من منا كان يتوقع أن يتكرر السيناريو المأسوي لوعد بلفور بعد مرور أكثر من 100 عام على ذكراه، فما سيحدث في فلسطين عربية الهوى والمنشأ هو طعنة في قلب كل العرب وبرهان واضح على اغتصاب اليهود لأرض ليست لهم بوعود أوروبية كاذبة.

جاء الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بوجهه القبيح ليوقع على اتفاقية عجز كل من سبقوه على اتمامها، بعد أن وقع أواخر العام المنصرم على اتفاقية نقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل.

وعد بلفور المشؤوم..

دعونا نتذكر وعد بلفور المشؤوم وأهم بنوده، الذي أعلنت فيه الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالميّة الأولى دعمها لتأسيس "وطن قوميّ للشعب اليهوديّ" في فلسطين.

وجاء نص الوعد كما يلي :" تنظر حكومة صاحبة الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ، و ستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".

وكان وزير خارجيّة المملكة المتحدة آرثر بلفور قد وجه هذا الوعد إلى اللورد روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهوديّ البريطانيّ، و ذلك لنقلها إلى الاتحاد الصهيونيّ لبريطانيا العُظمى و إيرلندا، وأطلق على هذا الوعد "وعد من لا يملك إلى من يستحق".

تحقيق الوعد ببصمة الأفعى "ترامب"..

فبعد مرور 100 عام على هذا الوعد المشؤوم، جاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليحققه لكي يثبت للعالم أنه هو "البطل" الذي حقق ما لم يستطيع غيره من الرؤوساء تحقيقه.

فبعد أن وعد "ترامب" اليهود قبل ترشحه للرئاسة الأمريكية أنه سينقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بها كدولة لإسرائيل، حقق الوعد ووقع على اتفاقية نقل السفارة.

خداع "ترامب" ونقل السفارة..

فبعد أن وقع "ترامب" على اتفاقية نقل السفارة، انقلب الأمر عليه وشهد انتفاضة في كل البلدان العربية وأعلن أن هذا القرار لن يتم قبل عام أو عامين على الأقل لكنه حنث بوعده وفجر المفاجأة وأعلن نقل السفارة غدًا الاثنين.

توافق تاريخ نقل السفارة مع النكبة الفلسطينية..

لم يختار "ترامب" تاريخ نقل السفارة الأمريكية عبثًا، فاختارة ليوافق ذكرى النكبة الفلسطينية بعد مرور 70 عام على احتلال الصهاينة للأراضي الفلسطينية ليسكب الزيت على النار.

احتفال الإسرائيلين بنقل السفارة..

احتفل الإسرائيلين بنقل السفارة إلى القدس، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهواليوم الأحد، إن القدس ستبقى دوما عاصمة لإسرائيل في أي اتفاقية سلام.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي جميع الدول لنقل سفاراتهم إليها كما فعلت الولايات المتحدة، وتلتها جواتيمالا.

مشاركة 33 دولة في مراسم الاحتفال ..

أعلنت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية عن قائمة الدول المشاركة في مراسم افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس، غدًا الاثنين.

وتشمل قائمة الحاضرين 33 دولة، على رأسها الولايات المتحدة، التي ستمثلها ابنة الرئيس الأمريكي، إيفانكا ترامب وزوجها جارد كوشنير، ووزير المالية، ستيفن منوتشين، إضافة إلى نائب وزير الخارجية الأمريكي جون ساليفان، الذي يرأس الوفد الأمريكي، و12 عضوا في الكونجرس.

ومن بلدان الاتحاد الأوروبي ستشارك 4 دول هي: النمسا، والتشيك، والمجر، ورومانيا، إضافة إلى دول غير أعضاء في الاتحاد هي: ألبانيا، مقدونيا، صربيا، جورجيا، أوكرانيا.

ومن الدول الإفريقية ستشارك: إثيوبيا، أنجولا، الكاميرون، كينيا، نيجيريا، رواندا، جنوب السودان، تنزانيا، زامبيا، الكونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، ساحل العاج.

ومن دول أمريكا اللاتينية ستشارك: الدومينيكان، السلفادور، غواتيمالا، هندوراس، بنما، بيرو، باراجواي، ومن دول آسيا ستشارك: ميانمار، الفلبين، تايلاند، فيتنام.

توقعات بمليونية فلسطينية في ذكرى النكبة..

ومن المتوقع أن يخرج الشعب الفلسطيني غدًا الاثنين في مليونية لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية واحتلال العدو الصهيوني الغاشم للأراضي العربية.

الخلاصة..

نستنتج من كل ما حدث أن "ترامب" قد أصبح "الجوكر" و"خلخال" في أرجل الصهاينة لتحقيق أمانيهم وسيتم احياء وعد بلفور مجددًا على يديه بعد مرور 100 عام .