الوكيل البطريركي بالإسكندرية بـ"أحد الشعانين": جاء المسيح ليقدم نفسه ضحية من أجلنا
السبت 31/مارس/2018 - 12:42 م
محمد جمعه
طباعة
وجه ثيوفيلكتوس مورس الوكيل البطريركى للكنيسة الرومية بالإسكندريه رسالة لشعب كنيستة بأحد الشعانين قال فيها إن أحد الشعانين هذهِ هي آخرُ مرة يَصعدُ فيها ربُّنا إلى أورشليمَ طائعًا إرادةَ أبيهِ السماوي لقد جاءَ المسيحُ حتى يُقدمَ نفسهُ ضحيةً من أجلِنا.
وتابع كان هادئًا ووديعًا، راكبًا على جحشٍ لا عيبَ فيهِ وكان مُتجهًا إلى المدينةِ المقدسةِ، ولا شكَ أنَّ دُخولُ مسيحِنا إلى المدينةِ يدلُ ويكشفُ لنا تواضُعَهُ وبساطتُهُ الكبيرين، ولكن دخولُ المسيحِ إلى أورشليمَ مع أنَّهُ كان بَسيطًا، كان لَهُ شكلُ انتصارٍ وفوزٍ.
وأضاف إذًا يأتي المسيحُ إلى أورشليمَ: "وأخذَ الشعبُ أغصانًا من النخيلِ وذهبوا لاستقبالِهِ". واليومُ هوَ أحدُ الشعانينِ ويجبُ أنْ نوجِهَ أنظارَنا وانتباهَنا إلى تصرفاتِ الشعبِ لأنَّهُ كما يَسردُ لنا الإنجيليُ هذا الحدثَ، نفهمُ أنَّ الشعبَ تَركوا بيوتَهمُ وأعمالَهمُ ممتلئين فرحًا وتعجبًا، وخرجوا إلى الشوارعِ حتى يستقبلوهُ. وإقبالُ الشعبِ يدلُ على الحبِ والأحاسيسِ النابعةِ من الداخلِ اتجاهَ "الماسيا" المنتظرَ.
وأكد أنه االيومُ وكما في ذلكَ الوقتِ سيسلكُ الربُّ لمرَّةٍ أخرى وبشكلٍ سرّيٍ طريقهُ إلى الصليبِ كي يُضحيَ بنفسهِ، لأنَّ المسيحَ حاضرٌ في كلِّ وقتِ ويقدمُ نفسَهُ ضحيةً -من أجلِ خلاصِنا نحنُ البشرُ-، وفي كلِّ أسبوعٍ عظيمٍ تُعادُ وبشكلٍ سريٍ هذهِ الآلامُ الإلهيةُ والخلاصيةُ، ونَرى الشعبَ مليئًا بالمحبةِ والشوقِ كانَ باستقبالهِ، ونتساءلُ ماذا نفعلُ نحنُ هنا؟ وكيفَ نستقبلُ المسيحَ؟
وأشار يقولُ لنا كاتبُ الإنجيلُ المقدسِ أنَّ الشعبَ كانوا يحملونَ أغصانًا من السعفِ وخرجوا كي يستقبلوا المسيحَ. ماذا أرادَ أنْ يُظهرَ الشعبُ بعملِهِ هذا؟ مِنَ المؤكدِ أنَّهُ أرادَ إظهارَ شوقِهِ واعترافِهِ بشخصِ المسيحِ "الماسيا" المرسلِ مِنَ اللهِ، ونعلمُ أنَّ أغصانَ النخيلِ ترمزُ إلى النصرِ والظفرِ، اذًا، يأتي المسيحُ اليومَ ويحلُّ بينَنا فيجبُ علينا بدلًا من أنْ نحملَ السعفَ، أنْ نتمسكَ بفضائِلنا المسيحيةِ وأنْ نستقبلَهُ بأعمالِنا الحسنةِ والحياةِ المقدسةِ التي لا عيبَ فيها.
ونحنُ كمسيحيينَ مدعونَ إلى أنْ نستقبلَ المسيحَ بتسابيحَ شكرٍ نابعةٍ من القلبِ وأنْ نشكرَهُ على الدوامِ بشفاهِنا حتى نعيشَ آلامَهُ الخلاصيةَ ونستوعبَ أهميتَها، لهذا فواجبٌ علينا المشاركةَ في صلواتِ الكنيسةِ وأنْ نعيشَ بعمقٍ هذهِ الأيامَ المؤلمةَ لأنَّها إنْ دلتْ على شييء، فهي تدلُ على المعنى العميقِ لعبادتِنا، فالقراءاتُ والتراتيلُ كلُّ هذهِ الأشياءِ لها معانٍ عميقٍ، فيجبُ أنْ تصيرَ الكنيسةُ في هذا الأسبوعِ العظيمِ مركزَ حياةٍ للكلِّ وأنْ لا تفارِقُنا أناجِيلها.
إخوتي الأحباء، المسيحُ قادمٌ، يأتي اليومَ إلينا مرةً أخرى في أحدِ الشعانينِ في الطريقِ المؤدي إلى الآلامِ وواجبُنا أنْ نستقبلَهُ بقلوبٍ طاهرةٍ وبصلواتٍ حقيقيةٍ، وعوّضَ سعفِ النخيلِ فلنقدمْ لَهُ أعمالَنا الحسنةَ، وعوّضَ "هوشَعْنا" أنْ نقدمَ لَهُ عرفانَ قلوبِنا بالجميلِ الذي قامَ بِهِ مِنْ أجلِنا، وأنْ نُسبحَهُ على الدوامِ وفي كلِّ أيامِ حياتنا، وأنْ نكونَ معَهُ وأنْ نلازمَهُ بإخلاصٍ. بهذهِ الطريقةِ سنصبحُ شركاءَ حقيقيينَ في آلامهِ وعندها سنشاركُ حقًا بالانتصارِ والفرحِ عند قيامتِهِ. آمين.