يحدث في مصر فقط| تشييع الشهداء.. جنازات أم أفراح؟!
الجمعة 09/مارس/2018 - 07:36 م
شروق ايمن
طباعة
حينما تختلط الدموع بالزغاريد.. لن تعرف تحديدًا هل أنت في فرح شعبي أم في جنازة، لكنك ستشعر فقط أنك في حدثٍ ملحميٍ مهيب، يخطف وجدانك ومشاعرك فتجد نفسك منساقًا وراء إحساسك تشارك هؤلاء البسطاء ما يفعلونه رغمًا عنك فتهتف معهم وتختلط على ملامح وجهك تعابير الحزن والفرح معًا وتنساب من عينيك دموع لا تعرف لها مصدرًا، حينها تأكد أنك في تشييع أحد شهداء الوطن.
"جنازات أم أفراح؟".. سؤال يدور في أذهان بعض منا عندما نرى هذا المظهر الذي تقشعر له الأبدان، وفي بعض الأحيان تغلب علينا مشاعر الحيرة وتكثر التساؤلات.
وفي يوم الشهيد، رصدت بوابة المواطن الإخبارية تلك الظاهرة الملحمية الفريدة التي لا توجد إلا في مصر.
شيعت جنازة الشهيد محمود عبد الخالق، شهيد الحادث الإرهابي بكمين منطقة "زقدان" في وسط سيناء، وسط الآلاف من أهالي قريته بالدقهلية.
"عليه العوض"، كانت تلك كلمات والدته وسط مشاعرها الممزوجة بالحزن والفرح، وسيطرت على الجنازة الدموع والزغاريد، لحزنهم على فقدانه، وفرحهم بشهادته.
كانت جنازة الشهيد ملازم أول أحمد الشاذلي، شهيد الكتيبة 101 في العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، جنازة مهيبة أحاطت بها الزغاريد والهتافات، حيث تقدمها قيادات عسكرية وأمنية وآلاف من أهالي قريته بالزقازيق في محافظة الشرقية.
وسيطرت الزغاريد على جنازة شهداء حادث تفجير الكاتدرائية بالعباسية، التي راح ضحيتها مواطنين شرفاء، وأصيب العديد منهم، نتيجة انفجار هائل خلفته عبوة ناسفة وزنها يبلغ 12 كلغ، مما أدى إلى تطاير الركام وغطى المكان.
"رايح لعروسته".. كلمات أم الشهيد محمد حمدي، شهيد العملية الشاملة، وسط مشاعر ممزوجة بين الزغاريد والبكاء، حيث قالت "بقول لكل أم شهيد متحزنش، زغرطي لمحمد، راح لعروسته اللي في الجنة أحسن من هنا، محمد مماتش، محمد شهيد عند ربنا، صبرني يارب، لميت الحبايب والقرايب اللي جايين يحضروا زفتك دلوقتي".
وشيّعت جنازة شهداء هجوم رفح الذي حدث في أغسطس عام 2012، وراح ضحيته 16 قتيلاً من قوات حرس الحدود المصرية، في جنازة مهيبة جمعت بين الطابعين العسكري والشعبي، والتي تحولت إلى زفة بالزغاريد.