مهن تتحدى أشعة الشمس الحارقة في نهار رمضان 2018 (صور)
الثلاثاء 22/مايو/2018 - 01:31 م
أيمن الجرادى
طباعة
كثيرا ما نشاهد تكاسل الكثيرين عن أعمالهم في شهر رمضان الكريم بحجة الجوع والعطش الذي يترتب على صيام شهر رمضان الكريم، ومنهم من يكون في مكاتب مكيفة أو تحت مروحة ترسل علية هواء طيب تنعشه أينما وجد، ومع كل ذلك نرى منهم من يتحجج بالتعب بسبب الصوم، وعدم المقدرة على العمل بنفس كفاءة الأيام السالفة أو التي يكون فيها في غير الشهر الكريم.
الشوارع خالية من المواطنين
مع كل ذلك نجد طبقة عاملة من الناس لا تقدر ان تنام عن العمل او التكاسل حتى تحت اشعة الشمس الحارقة في نهار رمضان 2018، لكسب لقمة عيش بالحلال، والتى تصل إلى 45 درجة مئوية وقد تصل الى 50 درجة ومع ذلك مجبر ان يعمل لان قوته وقوت أبنائه من العمل وان تكاسل لا يجد ما يسد جوع أسرته الفقيرة التى لا تملك إلا قوت يومها.
هؤلاء لم يثنهم حر الصيف، وظمأ الصوم عن استكمال رحلتهم اليومية الشاقة والاليمة، في سبيل البحث عن لقمة عيش كريمة لأبنائهم وأسرهم، فتراهم يقبضون على الجمر، وهم يقضون ساعات العمل فى مهنهم المختلفة، تحت أشعة الشمس الحارقة، والعطش الشديد.
"بوابة المواطن " رصدت لقطات حية من واقع مرير يعيشه فئة مطحونة من الناس، لا تقدر على التكاسل عن العمل رغم صعوبته الشديدة التى قد تصل إلى حد العذاب.
النجار المسلح
النجار المسلح الذى يقوم بتركيب الاخشاب في المنازل او الكباري او المساجد او أي مبنى آخر، يعانى كثيرا من حرارة الجو التى تحيط به ومن أشعة الشمس الحارقة التى تعلو رأسه، ومع كل ذلك لا يقدر على التخاذل عن العمل في ظل العطش والجوع.
وقال "أحمد ف" 32 عام، نجار مسلح بسوهاج، أنه لا يقدر على النوم في المنزل بالرغم من حرارة الجو والعطش والجوع في رمضان، ويذهب للعمل تحت اشعة الشمس الحارقة، حتى يتمكن من الحصول على يومية تقدر بـ 70 جنيها تساعده على مصاريف أولاده ومتطلبات الاسرة.
أما "عبده ع" 46 عام، نجار أيضا قال لا يمكن أن نتخاذل عن العمل ونقصر لأن العمل فرصة قليلة ما نجدها وخاصة في شهر رمضان ومنها نحصل على مبلغ من المال نقوم بالصرف به على ابنائنا واسرتنا الكبيرة والتي منها أبناء في المدرسة، وأنه لا مصدر رزق لنا إلا تلك المهنة الشاقة، ولا نهتم براحة الآخرين في المهن الآخر ولا نقارن بيننا وبينهم لان هذا قسمة الله، نرضى بذلك والله يخفف عنا حرارة الجو وعطش رمضان ويمر اليوم في العمل بسرعة، وربنا يصبرنا على الحرارة والجوع والعطش بس بجد المهنة ده شقى واعر.
أعمال البناء
أما "محمود ا" 35 عام يعمل في البناء، ويقوم ببناء الطوب الأبيض والأحمر وجميع انواع الطوب في المنازل والمدارس وغيره، قال لـ"بوابة المواطن"، إن حرارة الجو شديدة جدا وخاصة أننا في شهر الصوم، ونعانى بشدة من العطش، لا ننظر الى الجوع ولكن ما يؤثر علينا هو العطش فقط، فكم نحتاج إلى شرب الماء ومع ذلك نصبر ونتحمل العطش والجوع تحت حرارة الشمس ونكمل يومنا بالصيام، ونرجو من الله ان يكافئنا على ذلك خيرا.
الحداد
مهنة الموت كما يطلقون عليها وخاصة في شهر رمضان الكريم وبالأخص عندما يكون صيفا، حيث ارتفاع حرارة الحديد والاسياخ في يد العمال يجعلها كقطعة لهب من جهنم في أيديهم، وعمل الحدادين خلال فصل الصيف، يتطلب تناول كميات كبيرة من المياه والسوائل، حتى تعوض ما يفقده الجسم نتيجة تعاملهم المستمر مع قطع الحديد الملتهبة، ومع كل ذلك يستمرون في الصيام لأخر اليوم ويكملون الشهر الكريم.
العامل
قال "يوسف ر" 28 سنة انا عامل اقوم بالعمل خلف أي صنايعي واي عمل يكلف به، ويومياتي بسيطة لا تتعدى 50 او 60 جنية ومع ذلك لا اتكاسل في رمضان وانا صائم بالرغم من الشقى الكبير الذى اعانيه وحرارة جو وعطش وتزاحم العمل وضغوطه في رمضان.
فقد اعمل بالفأس أو خلف بنى او في الحقول او الجناين او في الترع والمصارف ان لزم الامر او في قهوة او في الاسواق وغيرة.
الدين يسر وليس عسر.
وقال أحد علماء الأزهر الشريف، أن الإسلام أعطى الرخصة للعاملين في ظروف شاقة، في جواز الإفطار، مع الفدية، حتى وإن لم يخش المرض أو الضرر البدني، وهي إطعام مسكين مقابل كل يوم يفطر ثم قضاؤه في الشتاء، مع أن الصوم أفضل لهم، مصداقا لقوله تعالى "فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدة من أيام أُخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين".
وأضاف أن الله تعالى قال "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" فالعسر لا يراد به الهلاك، واليسر لا يراد به الحياة، إذ لو كان كذلك لما أجاز إفطار المسافر لأنه لا يهلك، بل يجوز لهذا العامل الإفطار منذ ساعات الصباح الأولى إن تيقن أنه سيعمل في الظهيرة في الحر، وإن شك في أنه سيعمل أو لا فلا يفطر حتى يتعرض للحر.