اليوم، عيد الأم وإن كنت أرى أن لا يوم بالعالم أكمله يمكن أن يوفي حق أمي، تلك المرأة التي أعطيتني بإيمانها قلبا سويا، وبحنانها روحا نقية، وبعقلها فكرًأ مميزا، تلك المرأة– غير العادية– التي خُلق الجمال منها، ونُسب الحب إليها.
ورغم مكانتكِ يا أمي، إلا أن هناك أحباء في القلب يستحقون بالفعل يوما كيومكِ يا أمي، فيهم من رائحة حنانكِ، ومحبتكِ، وقربكِ، وهم يستحقون بالفعل مرتبة عليا، ووضع هام يليق بهم، واتساءل بالفعل كيف لا يكون لهم يوما كهذا، كيف لا أستطيع الإحتفال بهم وتقديم الهدايا لعرفانهم ورد جميلهم، نعم لدي أحباء بالقلوب، يستحقون يوم كيومكِ يا أمي.
"أبي"، أولى خطوات السند والأمان لي، الذي كرس عمره كله من أجل أن يرى ابسامتي فقط، لا شئ يعنيه في الحياة مثل ما يعنيه أن أكون بخير، هو مركز الأمان حين تميل بي الحياة، والقوة حينما أشعر بضعفها، حتي في خوفه الزائد أحيانا أفرح لأنني أشعر بأن هناك من يحاوطني دائما بالأمان، هو نصفك الآخر يا أمي الذي يستحق مثل ذلك اليوم محبة، وتقديرا، وعرفانا، دمت بحياتي ولك كل الخير كل عام يا "أبي".
"أختي"، رائحة أمي، ومنبع أمانها، هي مرآتي إذا أخطأت، وباقي ضحكتي اذا أنا ابتسمت، وحضن ملاذي إذا شعرت بالخوف، هي فرحة عيني، ونص عمري، أشعر أنها تشاركني قلبي وروحي، هي أنا أخرى في كل تفاصيلها، دمت معلمة، وأخت، وصديقة، وحبيبة، ولكِ كل الخير يا روح أمي.
"معلمتي"، التي قالت لي يوما، سأراكِ يوما صاحبة قلم ذو شأن عظيم، ولازلت أتذكر كيف قالتها بكل فخر بي، كيف زرعت بداخلي الطموح ورأت بعينها غدا لي، لكِ كل الأحترام يا سيدتي ومعلمتي قد زرعتي شيئا يكبر بالفعل علي مدار الأيام والزمان، كنتِ سندا في وقتا يحتاج لمثلكِ دائما، لكِ كل الخير كل عام.
"صديقتي"، تلك التي يسع حضنها العالم بأكمله، معها أجد راحتي، وابتسامتي، كيف استطعتِ أن تأخذي ذلك الحيز من القلب، كيف أشعر بكِ هكذا، معكِ أكون أنا دون رتوش دون خوف دون كذب دون تجميل، أسند عليكِ وانا في امان، وأدعو دوما أن يديمكِ نعمة مثلما قلت لكِ يوما، دمت بحياتي، ودمت بخير.
دمتم بخير وبحب كل عام، ودمتم بحياتي نعمة لا تعوضها الأيام