خطيب مسجد دليور المنصورة: الاستشهاد في ساحة القتال أعلى مراتب الشهادة
الجمعة 09/مارس/2018 - 01:51 م
الدقهلية :هالة توفيق
طباعة
قال الشيخ سعد عبد الدايم الأزهري إمام مسجد دليور بالمنصورة، إن الشهادة من أعظم الرتب وأعلاها، ذلك لما لأهلها عند الله تعالى من الأجر العظيم، وجعلهم الحق مع النبيين بل وجعلهم في رتبة يبتغى الوصول إليها ورغب الناس في تحصيلها فقال "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا"، جاء ذلك خلال خطبة الجمعة، موضحًا أن الشهادة تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
الأول: شهيد الدنيا والآخرة:
هو الذي يقتل في قتال مع الكفار مقبل غير مدبر؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، دون غرض من أغراض الدنيا.جاء عن أبي موسى رضي الله عنه قال: (إن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مستفهمًا: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).
والثاني: شهيد الدنيا:
فهو من قتل في قتال مع الكفار وقد قاتل رياءً، أو لأي غرض من أغراض الدنيا ولم يكن قصده إعلاء كلمة الله، فهذا وإن طبقت عليه أحكام الشهيد في الظاهر من دفنه في ثيابه ونحو ذلك لكنه ليس له في الآخرة من خلاق، ونحن نعامل الناس على حسب الظاهر في الدنيا، والله الذي يعلم الحقائق وهو الذي يتولى حسابهم يوم القيامة.
والثالث: شهيد الآخرة: وهو على أنواع:
شهيد الآخرة الذي يكون له أجر شهيد في الآخرة لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي فهذا أصناف منهم المقتول ظلمًا من غير قتال، وكالميت بأنواع من الأمراض ونحو ذلك، وكالغريق.
ويمكن إضافة إلى هذه الأنواع من ترجى هذه الشهادة وسألها مخلصًا من قلبه ولو لم يتيسر له الاستشهاد في المعركة لقوله صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله الشهادة بصدق؛ بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق"، وقال صلى الله عليه وسلم "من لم يجاهد أو يحدث نفسه بالجهاد فمات ميتة جاهلية".
وأوضح أن ما الاستشهاد في ساحة القتال إن أجره عظيم جدًا، وهو قمة مراتب الشهادة، ولا يمكن لأي نوع آخر من الشهداء أن يصل إلى هذا المقام، قال الله تعالى: "وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ. وقال صلى الله عليه وسلم: (للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويُرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانًا من أقاربه".