نوستالجيا المونديال.. عندما هبطت عدالة السماء في باليرمو.. وأحرج الفراعنة أبطال أوروبا
عاد الفراعنة لنهائيات كأس العالم بعد غياب
56 عاما، تحديدا في مساء الثلاثاء الثاني عشر من يونيو1990، ليفتتح مشواره في المونديال
بمواجهة الطواحين الهولندية بطلأ أوروبا وقتها، والطريف أن احدي الصحف البريطانية توقعت
فوز هولندا على مصر بـ8 أهداف مقابل هدف واحد.
وقام الجنرال محمود الجوهري المدير الفني
للفراعنة بمونديال 90 باستخدام أسلحته برفع الروح المعنوية للاعبين، وتحفيزهم قبل مواجهة
منتخب مدجج بالنجوم .
بدأ اللقاء سريعا، وارتجفت القلوب مع ضربة
حرة تصدى لها المدفعجي كومان وتعامل معها احمد شوبير بصعوبة وحولها لضربة ركنية، ورد
الفريق المصري بفاصل من المراوغة من أحمد الكأس وتسديدة انتزعت آهات المشجعين المصريين
الذين ارتفعت هتافاتهم في باليرمو.
ونجحت هولندا في تسجيل هدفاً مفاجئاً على
عكس سير اللعب أصاب ملايين القلوب في مصر بهبوط حاد، فالفريق يؤدي بشكل جيد، والمنتخب
الهولندي لم يقدم ما يتناسب مع سمعته الكبيرة، والفرصة متاحة لتحقيق نتيجة تاريخية.
واقتربت المباراة من النهاية، والجميع ينظرون
إلي عقرب الدقائق وهو يتقافز نحو الدقيقة 90، لكن من في الملعب بدوا مصممين على إكمال
المباراة بنفس المستوى المتميز، وقبل نهاية اللقاء بدقائق كان هاني رمزي يعيد الكرة
إلي هشام يكن ليكرر الجملة التي لعبها المنتخب خمس مرات خلال هذه المباراة بأن يرسل
كرة طويلة خلف الدفاعات الهولندية محاولاً استغلال فارق السرعة بين حسام حسن المهاجم
الشاب ودفاع هولندا كومان وروتييس وفان تيجلين، وبالفعل قام رونالد كومان بالإمساك
بفانلة حسام خارج منطقة الجزاء، ليسقط حسام داخلها ويحتسب الحكم الاسباني ضربة الجزاء،
سددها مجدي عبدالغني في شباك هولندا، وانتهى اللقاء بتعادل تاريخي للفراعنة، مع جملة
شهيرة لا تنسى للراحل محمود بكر المعلق الرياضي "عدالة السماء هبطت على ستاد باليرمو".