"فاروق الأول" مسيرة ملك انتهت بوفاة لا زالت غامضة
السبت 19/مايو/2018 - 10:27 م
مروة جمال
طباعة
تحرص "بوابة المواطن" الإخبارية، على استعادة أبرز الأحداث التاريخية التي أثرت في العديد من دول العالم ومنها ما حدث في يوم 28 أبريل عام 1936 بوفاة الملك فؤاد الأول عن عمر ناهز 68 عامًا.
وترصد "بوابة المواطن" ما ترتب عن تلك الوفاة التي طوت صفحة هامة فى تاريخ مصر الحديث، لتبدأ بعدها صفحة جديده من صفحات تاريخ أسرة محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية.
وترصد "بوابة المواطن" ما ترتب عن تلك الوفاة التي طوت صفحة هامة فى تاريخ مصر الحديث، لتبدأ بعدها صفحة جديده من صفحات تاريخ أسرة محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية.
عودة الأمير
الملك فاروق في صغره
عاد الأمير فاروق إلى مصر في 6 مايو سنة 1936، وهو التاريخ الذي اتخذ فيما بعد التاريخ الرسمي لجلوسه على العرش، ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الأول، وذلك وفقا لنظام وراثة مصري وضعه الملك فؤاد بنفسه بالتفاهم مع الإنجليز، ونظرا لكون فاروق كان قاصراً ولم يبلغ بعد السن القانونية فقد تم تشكيل مجلس وصاية برئاسة ابن عمه الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق شقيق الملك فؤاد الأول (الذي أصبح وليا للعهد).
الملكة نازلي - الملك فاروق
كان سبب اختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية بأنه كان أكبر الأمراء سناً، وعضوية محمد شريف صبرى باشا، وعزيز عزت باشا، واستمرت مدة الوصاية مايقارب السنة وثلاث شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى من المراغي شيخ الأزهر آنذاك بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري ، وأدّى ذلك إلى أن يتوّج فاروق ملكاً رسمياً بتاريخ 29 يوليو 1937، وتم تعيين الأمير محمد علي باشا ولياً للعهد وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابن فاروق الأول أحمد فؤاد.
الملك فاروق عام 1938
استقبل الشعب المصري كله الملك الشاب استقبالا رائعا نابعا من قلوب المصريين الذين أحبوا الملك الشاب ، وكانت القلوب كلها تعطف عليه لحداثة سنه ولوفاة ابيه وهو بعيد عنه وفى بلاد غريبة ، واستبشروا بقدومه خيرا بعد عهد ابيه الذى كان ينظر اليه على انه ملك مستبد وموال للانجليز، بالاضافة إلى كون فاروق هو أول ملك مصرى يتولى الحكم منذ عهد الفراعنة.
عودة الملك
أحمد محمد حسنين بك رائد ولي العهد
عاد فاروق ملكا على مصر وهو لايزال شابا صغيرا، مقبلا على الدنيا بكل مباهجها سعيدا بما اتاه الله من ملك وجاه بعد عودة فاروق إلى مصر وتولى مجلس الوصاية القيام بوظائفه، طلب الامير محمد على من احمد حسنين ( بك ) إعداد برنامج دارسي للملك فاروق لكى يقوم باستكمال دراسته التي لم يستكملها بالخارج، على أن يوافيه بعدها بتقارير دورية عن انتظام سير هذه الدراسة، وطلب احمد حسنين ( بك ) من حسين باشا حسنى تولى هذه المسئولية الذى شرع بدوره فى وضع برنامج الدراسة المطلوب بالاشتراك مع احمد حسنين ( بك ).
فاروق ملك مصر رسميًا
الملك فاروق
تولى فاروق حكم مصر وبدأ فى ممارسة سلطته كملك على البلاد، وذلك وسط ظروف صعبة، متمثله فى احتلال جاثم على انفاس المصريين ، بالاضافه الى حياة سياسية مليئه بالاحداث الساخنة.
فوجد فاروق نفسه فى بحر عميق لم تسعفه فيه قلة خبرته بالحياة السياسية ولم يستطيع ان يحافظ على عرشه وكونه ملك لأكبر دولة اسلامية ، فوقع اسيرا لنزواته متأثرا بمن حوله من رجال الحاشية الذين لم يكن لهم هدف الا افساد الملك الشاب ، وتحقيق اكبر استفاده ممكنه منه ، تلك الحاشية التى نسب اليها افساد الملك منذ توليه العرش حتى سقوطه.
فوجد فاروق نفسه فى بحر عميق لم تسعفه فيه قلة خبرته بالحياة السياسية ولم يستطيع ان يحافظ على عرشه وكونه ملك لأكبر دولة اسلامية ، فوقع اسيرا لنزواته متأثرا بمن حوله من رجال الحاشية الذين لم يكن لهم هدف الا افساد الملك الشاب ، وتحقيق اكبر استفاده ممكنه منه ، تلك الحاشية التى نسب اليها افساد الملك منذ توليه العرش حتى سقوطه.
الملك فاروق يتزوج بالملكة فريدة
خبر عن زواج الملكة فريدة
تزوج الملك فاروق بالملكة فريدة فى 20 يناير سنة 1938 ، وذلك بعد قصة حب جمعت بينهما وخاصة بعد رحلة اوروبا فى سنة 1937 ، حيث كانت تلك الرحلة سببا فى تعميق العلاقه بين الملك الشابة وبين ملكة المستقبل.
وكان ثمرة ذلك الزواج هو ثلاثة بنات هن الاميرات فريال وفوزية وفادية ، الا ان الملكة فريدة لم تنجب ابناء ذكور ، وقد كان هذا مبعث خلاف بينها وبين الملك الشاب الذى كان يحلم بولد ذكر يكون وريثا للعرش من بعده.
وكان ثمرة ذلك الزواج هو ثلاثة بنات هن الاميرات فريال وفوزية وفادية ، الا ان الملكة فريدة لم تنجب ابناء ذكور ، وقد كان هذا مبعث خلاف بينها وبين الملك الشاب الذى كان يحلم بولد ذكر يكون وريثا للعرش من بعده.
فى 17 نوفمبر سنة 1948 وقع الطلاق بين الملك فاروق والملكة فريدة، ثم تزوج الملك فاروق بالملكة ناريمان صادق فى 6 مايو سنة 1951، وذلك بعد ان وقع عليها الاختيار لتكون ملكة المستقبل وانجبت الملكة ناريمان للملك فاروق الولد الذى كان يتمناه ، وذلك فى 16 يناير سنة 1952 ، وقد كان المولود ذكرا كما كان يتمنى الملك فاروق ، ليكون وريثا لعرش مصر من بعده ، الا ان هذا الوليد لم يسعد او يهنأ بكرسى العرش الذى كان والده يتمناه له ، اذ قامت ثورة يوليو بعد ولادة وريث العرش بحوالى ستة اشهر فقط ، وبذلك لم يتحقق الحلم الذى طالما حلم به الملك فاروق ، وهو ان يكون ابنه هو وريثا لعرش مصر من بعده.
استمر حكم فاروق مدة سته عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة أشهر ، فى تمام الساعة السادسة والعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة ( وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم ) وأدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه ، وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار والذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته و إعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها.
استمر حكم فاروق مدة سته عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة أشهر ، فى تمام الساعة السادسة والعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة ( وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم ) وأدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه ، وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار والذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته و إعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها.
ما بعد التنازل عن العرش..
بعد تنازله عن العرش ورحيلة عن مصر مصطحبا معه بناته الثلاثة من الملكة فريدة ، وزوجته الملكة ناريمان والأمير الصغير احمد فؤاد ، أقام فاروق في منفاه بروما عاصمة إيطاليا ، وعاش حياته فى المنفى كملك مخلوع عن عرشه ، حياة بها الكثير من الآلام والصعاب، ألم فراقه لمصر التى احبها واختار ان يفارقها راضيا ودون ان يسمح بإراقة دماء اى مواطن مصرى من اجل الحفاظ على العرش ، بالاضافة الى الصعاب التى قابلها خلال منفاه حيث لا حياة هادئه ولا استقرار ، اذ انه وبعد وصوله الى منفاه بثلاثة اشهر تقريبا دبت الخلافات بينه وبين زوجته الملكة السابقة ناريمان ، وزادت بينهم المشاكل والخلافات ، حتى عادت الملكة السابقة الى مصر برفقة والدتها اصيلة هانم تاركة معه الأمير الصغير ( احمد فؤاد ) ، ثم مالبث ان طلبت الطلاق بعد وصولها إلى مصر، حتى حصلت عليه فى عام 1954.
بعد تنازله عن العرش ورحيلة عن مصر مصطحبا معه بناته الثلاثة من الملكة فريدة ، وزوجته الملكة ناريمان والأمير الصغير احمد فؤاد ، أقام فاروق في منفاه بروما عاصمة إيطاليا ، وعاش حياته فى المنفى كملك مخلوع عن عرشه ، حياة بها الكثير من الآلام والصعاب، ألم فراقه لمصر التى احبها واختار ان يفارقها راضيا ودون ان يسمح بإراقة دماء اى مواطن مصرى من اجل الحفاظ على العرش ، بالاضافة الى الصعاب التى قابلها خلال منفاه حيث لا حياة هادئه ولا استقرار ، اذ انه وبعد وصوله الى منفاه بثلاثة اشهر تقريبا دبت الخلافات بينه وبين زوجته الملكة السابقة ناريمان ، وزادت بينهم المشاكل والخلافات ، حتى عادت الملكة السابقة الى مصر برفقة والدتها اصيلة هانم تاركة معه الأمير الصغير ( احمد فؤاد ) ، ثم مالبث ان طلبت الطلاق بعد وصولها إلى مصر، حتى حصلت عليه فى عام 1954.
وفاة الملك فاروق..
توفى الملك فاروق فى ايطاليا سنة 1965 بشكل مفاجىء، وقد قيل انه قد تم اغتياله بالسم فى احد المطاعم بواسطة احدى الفتيات التى كانت ترافقه، وكانت بناته الأميرات قد طلبن من الحكومة المصرية ان يدفن فى مصر، الا انه تم الرفض في البداية، إلا ان الحكومة المصرية وافقت بعد ذلك ، وذلك بعد ان قالت بناته انه ان لم يدفن فى مصر فسيتم دفته فى المملكة العربية السعودية ، وبالفعل تم احضار الجثمان إلى مصر ، ولكن الحكومة المصرية لم تسمح بدفنه فى مدافن الاسرة العلوية بمسجد الرفاعى كما كان قد اوصى الملك فاروق قبل وفاته ، وتم دفته فى احد المدافن الخاصة بالاسرة ، الا انه وبعد ان تولى الرئيس السادات مقاليد الحكم فى مصر بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ، طلبت بناته من الرئيس السادات تنفيذ وصية الملك السابق بأن يدفن بمدافن الاسرة بمسجد الرفاعى بجوار والده واجداده ، ووافق الرئيس السادات على ذلك بالفعل ، وتم نقل جثمان الملك فاروق من مدفنه الى مدفنه الحالى بمسجد الرفاعي.