قصة مثل| "يا سلام سلم الحائط بيتكلم" .. تعرف علي أصل المثل الشهير
الخميس 19/أبريل/2018 - 03:30 م
نسمة ريان
طباعة
قصة مقولة "يا سلام سلم الحائط بيتكلم "، وردت عن قصة حقيقة حدثت في القرن الثامن الهجري في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي، فى زمن السلطان الظاهر سيف الدين برقوق حينما سمع رجل يعرف بابن الفيشي أحد جدران منزله يتحدث إليه وشاع الخبر بين الناس فظهرت هذه المقولة، وقد وردت هذه القصة في كتاب ألف قصة وقصة من قصص الصالحين ونوادر الزاهدين.
في شهر رجب من سنة ۷۸۱ هـ، اتفقت حادثة مستغربة وهي أن رجلا يعرف بابن الفيشي دخل إلى منزله بالقرب من الجامع الأزهر، فسمع صوتا من جدار بيته يقول له: "اتق الله وعاشر زوجتك بالمعروف"، فظن أن هذا من الجان، فإنه لم ير شيئا وحدث أصحابه بذلك، فصاروا معه إلى بيته، فسمعوا الكلام من الجدار، فسألوا عما بدا لهم، فأجابهم المتكلم من غير أن يروا شيئًا، فغلب على ظنهم أن هذا من الجان، وأشاعوه في الناس، فارتجت القاهرة ومصر، وأقبل الناس من كل جهة إلى بيت ابن الفيشي لسماع كلام الحائط، وصاروا يحادثون الحائط ويحادثهم ، فكثر بين الناس قولهم: يا سلام سلم، الحائط بيتكلم.
كاد الناس أن يفتتنوا بهذه الحادثة وجلبوا إلى ذلك الجدار من المال شيئًا كثيرا، حتى وصل الخبر إلى المحتسب، فركب محتسب القاهرة محمود العجمي إلى بيت ابن الفيشي هذا ليختبر ما يقال: ووكل بابن الفيشي أحد أعوانه، ووقف عند الحائط وحدثه فحادثه، فأمر بهدم الحائط فلما هدم لم ير شيئًا فعاد إلى بيته وقد كثر تعجبه، وازدادت فتنة الناس بالحائط، وبعث المحتسب من يكشف له الخبر: هل انقطع الكلام بعد تخریب الحائط؟ فوجده الرجل يتكلم كما كان قبل خرابه، فتحير من ذلك.
وكان هذا المحتسب شهما جريئا، قد مارس الأمور وحلب الدهر أشطره، وكان لا يتحرك حركة إلا حمد عليها، ولا باشر جهة وقف إلا عمر خرابه، وإذا باشر حسبة القاهرة رخصت الأسعار فإذا عزل ارتفعت، فتقف العامة وتطلب إعادته ليمن إقباله، فلما عاد قاصده إليه، وأخبره بأن الكلام مستمر.
قام من فوره ومعه عدة من أصحابه حتى جلسوا عند الجدار، وأخذوا في قراءة شيء من القرآن، ثم طلب صاحب البيت، وقال له: قل لهذا المتكلم، القاضي العجمي يسلم عليك ، فقال: يا سيدي، الشيخ القاضي يسلم عليك، فقال الجدار: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته فقال المحتسب: قل له: إلى متى هذا الفساد؟ فأجابه: إلى أن يريد الله تعالی. فقال: قل له: هذا الذي تفعله فتنة للناس، وما هو جيد. فأجابه: ما بقي بعد هذا كلام وسكت، وهم يقولون له: يا سيدي الشيخ فلم يكلمهم بعدها.
ركب المحتسب يومًا إلى دار ابن الفيشي وقبض عليه وعلى امرأته، وعاد بهما إلى داره، وما زال يستدرجهما حتى اعترفت المرأة بأنها هي التي كانت تتكلم، وأن الذي دعاها إلى ذلك أن زوجها كان يسيء عشرتها، فاحتالت عليه بهذه الحيلة لتوهمه بأن الجان توصیه بها، فتمت حيلتها عليه وانفعل لها فأعلمته بما كان منها، فرأى زوجها أن تستمر على ذلك لينالا به جاهًا ومالًا، فوافقته.
فركب المحتسب إلى الأمير الكبير وأعلمه بقول المرأة، فضرب الأمير الكبير ابن الفيشي بالمقارع، وضرب المرأة بالعصي نحوا من ستمائة ضربة، وأمر بهما فمرا على جملين، وشهرا بالقاهرة فكان يوما شنيعًا، عظم فيه بكاء الناس على المرأة وكثر دعاؤهم على المحتسب.
في شهر رجب من سنة ۷۸۱ هـ، اتفقت حادثة مستغربة وهي أن رجلا يعرف بابن الفيشي دخل إلى منزله بالقرب من الجامع الأزهر، فسمع صوتا من جدار بيته يقول له: "اتق الله وعاشر زوجتك بالمعروف"، فظن أن هذا من الجان، فإنه لم ير شيئا وحدث أصحابه بذلك، فصاروا معه إلى بيته، فسمعوا الكلام من الجدار، فسألوا عما بدا لهم، فأجابهم المتكلم من غير أن يروا شيئًا، فغلب على ظنهم أن هذا من الجان، وأشاعوه في الناس، فارتجت القاهرة ومصر، وأقبل الناس من كل جهة إلى بيت ابن الفيشي لسماع كلام الحائط، وصاروا يحادثون الحائط ويحادثهم ، فكثر بين الناس قولهم: يا سلام سلم، الحائط بيتكلم.
كاد الناس أن يفتتنوا بهذه الحادثة وجلبوا إلى ذلك الجدار من المال شيئًا كثيرا، حتى وصل الخبر إلى المحتسب، فركب محتسب القاهرة محمود العجمي إلى بيت ابن الفيشي هذا ليختبر ما يقال: ووكل بابن الفيشي أحد أعوانه، ووقف عند الحائط وحدثه فحادثه، فأمر بهدم الحائط فلما هدم لم ير شيئًا فعاد إلى بيته وقد كثر تعجبه، وازدادت فتنة الناس بالحائط، وبعث المحتسب من يكشف له الخبر: هل انقطع الكلام بعد تخریب الحائط؟ فوجده الرجل يتكلم كما كان قبل خرابه، فتحير من ذلك.
وكان هذا المحتسب شهما جريئا، قد مارس الأمور وحلب الدهر أشطره، وكان لا يتحرك حركة إلا حمد عليها، ولا باشر جهة وقف إلا عمر خرابه، وإذا باشر حسبة القاهرة رخصت الأسعار فإذا عزل ارتفعت، فتقف العامة وتطلب إعادته ليمن إقباله، فلما عاد قاصده إليه، وأخبره بأن الكلام مستمر.
قام من فوره ومعه عدة من أصحابه حتى جلسوا عند الجدار، وأخذوا في قراءة شيء من القرآن، ثم طلب صاحب البيت، وقال له: قل لهذا المتكلم، القاضي العجمي يسلم عليك ، فقال: يا سيدي، الشيخ القاضي يسلم عليك، فقال الجدار: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته فقال المحتسب: قل له: إلى متى هذا الفساد؟ فأجابه: إلى أن يريد الله تعالی. فقال: قل له: هذا الذي تفعله فتنة للناس، وما هو جيد. فأجابه: ما بقي بعد هذا كلام وسكت، وهم يقولون له: يا سيدي الشيخ فلم يكلمهم بعدها.
ركب المحتسب يومًا إلى دار ابن الفيشي وقبض عليه وعلى امرأته، وعاد بهما إلى داره، وما زال يستدرجهما حتى اعترفت المرأة بأنها هي التي كانت تتكلم، وأن الذي دعاها إلى ذلك أن زوجها كان يسيء عشرتها، فاحتالت عليه بهذه الحيلة لتوهمه بأن الجان توصیه بها، فتمت حيلتها عليه وانفعل لها فأعلمته بما كان منها، فرأى زوجها أن تستمر على ذلك لينالا به جاهًا ومالًا، فوافقته.
فركب المحتسب إلى الأمير الكبير وأعلمه بقول المرأة، فضرب الأمير الكبير ابن الفيشي بالمقارع، وضرب المرأة بالعصي نحوا من ستمائة ضربة، وأمر بهما فمرا على جملين، وشهرا بالقاهرة فكان يوما شنيعًا، عظم فيه بكاء الناس على المرأة وكثر دعاؤهم على المحتسب.