من المعروف أن التوحد، مرض شائع من أمراض الجهاز العصبى الذى يصاب به الأطفال وتختلف ظواهره من شخص لآخر، ولكنهم جميعًا يتفقون فى ظهور حركات لا إرادية غريبة تجعلهم يفضلون العزلة المجتمعية والانطواء على النفس، لكنه فى النهاية لا يوقف الإنسان عن حقه فى الحياة، والدليل علي ذلك مجموعة من المشاهير الذين عانوا من متلازمة "أسبرجر" وبالرغم من ذلك حققوا نجاحًا كبيرًا ولم يتوقف طموحهم يوما لأنهم رفعوا شعار "لا للخضوع"، ومنهم :
"ألبرت أينشتاين":
يندرج العالم أينشتاين صاحب النظرية الشهيرة "النسبية" ضمن قائمة الأشخاص الشهيرة التى عانت من مرض التوحد والذى يعتقد أنه ليس أول شخص يعانى من متلازمة أسبرجر فى عائلته، بل أن هناك الكثير من أفرادها عانوا من هذا المرض.
وكان يظهر عليه أعراض هذا المرض من خلال صعوباته فى التفاعل الاجتماعى، وقلة ذكائه أيام دراسته فكان يواجه صعوبة فى تعلم الأشياء الجديدة التى من المفترض أن يتعلمها الأطفال العاديون بكل سهولة فى هذا العمر، ومع ذلك كانت لديه دائمًا روح فكاهية واستطاع أن يصبح عالمًا شهيرًا.

"تشارليز داروين" صاحب نظرية التطور الشهير:
تشارليز داروين، هو عالم تاريخ طبيعى وجيولوجى بريطانى له فكر عظيم، اكتسب شهرة كبيرة كمؤسس لنظرية تطور البشر من خلال عملية انتقائية طبيعية فى العالم، ويعتقد كثير من الأطباء والأطباء النفسيون الذين درسوا عادات وطبيعة داروين أنه يعانى من مرض التوحد، أنه بسبب تركيزه المستمر على الاهتمام بالتفاصيل الأساسية أثناء رحلاته ومواجهته للصعوبات الكثيرة فى إقامة تفاعلات اجتماعية طويلة الأمد وبالرغم من ذلك أصبح عالم شهير ولم يخجل من مرضه.

"دان أكرويد":
لم يخجله مرضه بالتوحد أو يوقفه عن النجاح فى الحياة بل صار نموذج يحتذى به فى النجاح و الشجاعة، إنه "دان أكرويد" الممثل وكاتب السيناريو الشهير والموسيقى، نعم إنه استطاع تحقيق كل هذا النجاح بالرغم من إصابته بمرض التوحد من طفولته وتعرضه لمواقف عصيبة بسبب هذا المرض، أنه طرد من المدرسة مرتين بسبب عاداته فى التصرف التى كانت تبدو غير طبيعية والتى شخصها الأطباء على أنها أعراض لمرض التوحد .
ولم يعترف دان أكوريد بمعاناته مع مرض التوحد إلا فى وقت قريب منذ عام 2004 بعد التأكد من قبل متخصصين وهو قريب من الوسواس القهرى الذى يجعله يكرر الأشياء أكثر من مرة.
"سوزان بويل":
عانت من وصفها بأنها مصابة بتلف الدماغ فى طفولتها والذى جعلها تشعر أنها وصمت بشىء لا تمتلكه، فكانت تقتنع أن لديها مشكلة ولكنها تستطيع التغلب عليها، لم تنكسر أو توقف حياتها بل استطاعت أن تكون واحدة من أفضل الأصوات فى العالم بأسره وأذهلت العالم بصوتها بالرغم من تعرضها للسخرية بسبب مظهرها وشخصيتها التى كانت تبدو غريبة عليهم عند وقوفها على مسرح، "بريتين جات تالنت" لأول مرة وبمجرد أن تغنت أبهرت الجميع بجمال صوتها، وحسم الأطباء سبب هذه الغرابة أنها نتيجة لإصابتها بمتلازمة أسبرجر وليس نتيجة لتلف الدماغ كما وصفت من قبل.