"فرز تاني".. صورة ذهنية أخذها الرجال عن المرأة المطلقة في مجتمعنا الشرقي، وللأسف ليس الرجال فقط، فنساء مثلها ينظرن لها نفس النظرة.
وعندما يجد الرجل، في طريقه امرأة مطلقة، يظن إنها الفريسة السهلة، التى يستطيع أن يستحوذ عليها بدون أى مجهود، ويصور له خياله المريض، أنه قد يتمكن من فعل أى شئ معها، لإنها " فرز تانى"، فلا يمر على قاموسه الذهني من قبل، مصطلح عذرية النفس، وارتبط مفهوم الشرف لديه، بمفاهيم ومعتقدات رسختها ثقافات مغلوطة، " فكم من مطلقات أكثر شرفا من فتيات لن يتزوجن من قبل، فهل تتفهم يا عزيزي ما هى "عذرية النفس".
وإذا تكرم الرجل، وفكر أن يتزوج من امرأة مطلقة، يعتقد إن هذ زواج "ببلاش"، ويرفض أن يقدم لها حقوقها من مهر وشبكة، ومؤخر وغيرها، من الأمور التى أحلها الله، لإن العروسة "فرز تاني".
ولكن ياعزيزي الرجل، عليك أن تتفهم جيدًا، أن "المطلقة مش فرز تاني"، ولكنها المرأة صعبة المنال، التي لاتستطيع الاستحواذ عليها، أوالزواج منها إلا إذا كنت تتمتع بشيم الرجال.
فهى امرأة تمردت؛ على تقاليد المجتمع، وضربت بعرض الحائط؛ كل ما يدفن سعادتها، وكسرت أسوار سجن رجل متسلطـ، أورجل أناني، أوسند مائل، أوخيبة أمل، وواجهت الجميع بكل قوة وصلابة، ولم تخشى أن تحمل لقب "مطلقة"، فهل تعتقد إن هذه المرأة، يمكن أن تخضع لكلامك المعسول؟، هل تعتقد إنها تقبل الزواج منك وأنت تنظر لها كـ"فرز تاني"؟.
فلا ياعزيزى، فإنها المرأة صعبة المنال، قوية الشخصية، اللغز الذي قد تعجز عن إيجاد مفاتيحه، لايغريها كلامك، أوفستان العرس الذي أرتدته من قبل، أوالخوف من أن تعيش بدون رجل، فلا تستطيع أن تصل إليها بسهولة، أوتخترق مملكتها الخاصة، أوتمتلك قلبها، أوتمنحك حياتها التى استردتها، إلا إذا كنت رجلا حقيقيا، ولا تحمل لقب ذكر فقط، فلا يجذبها سوى من يتوفر به صفات وشيم الرجال.
فياعزيزى الرجل" المطلقة مش فرز تاني"، ولكنها المرأة صعبة المنال، فإذا استطعت أن تمتلك قلب امرأة "مطلقة".. فأنت "رجل".