إدمان السوشيال ميديا مرض الحاضر و المستقبل|صور

الأربعاء 28/مارس/2018 - 12:02 ص

محمد إبراهيم شعبان

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي واقعا يفرض ذاته علينا في الحياة المعاصرة كما أصبحت تحرك سلوكيات الكثير من البشر بخاصة الشباب بل وتصنع نشاطه اليومي لدرجة أنها تحولت إلى إدمان كما أصبحت تؤثر على بنية المجتمع والترابط الأسري الأمر الذي قد يجعلنا نعيش في مجتمع افتراضي ذو علاقات إنسانية ضعيفة ومجمد وراكد وخامل غير قادر على التطور والنمو.

حول موضوع إدمان السوشيال ميديا "بوابة المواطن" التقت عدد من الشباب والناس للتعرف على آرائهم واتجاهاتهم حول السوشيال ميديا و ظاهرة إدمانها.

"أحمد أشرف"طالب آداب القاهرة قال أن السوشيال ميديا هي عبارة عن مواقع إلكترونية تم إنشائها بغرض خلق إمكانيات للتواصل بين البشر في مختلف أنحاء العالم كما انها تقرب المسافات بين البشر و الاتصال بسهولة بين بعضهم البعض بدلا من المكالمات التليفونية التى تطلب تكلفة عالية و لكن من سلبياتها انها تجعل المستخدم كسول عن أداء واجباته الاخرى تجاه المجتمع الذي يعيش فيه.

أوضح لنا "رجب رمضان" طالب جامعي بـآداب القاهرة أن للسوشيال ميديا استخدامات متعددة منها التواصل بين البشر و الإعلان والتسويق و إرسال المحتويات التعليمية كالمحاضرات و أضاف قائلا أن سبب إدمان السوشيال ميديا هو التكرارية فى الاستخدام و التعود بشكل سيئ على تصفح هذه المواقع و اشترك زميله "محمد ربيع" فى الحديث قائلا أن السوشيال ميديا أصبحت منبعا فياض لخلق الأمراض النفسية كالعزلة و التوحد و الانفصام فى الشخصية و تظهر هذه الأمراض عند الأطفال الذين يستخدمون السوشيال ميديا فى سن مبكرة بدون دراية.

كثرة الدردشة والتشبث بالإنترنت أبرز علامات إدمان السوشيال ميديا

وتحكي "ياسمين عادل" طالبة بكلية التجارة جامعة القاهرة ،قصتها مع هذا النوع من الإدمان حيث أوضحت لنا أنها كانت تسهر الليالي أمام الفيس بوك و لاتدري بذاتها،لدرجة أنها كانت تنسى موعد العشاء و تهمل واجباتها الدراسية الأمر الذي تسبب في رسوبها في مادتين كانت لا تعلم فيهما شيئا من كثرة تشبثها بالانترنت والدردشة التي تقوم بها مع زميلاتها بشكل مفرط حتى أصبح ذلك بمثابة أكل ودواء بالنسبة لها ،وأضافت قائلة أنها لم تستطع الإفلات من هذه المحنة إلا بمساعدة والدتها التي اخفت عنها،جهاز التليفون و فصلت كابل النت نهائيا لفترة تعدت شهر و أكثر من ذلك،و قالت لنا أن تجربتها في الخروج من هذا الإدمان كانت صعبة حيث كانت صورة صفحتها على الفيس بوك مطبوعة في ذهنها لاتفارقها لحظة واحدة لكنها تغلبت على ذلك بالذهاب إلى أماكن المنتزهات ومتابعة دراستها أولا بأول و مقاطعة زميلاتها لفترة من الوقت وادخلها ذلك الأمر في موقف حرج لذا فهي الآن تحذر غيرها من الدخول في عالم إدمان السوشيال ميديا لأنه بمثابة هلاك للنفس ومضيعة للوقت في أغلب الأحيان ،كما يجعل الإنسان في غربة عن عادات و تقاليد مجتمعه و يبدأ في إهمال واجباته و قد يفشل في حياته بسبب هذا الإدمان.

وتؤكد "أميرة عمران" موظف بالشئون الاجتماعية لنا أن وقت الفراغ وانعدام الوعي والثقافة وصغر السن كلها أسباب قد تؤدي إلى انتشار إدمان السوشيال ميديا ونظرا لذلك يجب على الآباء والأمهات أن يلتزموا جيدا برعاية أبنائهم.

أوضح "محمد علي" محاسب في بنك CIB أن السوشيال ميديا،أتاحت لنا كأفراد سهولة التعبير بحرية تامة عن كل الموضوعات التي تدور في أذهاننا ولكن من عيوبها أنها مضيعة للوقت وتعود الفرد على الكسل وإهمال واجباته كما أنها تسهل اختراق الخصوصية والمعاكسات الصادرة بشكل مستفز وأضاف قائلا أن السهولة والفضول والسرعة وغير ذلك من القيم التي تثيرها مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دور بارز في انتشار إدمان السوشيال ميديا بين الناس و أضاف مؤكدا أن حالة الإدمان لهذه المواقع تصيب الفرد بضعف البصر والهلاوس والتخلف العقلي.

وأضاف قائلا أن السهولة والفضول والسرعة وغير ذلك من القيم التى تثيرها مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دور بارز في انتشار إدمان السوشيال ميديا بين الناس و أضاف مؤكدا أن حالة الإدمان لهذه المواقع تصيب الفرد بضعف البصر والهلاوس والتخلف العقلي.

دكتورة رجاء عبدالودود: البطالة وانعدام التوعية سبب ظهور إدمان السوشيال ميديا

حول موضوع إدمان السوشيال ميديا وطرق علاجه "بوابة المواطن" التقت دكتورة رجاء عبد الودود "أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة المنيا".

رجاء قالت أن إدمان السوشيال ميديا يعنى طغيان الفرد في استخدامه السوشيال ميديا استخداما زائدا عن المعتاد وعدم قدرته على الاستغناء عنها والإسراف فى الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي و عدم قدرة الشخص على ترك هذا الأمر مما يؤدي إلى إهمال حياته الشخصية ومهامه واجباته وتقصيره فى حقوق الآخرين وقالت رجاء أن تكنولوجيا السوشيال ميديا وسيلة مفيدة حيث أنها توفر الوقت والجهد والتكلفة فى التواصل مع الناس ولكن المشكلة تكمن فى طريقة استخدام الفرد و توظيفه لهذه التكنولوجيا.

و أكدت رجاء أن البطالة وانعدام التوعية والجهل وسوء التنشئة الاجتماعية والبعد عن الدين و متاعب الحياة الزائدة والشعور بالملل والوحدة والعزلة و تزايد وقت الفراغ لدى الشباب و الضغوط النفسية كالقلق والاكتئاب ، كل هذه أسباب بارزة وراء انتشار إدمان السوشيال وأضافت رجاء قائلة أن هناك العديد من النتائج السلبية المترتبة على ظاهرة إدمان السوشيال منها ارتفاع معدلات الطلاق وتفاقم حالة الكسل لدى الناس و تراجع العلاقات الإنسانية و ظهور التنظيمات الإرهابية و انعدام الود والترابط والمحبة بين الناس كما أثر هذا النوع من الإدمان على معدل مشاركة الإفراد فى الحياة السياسية حيث أن السوشيال ميديا قد تخلق جوا من العزلة السياسية لدى الفرد وقالت رجاء أن من الأعراض العامة لمدمن السوشيال ميديا هي اللجوء لاستخدام الانترنت و التفكير الدائم فى السوشيال ميديا والبقاء أمام الانترنت فترات طويلة والغضب والقلق والهروب من مواجهة مشاكل الحياة.

وحول طرق علاج إدمان السوشيال ميديا وضعت لنا الدكتورة رجاء عبد الودود "روشتة علاج" أكدت فيها على أهمية نشر التوعية المجتمعية والثقافة البناءة فى نفوس الأفراد من خلال وسائل الإعلام المختلفة و العودة إلى الدين والحرص على عبادة الله سبحانه وتعالى و أيضا تحديد الغاية من دخول مواقع السوشيال ميديا حتى لا تسير خلفه كل شاردة فيضيع وقته فيما لايفيد ،والبقاء مع الأسرة والأصدقاء لفترات طويلة بعيدا عن السوشيال ميديا و تحديد الوقت الذي سوف يقوم فيه الفرد باستخدام السوشيال ميديا.