تعرف علي .. "روزا باركس" صاحبة أشهر "لا" في تاريخ أمريكا التي غيرت مجري تاريخ
الجمعة 13/أبريل/2018 - 03:01 م
نسمة ريان
طباعة
في أحد أمسيات شهر ديسمبر عام 1955 الباردة جمعت "روزا باركس" ذات البشرة السمراء والتي تعمل خياطة حاجياتها وتجهزت للعودة إلى بيتها بعد يوم من العمل الشاق المضني، مشت روزا في الشارع تحتضن حقيبتها مستمدة منها بعض الدفء اللذيذ .
إلتفتت ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة كي تقلها إلى وجهتها، وأثناء وقوفها الذي استمر لدقائق عشر كانت "روزا" تشاهد في ألم منظر مألوف في أمريكا آنذاك، وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه رجل أبيض.
لم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح أخوية ، أو لمسة حضارية ، بل لأن القانون الأمريكي آنذاك كان يمنع منعا باتا جلوس الرجل الأسود وسيده الأبيض واقف، حتى وإن كانت الجالسة امرأة سوداء عجوز وكان الواقف شاب أبيض في عنفوان شبابه ، فتك مخالفة تغرم عليها المرأة العجوز.
وكان مشهورا وقتها أن تجد لوحة معلقة على باب أحد المحال التجارية أو المطاعم مكتوب عليها "ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود"، كل تلك الممارسات العنصرية كانت تصيب (روزا) بحالة من الحزن والألم، والغضب .
إلى أن جاءت المحطة التالية ، وصعد الركاب وإذ بالحافلة ممتلئة، وبهدوء إتجه رجل أبيض إلى حيث تجلس "روزا" منتظرا أن تفسح له المجال، لكنها ويا للعجب نظرت له في لامبالاة وعادات لتطالع الطريق مرة أخرى، ثارت ثائرة الرجل الأبيض، وأخذ الركاب البيض في سب "روزا" والتوعد لها إن لم تقم من فورها وتجلس الرجل الأبيض الواقف .
لكنها أبت وأصرت على موقفها ، فما كان من سائق الحافلة أمام هذا الخرق الواضح للقانون إلا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة كي تحقق مع تلك المرأة السوداء التي أزعجت السادة البيض، وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولار ، نظير تعديها على حقوق الغير.
وهنا انطلقت الشرارة في سماء أمريكا، ثارت ثائرة السود بجميع الولايات، وقرروا مقاطعة وسائل المواصلات، والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة والمعاملة الكريمة، استمرت حالة الغليان مدة كبيرة ، امتدت لـ 381 يوما، وأصابت أمريكا بصداع مزمن .
وفي النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذي نصر روزا باركس في محنتها. وتم إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .
وفي 27 أكتوبر من عام 2001، بعد مرور 46 سنة على هذا الحادث، تم إحياء ذكرى الحادثة في التاريخ الأمريكي، حيث أعلن السيد ستيف هامب، مدير متحف هنري فورد في مدينة ديربورن في ميتشيغن عن شراء الحافلة القديمة المهترئة من موديل الأربعينات التي وقعت فيها حادثة السيدة روزا باركس التي قدحت الزناد الذي دفع حركة الحقوق المدنية في أمريكا للاستيقاظ، بحيث تعدَّل وضع السود.
وقد تم شراء الحافلة بمبلغ 492 ألف دولار أمريكي، وبعد أن بلغت روزا باركس الثمانين من العمر، تذكر في كتاب صدر لها لاحقاً بعنوان القوة الهادئة عام 1994 بعضا مما اعتمل في مشاعرها آنذاك فتقول "في ذلك اليوم تذكرت أجدادي وآبائي، والتجأت إلى الله ، فأعطاني القوة التي يمنحها للمستضعفين".
و في 24 أكتوبر عام 2005 احتشد الآلاف من المشيعين الذين تجمعوا للمشاركة في جنازة روزا باركس رائدة الحقوق المدنية الامريكية التي توفيت عن عمر يناهز 92 عاما، يوم بكى فيه الآلاف وحضره رؤساء دول ونكس فيه علم أمريكا، وتم تكريمها بأن رقد جثمانها بأحد مباني الكونجرس منذ وفاتها حتى دفنها وهو إجراء تكريمي لا يحظى به سوى الرؤساء والوجوه البارزة.
إلتفتت ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة كي تقلها إلى وجهتها، وأثناء وقوفها الذي استمر لدقائق عشر كانت "روزا" تشاهد في ألم منظر مألوف في أمريكا آنذاك، وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه رجل أبيض.
لم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح أخوية ، أو لمسة حضارية ، بل لأن القانون الأمريكي آنذاك كان يمنع منعا باتا جلوس الرجل الأسود وسيده الأبيض واقف، حتى وإن كانت الجالسة امرأة سوداء عجوز وكان الواقف شاب أبيض في عنفوان شبابه ، فتك مخالفة تغرم عليها المرأة العجوز.
وكان مشهورا وقتها أن تجد لوحة معلقة على باب أحد المحال التجارية أو المطاعم مكتوب عليها "ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود"، كل تلك الممارسات العنصرية كانت تصيب (روزا) بحالة من الحزن والألم، والغضب .
إلى أن جاءت المحطة التالية ، وصعد الركاب وإذ بالحافلة ممتلئة، وبهدوء إتجه رجل أبيض إلى حيث تجلس "روزا" منتظرا أن تفسح له المجال، لكنها ويا للعجب نظرت له في لامبالاة وعادات لتطالع الطريق مرة أخرى، ثارت ثائرة الرجل الأبيض، وأخذ الركاب البيض في سب "روزا" والتوعد لها إن لم تقم من فورها وتجلس الرجل الأبيض الواقف .
لكنها أبت وأصرت على موقفها ، فما كان من سائق الحافلة أمام هذا الخرق الواضح للقانون إلا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة كي تحقق مع تلك المرأة السوداء التي أزعجت السادة البيض، وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولار ، نظير تعديها على حقوق الغير.
وهنا انطلقت الشرارة في سماء أمريكا، ثارت ثائرة السود بجميع الولايات، وقرروا مقاطعة وسائل المواصلات، والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة والمعاملة الكريمة، استمرت حالة الغليان مدة كبيرة ، امتدت لـ 381 يوما، وأصابت أمريكا بصداع مزمن .
وفي النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذي نصر روزا باركس في محنتها. وتم إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .
وفي 27 أكتوبر من عام 2001، بعد مرور 46 سنة على هذا الحادث، تم إحياء ذكرى الحادثة في التاريخ الأمريكي، حيث أعلن السيد ستيف هامب، مدير متحف هنري فورد في مدينة ديربورن في ميتشيغن عن شراء الحافلة القديمة المهترئة من موديل الأربعينات التي وقعت فيها حادثة السيدة روزا باركس التي قدحت الزناد الذي دفع حركة الحقوق المدنية في أمريكا للاستيقاظ، بحيث تعدَّل وضع السود.
وقد تم شراء الحافلة بمبلغ 492 ألف دولار أمريكي، وبعد أن بلغت روزا باركس الثمانين من العمر، تذكر في كتاب صدر لها لاحقاً بعنوان القوة الهادئة عام 1994 بعضا مما اعتمل في مشاعرها آنذاك فتقول "في ذلك اليوم تذكرت أجدادي وآبائي، والتجأت إلى الله ، فأعطاني القوة التي يمنحها للمستضعفين".
و في 24 أكتوبر عام 2005 احتشد الآلاف من المشيعين الذين تجمعوا للمشاركة في جنازة روزا باركس رائدة الحقوق المدنية الامريكية التي توفيت عن عمر يناهز 92 عاما، يوم بكى فيه الآلاف وحضره رؤساء دول ونكس فيه علم أمريكا، وتم تكريمها بأن رقد جثمانها بأحد مباني الكونجرس منذ وفاتها حتى دفنها وهو إجراء تكريمي لا يحظى به سوى الرؤساء والوجوه البارزة.