صور| فيلا "أمبرون" الأثرية بمحرم بك بالإسكندرية.. خرجت من مجلدات التراث
الثلاثاء 20/مارس/2018 - 02:19 ص
الإسكندرية– محمد جمعه
طباعة
شهدت الإسكندرية واقعة لإطاحة بلدوزرات ومعدات الكتل الخرسانية والبنائية بأحد الفيلات الأثرية العريقة وإخفائها من الوجود بلا عودة ومن على وجه البسيطة فى ظل منهجية الدولة منذ عام 2007 برفع عدد من المباني التراثية من مجلد التراث، بلغت 40 مبنى بالإسكندرية، بعضها هدم الآخر مهدد بالهدم ولا يمكن إصلاحه والبعض يحتاج إلى تدخل عاجل والآخر ينتظر قرار الإطاحة به وإهدار دمه.
و"أمبرون" هى الفيلا الأثرية رقم 19 شارع المأمون الهادي بمنطقة محرم بك بقطاع وسط الإسكندرية.
وقال الخبير الأثري بالإسكندرية أحمد عبد الفتاح أن فيلا "أمبرون" مسماة بذلك نسبة للمهندس المعماري الإيطالي الذي شيدها عام 1920، وامتلكتها عائلته، وبينهم زوجته الفنانة التشكيلية إميليا، وقد ألحق بها برجًا أثريًا جعلها تجمع بين سمات الفيلا والقصر معا، وقد كانت حديقتها مليئة بالأشجار والنباتات النادرة، قبل أن يجري هدمها وبيعها وإقامة أبراج سكنية مكانها حيث تحولت الفيلا التي لكومة ركام، بعد أن أخفتها بلدوزرات الهدم من خلال حكم قضائي لصالح المالك الذى اشترى من نجل أمبرون، لتنضم الفيلا لقائمة متكررة من هدم التراث بالمحافظة فمن بعد لورانس داريل، الذي كتب عن الفيلا وشارع النبي دانيال ومحرم بك، وكوم الدكة، وعمود السواري ومحطة مصر ومقابر الشاطبي، بعشق شديد، سكنها الفنانون.
وتابع الفيلا التى عاش فيها "لورانس داريل" الروائي البريطاني بالطابق العلوي وكان عمل مراسلا حربيا ما بين 1942 وحتى اندلاع العدوان الثلاثي 1956، حينما اضطر لمغادرة البلاد، وفيها وضع أريكته ومزهريته الصفراء وسجادته التركية، ومكتبة الأثير، وبضعة كراسي للجلوس، وسريره الذي وصفه بأعماله.
وقال بعض سماسرة العقارات بمنطقة محرم بك أن الفيلا أقام بها" عفت ناجي وسعد الخادم وجاذبية سري" وعدد آخر من الفنانين الأجانب والمصريين.
أما حملة أنقذوا الإسكندرية أعلنت رفضها التام والكامل لإهدار دم فيلا أمبرون بمحرم بك من أجل حفنة جنيهات، مطالبة بتصدي الدولة لحملة القبح الممنهجة من جانب المقاولين.
وأضافت للأسف أن هؤلاء التجار أصحاب الكتل الأسمنتية يحيمهم القانون وأحكامة التى يحصلون عليها للإطاحة بجماليات الماضي وتراث الحاضر والمستقبل.
وأشارت محافظة الإسكندرية، إلى أن كل ما قام به مالك الأرض من توجهات وتحركات قانونية مائة بالمائة ولا يشوبها أى مخالفات ظاهرة أو مستترة خاصة وإنه تمت مراجعة المستندات الرسمية للفيلا، والتأكد من حصول المالك على حكم محكمة بخروج الفيلا من مجلد التراث، وصدر له ترخيص بالهدم من الحى بناء على الحكم القضائى وصار فى الإجراءات وتم الهدم.
خاصة وفى ظل مساع نيابية من بعض نواب الإسكندريه منهم هيثم الحريرى وكمال أحمد فى سن تشريعات تحمى المبانى التراثية والآثرية من إهدار دمائها.
يأتى هذا فى الوقت الذى تشهد فيه أحياء الإسكندرية القديمة والأثرية الإطاحة ببلدوزرات الهدم ما يقرب من الـ 25 قصر وفيلا أثرية تحت عجلاتها من أجل إقامة وبناء الأبراج الخرسانية، وتمثل ذلك فى مناطق وأحياء محرم بك والمنتزة وسيدى جابر ورشدى وابور المياه وباب شرقي والإبراهيمية والشاطبى وكامب شيزار.
وشلت يد المحليات فى الاسكندرية جراء الأحكام القضائية التى يحصل عليها ملاك الأرض الجدد الذين يدفعون مبالغ باهظة بالملايين للملاك الأصليين للشراء للمبانى الأثرية والإطاحة بها واستبدالها بمبانى شاهقة غالية الثمن من أجل حفنة من الجنيهات.
هذا ولازالت المباني الأثرية والتراثية حائرة ما بين وزارتى الآثار والثقافة، وقد أهدرت دماء أبنيتها على قارعة الطريق.