"زواج بقرار جمهوري".. زيجات تاريخية ساهمت في دعم مصر اقتصاديًا
الخميس 17/مايو/2018 - 07:43 م
مريم مرتضى
طباعة
الزواج هو أكثر العلاقات الإنسانية تقديسًا بين البشر،وفي بعض الأحيان لا تقتصر أهميته على وضع إطار شرعي للمشاعر والعلاقات العاطفية بين العشاق والمتحابين فقط، فحين يكون أحد الأطرف حاكم أو رئيس تكون هناك حسابات أخرى ويتم إستغلال الزواج أحيانًا كوسيلة لحل مشكلات سياسية أو إقتصادية عن طريق النسب والمصاهرة، حيث كان عقد القران هو الوجه الدبلوماسي لحل تلك المشكلات.
وعلى مر العصور تم عقد الكثير من الزيجات التي كانت سببًا في إنهاء خلافات أو أزمات سياسية، وتستعرض لكم "بوابة المواطن" أشهرها:
كليوباترا و يوليوس قيصر
لم تكن علاقتهما داخل إطار الزواج ولكنها أشبه بالاستغلال حيث استخدم كلًا منهما عشق الأخر له لتحقيق أهدافهم السياسية، في عام 48 ق.م، توجه "يوليوس قيصر" إلى مصر ليتتبع خصمه "بومبي"، والتقى بـ "كليوباترا" التي كانت تخوض حربًا ضد أخيها "بطليموس الثالث عشر" وتسعى للحفاظ على عرشها، وساعدها يوليوس الذي كان يسعى في نفس ذات الوقت إلى المال لتسديد ديون دولته، وأثمرت علاقتهما عن طفل أسمته "بطليموس قيصر" و "القيصرون".
قطر الندى والخليفة العباسي
بعد اشتداد حدة الخلافات بين قصر حكم الطولونيين في مصر وقصر الخلافة العباسي في بغداد، بسبب صراعات السلطة ونزواتها، أهدى "خمارويه بن أحمد بن طولون" ابنته قطر الندى واسمها الحقيقي "أسماء" قربانًا إلى الخليفة العباسي "المعتضد بالله" الذي يفوقه هو شخصيُا في العمر، وبالفعل قبل الخليفة هذا العرض ولكن زوجها لابنه وتم الزواج في 282هـ/ 895م، وبعدها أقر الخليفة العباسي والدها واليًا على البلاد الممتدة من العراق شرقًا وليبيا غربًا.
عصمة الدين خاتون وصلاح الدين الأيوبي
تُعد عصمة الدين خاتون، المثال الأكثر بروزًا لتأثير الزيجات في العلاقات السياسية بين الدول، في البداية تزوجت من "نور الدين محمود" صاحب حلب في 543هـ/ 1149م، بعد أن استنجد به والدها "معين الدين أنر" وقت حصار الحملية الصليبية لمدينة دمشق، وبعد وفاة والدها استغل "نورالدين" صلة المصاهرة، وسارع بالتحرك إلى دمشق ونجح في ضمها لحكمه، وأصبح الشام كله حينذاك وحدة واحدة ضد العدوان الصليبي.
ولم ينته دور خاتون السياسي عند تلك المرحلة، بل إنّه امتد إلى مصر حيث أنها كانت حجر الأساس لتدعيم الوحدة بين مصر والشام، ففي عام 569هـ/1174م، توفى نور الدين محمود، وانتهز "صلاح الدين الأيوبي"، الذي كان يحكم مصر في ذلك الوقت، الفرصة وأعلن سيطرته على الشام، وانطلق إلى دمشق وأعلن نفسه وصيًا على العرش، وطلب الزواج من عصمة الدين خاتون، إمعانًا في التأكيد على الشرعية السياسية مما سهل الإعتراف به وبأحقيته في حكم الشام، وهكذا وحدت عصمة خاتون بين مصر والشام.
شجرالدر وعزالدين أيبك
بعد وفاة "نجم الدين" تولت شجرة الدر حكم مصر واستطاعت خلال ثمانين يوماً فقط هما مدة حكمها، أن تصفي الوجود الصليبي تمامًا حيث وقع الملك لويس التاسع أسيرًا بعد الحملة الصليبية، لكن بعد أشهر لقيت معارضة من علماء المسلمين، وعلى رأسهم العز بن عبدالسلام، الذي رأى في حكمها كامرأة مخالفة للشرع، ورفض الخليفة العباسي المستعصم حكم امرأة، وبدأت المظاهرات تجوب البلاد، وبالرغم من حنكتها في الحكم إلا أنّه تمّ عزلها عن الحكم، فتنازلت عن العرش للأمير "عزّالدين أيبك" والملّقب باسم الملك المعّز في 648هـ /1250م، بعد أن تزوجّت به وقد مارست الحكم بطريقة غير مباشرة أثناء مشاركتها زوجها مسئولية الحكم، الأمر الذي أخضعه لسيطرتها.