياته.. مرة تجعله يبتسم من أعماق قلبك وأخرى تجعله يبكي جزعا على مما إليه صنع يداك.
ما هي أعظم لحظة يمر بها الرجل بحياته؟.. بالطبع هي لحظة انبثاق قطعة من روحك في جسد آخر من لحم ودم.. لحظة يتوقف عندها الزمن ليذكرك بأن الوقت قد آن لبدء حياة جديدة حافلة بالمسئولية والمهام، ولكن عندما يمر الزمن وتكتشف أنك ربيت عاق يتوقف الزمن مرة أخرى لتجزع من قلبك على ما آل إليه مصير روحك المفقودة.
روى النقيب محمد حسام بقسم حدائق القبة، حكاية لها العجب من أقاصيص عقوق الوالدين، فأثناء تفقده الحالة الأمنية بدائرة القسم وجد رجل مسن في حالة يرثي لها ويهذي بكلمات غير مفهومة وكأنه يحمل هم الدنيا على أكتافه.. الأمر الذي أدى به إلى الهذيان.
وقتها أثار المشهد حفيظة النقيب لينزل من سيارة الشرطة مع الجنود متوجهًا له لسؤاله ومعرفة السبب عن تواجده في هذا الوقت المتأخر، وبعدما اقترب به أيقن أنه أحد المشردين وعلم منه بأنه لم يتناول أي طعام منذ الصباح الباكر، فرق قلب النقيب، وأرسل أحد الجنود ليأتي له بطعام وظل معه حتى تناول طعامه ثم سأله عن القصة التى أودت به إلى هذا الحال.
وكانت القصة مأساة أخرى، فهذا المشرد لديه ابن واحد، قام بتزويجه بشقته الذي عاش بها سنوات عمره ولم يبخل على ابنه بأن يقيم معه.. ثم جاءت الزوجة لتقلب الطاولة على الأب، لتبدأ بالشجار معه والصياح في وجهه ثم عقدت الأمر على طرده من للمنزل وقد كان.
وبطبيعة الحال أصر النقيب محمد حسام علي تحرير محضر بالواقعة حتى يسترد الأب شقته وكرامته المهدرة، ولكن المفاجأة جاءت من الأب الذى أصر على عدم إيذاء الابن ولا زوجته.. فهو فلذة كبده الذي حمله من المهد مارا بسنوات عمره وهو لا يطيق أن يرى أي أذى يلحق به.
وفي لمحة طيبة من النقيب، قام باصطحاب الرجل المسن متوجهًا به إلى مسكن الابن وقام بمقابلة الابن وزوجته وحثهما على حسن معاملة الأب ورعايته وتذكيره بما فعله معه خلال سنوات تحمل فيها الكثير، حتى أصبح رجلًا يعتمد على نفسه، وأعطى الرجل المسن أرقام هواتفه ليتواصل معه باستمرار ويطمئن عليه ويذلل له أي عقبات.
وتبقي قصص العقوق هي أكبر كارثة ممكن أن يمر بها المرء.. ويمكن أن لا يكون لها مخرج في حالة غياب السند والأمان.. ولولا التوقيت الذى وضع النقيب في طريق الأب المظلوم لكانت للحكاية نهاية أخرى لا يرضاها الدين ولا الزمان.