عمدة سنوفر بالفيوم لـ"بوابة المواطن": "أنا قاضي شامل" وأول من عقد لقاء عرفيًا في ثأر
الأحد 18/مارس/2018 - 06:02 م
محمود أبو العيد
طباعة
تختلف رؤية كل عمدة لقرية عن الآخر، فمنهم من يرى منصبه ذا قيمة، ومنهم من يصنع قيمته من هذا المنصب، ومنهم من يعتبره كالوظيفة، إلا أن الوضع هنا مختلف، فعمدة هذه القرية، يختلف فى الكثير من الأفكار والرؤى ولعل أبرزها أنه يعتبر منصبه كمنصب القاضى بل أكثر شمولية، إنه العمدة محمد هانى محمد إبراهيم، عمدة قرية سنوفر بمركز الفيوم، والذى ولد فى الثالث عشر من شهر يناير عام 1956 م، وعمل بمجال التدريس حتى تدرج لمنصب مدير مدرسة، وأحيل للتقاعد عام 1997 ليبدأ مهام منصبه الجديد كعمدة لقرية سنوفر التي يبلغ تعداد سكانها 30 ألف نسمة ويتبعها 5 مناطق.
ماذا يمثل لك منصب العمدة؟
المنصب خدمى أكثر من أى شىء آخر، فالعمدة يعمل كقاضي شامل "جنايات ومواريث وجنح"، ويعمل على حل جميع المشاكل دون الوصول إلى أقسام الشرطة، وإلا فالعمدة لا قيمة له إن وصلت مشاكل قريته لأقسام الشرطة، خاصة وأنني أعتبر نفسى ترمومتر لحل أى مشكلة، فدورى الحل وأعمل كقائد ولا أقوم بتصدير المشاكل لأقسام الشرطة، وجميع أهالى قريتى يلجأون إلى لحل مشاكلهم، إلا بعض المسائل المستعصية فقط وهى قليلة للغاية منذ أن تولت مهام منصبى وحتى تاريخه تحلها أقسام الشرطة وفقًا للقانون.
كيف ترى صلاحيات العمدة؟
العمدة له كافة الصلاحيات ولديه ضبطية قضائية وهو رئيس جمهورية فى قريته ومدير أمن ووزير داخلية، وأى فرد يخل بمنظومة العمل داخل القرية أقوم بمعاقبته وفق القانون على الفور، حتى أننى أتابع بنفسي كل كبيرة وصغيرة تحدث فى نطاق قريتى ومنها على سبيل المثال متابعة ملف اللحوم ولو اكتشفت بها أى مشكلة أحرر محضر لصاحبها على الفور وهى منظومة أمنية فرضتها فى القرية حتى يطبق القانون على الجميع دون استثناء.
وماذا عن الجلسات العرفية؟
أنا عضو فى لجنة المصالحات العرفية، والمحكم العرفى يخصص جزء كبير من وقته لقضاء حوائج الناس، ودورى كمحكم عرفى كدور الطبيب المعالج للمريض لا يختلف كثيرًا فكلانا يقوم بحل مشكلة بحكمة واقتدار، والمحكم العرفى دوره النزول إلى القاع ويلمس المشكلة على طبيعتها غير مجملة ويحلها بما يرضى الله ورسوله، والتحكيم العرفى ليس اسم ولكنه له مواد فى القانون ويعتبر سائر ويعمل به بعد انتهاء الموعد الرسمى وتسجيله فى المحكمة خلال 15 يومًا، ومثله مثل حكم محكمة أول درجة، ودائمًا يتم حل نزاعات القتل والثأر من خلال التحكيم العرفى.
ما أخر مشكلة قمت على حلها فى جلسة عرفية؟
أخر موعد قمت بحضوره فى قرية سيلا وهى قريبة من قريتى وكانت مشكلة قيام 7 أشقاء بالتنازع فيما بينهم مع شقيقهم الأكبر الذى كان يدير محطة بنزين على مساحة 18 قيراط وكان يرفض إعطائهم نصيبهم الشرعي، وحكمت فى هذا الميعاد عليه بدفع 30 مليون جنيه لأشقائه وهو كان حق مسلوب منذ 30 عامًا، وضجت القاعة بالتهليل والتكبير عقب الحكم مرددين عبارة "يحيا العدل"، ولذلك فالمحكم دوره هام جدًا لأنه يلمس الواقع وينزل للقاع لاحتواء الأزمات الكبيرة.
حدثنا عن المشاكل التى تواجهك كعمدة؟
فى بداية تسلمى مهام منصبى كان يوجد على قوتى 43 خفير نظامى، تقلص عددهم إلى 19 فقط بعدما خرج العديد منهم على المعاش، وبكل آسف تم وقف تعيين الخفراء على الرغم من أنهم العامل المساعد للعمدة، ونحتاج إلى تعيين عدد كبير منهم لأن دورهم لا يقل أهمية عن دورى فكلانا فى نفس المركب ونعمل على حل مشاكل أبناء قريتنا، وأنا اعتبر الخفراء جناحى وأقوم بالاستعانة بهم لمنع تصدير المشاكل لمراكز الشرطة، لأنه بكل بساطة إن وصلت لأقسام الشرطة فأنا عمدة "فاشل".
وماذا عن نظام التسليح؟
بكل آسف التسليح عبارة عن فرد خرطوش وهو لا يتناسب مع طبيعة المرحلة، خاصة وأن الإرهابيين يستخدمون أسلحة ثقيلة وأقلها السلاح الآلى، وأطالب الدولة بسرعة تسليح الخفراء بأسلحة آلية للتعامل بشكل فورى وحازم لمن يخرج عن الشرعية وفق القانون.
ماذا عن المشاكل التى تواجهك فى القرية؟
لدى عدد من المشاكل فى القرية أتمنى حلها أولها مشكلة عدم رصف الطريق من مدخل القرية من الناحيتين ووصلة أخرى على الطريق الدائرى إلى عزبة جنيدى حوالى 500 متر على البحر تحتاج إلى تكاسى خوفًا من الحوادث، كما أنه كان للقرية خطين "سرفيس" للتنقل من مدينة الفيوم وإلى القرية خط رقم 14 وخط رقم 15 وللأسف توقف الخط الأول منذ عام ونصف دون معرفة السبب ما تسبب فى تكدس لدى الطلبة خاصة فى فترات الدراسة ونحتاج إلى عودة الخط للعمل مرة أخرى.
لماذا تم تكريمك من اللواء محمد السعيد مدير أمن الفيوم الأسبق؟
حصلت على شهادة تقدير من اللواء محمد السعيد مدير أمن الفيوم الأسبق باعتبارى أول عمدة فى مركز الفيوم يتمكن من وأد فتنة وخلاف فى قضية ثأر شهيرة وتمكنت من عقد جلسة عرفية للطرفين وتم حلها للأبد منذ 15 عامًا، ولذلك قام بتكريمى، وكذلك لدورى في حل النزاعات بين الأهالى على مستوى المحافظة وليس على مستوى القرية فقط.