سامح الزهار: أبحث عن الأثار الإسلامية في السينما المصرية
الأحد 08/أبريل/2018 - 12:08 ص
لمياء يسري
طباعة
يعكف الكاتب والباحث في الآثار الإسلامية، سامح الزهار، حاليا، على الكشف عن الأماكن والمنازل الأثرية التي تم تصوير الأفلام السينمائية القديمة داخلها، وقد رصد بالفعل العديد من هذه الأماكن وقام بتسجيل صورها قديما وحديثا.
مثل منزل الكريتلية التي صورت فيه أغنية بانو بانو للسندريلا سعاد حسني، من فيلم شفيقة ومتولي عام 1979، وبالتحديد تم تصوير الأغنية، داخل القاعة الشتوية من المنزل، وفي نفس المنزل أيضًا، تم تصوير فيلم الحرافيش، للأديب نجيب محفوظ.
ويحاول سامح من خلال بحثه، معرفة السبب وراء ظهور هذا العدد الكبير من الآثار الإسلامية خصوصًا، عن غيرها من الآثار المصرية أو القبطية، في الأفلام القديمة، والتي جاء أغلبها في أفلام الأديب الكبير نجيب محفوظ.
وصرح سامح الزهار لـ"بوابة المواطن"، عن بداية الفكرة معه، قائلًا: "الفكرة لم تبدأ بداية عظيمة كما يتخيل البعض، فأنا أحب مشاهدة الأفلام القديمة، أفلام فترة الخمسينات والستينات وحتى أواخر الثمانينات، فلاحظت أن أغلبها، تم تصويره في أماكن أثرية إسلامية.
بدأت أراجع قوائم الأفلام التي أحبها، خاصة الأفلام التي تدور أحداثها في المناطق الشعبية، وبالفعل راجعتها بدقة، فوجدت أن الأفلام ضمت عدد كبير من الأثار الإسلامية، تراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة آثار إسلامية في الفيلم الواحد، وخاصة في أفلام نجيب محفوظ.
وأضاف الزهار: "في البداية ظننت أن السبب وراء ذلك، هو تكلفة التصوير المنخفضة الخاصة بهذه الأماكن، ولكن مع البحث والتدقيق، وجدت أن التصوير تم داخل هذه الأماكن بعينها، لأنها مرتبط بالقصة الخاصة بالفيلم وطبيعة المكان ملائمة للأحداث، وعن نفسي وجدت أن هناك كثير من هذه الأماكن بمثابة بطل العمل.
كما وجدت أن السبب وراء اختيار الآثار الإسلامية بالذات هو قربها للعصر الحالي، وارتباطها بالواقع المعاش، فهناك الكثير من المنازل القديمة مصممة على الطراز الفني الإسلامي، وتعتبر هذه المنازل من الأثار إسلامية، إذ أن مصطلح الآثار الإسلامية لا يقتصر على أماكن العبادات، فقط، بل يشمل الأماكن التي بنيت على الطراز المعماري الإسلامي".
وتابع الزهار: "لقد استفدت عن نفسي، من هذا الموضوع كباحث أثري، فمثلا باب الفتوح أحد أبواب القاهرة الفاطمية، نجد أن الباب في الوقت الحالي عبارة عن أحجار قديمة.
ولكنني رصدت من خلال تتر فيلم فتوات المحروسة، الباب مصمت تماما ولا يحتوي على أية أحجار، وهذا يعني أن هذه الأحجار لم تكن جزء أساسي في الباب منذ بداية بناؤه، بل أن الشكل الحالي، هو نتاج الترميم الحديث للباب، ومن الممكن أن يكون هذا باب آخر للأثاريين، للبحث عن تطور الترميم الأثري للباب، وهل تم ترميمه بشكل سليم أم لا، بالإضافة إلى معرفة تطور شكل الأثر مع الأيام من خلال السينما، خصوصا أن السينما ترصد الصورة، بدون انتماءات أو أهواء شخصية.
وفي السياق ذاته، أكد: "أنه يمكن من خلال هذا التتبع، نستطيع توصيل أثارنا وبلادنا للعالم أجمع، كما يحدث في الوقت الحالي، من خلال المسلسلات التركية، والترويج السياحي للبلد عن طريق المسلسلات الفنية، فنحن كان لنا السبق، وأرخنا لآثارنا وبلدنا من خلال السينما المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي.
وعن مستقبل هذه الفكرة، قال: "مستقبل الفكرة غير محدد بعد، لكن كان هناك اقتراح بتحويل الفكرة إلى برنامج إذاعي في رمضان، ولكنني رفضت الفكرة بالكامل، لأن الفكرة قائمة على الصورة، ويجب أن يشاهدها الناس بأعينهم.
بالإضافة إلى اقتراح آخر، قدمته أكثر من دار نشر، لتحويل الفكرة إلى كتاب، ولكنني لا أريد الاستعجال، وأريد التخطيط الجيد للفكرة جيدا.
ولكن وزارة الآثار قدمت اقتراح آخر، بالتعاون معي، لتخصيص قاعة خاصة بمتحف الأديب نجيب محفوظ، تضم جميع صور الآثار الإسلامية التي ظهرت في أفلامه، وتكون كل صورة، مصحوبة بنبذة تعريفية عن هذا الأثر.