صور| خطيب مسجد دليور بالمنصورة: الالتزام بالوعود تجاه الوطن أهم أنواع الوفاء
الجمعة 16/مارس/2018 - 02:23 م
هالة توفيق
طباعة
أكد الشيخ سعد عبد الدايم الأزهري إمام وخطيب مسجد دليور بالمنصورة، بأن البر والوفاء معناهما: أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات، فلا غدر ولا خيانة، مع الاعتراف بالجميل وتذكّر للود.
وأشار إلى أن الوفاء صفة من صفات الله تعالى "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله”، وقال تعالى (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)، وقال تعالى (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).
وقال تعالى "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".
وأوضح إمام المسجد، أن الأنبياء كانوا أولى الناس اتصافا بالبر والوفاء: فهذا خليل الرحمن وصف بقوله تعالى (وإبراهيم الذي وفى) فيها معان كثيرة منها أنه وفى ما أمر به من تبليغ الرسالة، وكذلك سيدنا إسماعيل (كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا).
وللبر والوفاء أنواع كثيرة أعلاها وأعظمها أن تفي بالعهد الذي بينك وبين الله (وبعهد الله أوفوا) قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ).
ثم الوفاء مع الأقارب والزوجة كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم مع صديقات السيدة خديجة ومن يحبُّها ، ويهتمُّ بهنّ حتى بعد وفاتها ، يذبح الشاة ويقطّعها ثم يرسلها إليهن .وكان يصل الواحدة منهنَّ بالهدايا المختلفة ، فقد أخرج ابن حبان من حديث أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتِي بشيء قال : ( اذهبوا به إلى فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة ) ، ولفظ الحاكم : ( اذهبوا به إلى فلانة ؛ فإنها كانت تحب خديجة).
وكذلك الوفاء مع من علمك يقول الإمام أحمد بن حنبل:’ ما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أستغفر للشافعي، وأدعو له.
وكذلك مع الناس جميعا مع من أحسن وأساء وبعد هجرته إلى المدينة وهزيمة المشركين في بدر ووقع في الأسر عدد من المشركين؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء الكفار لتركتهم له.