"قطر والماء العكر" طورت علاقاتها مع إيران "عِندًا" في السعودية
وترصد "بوابة المواطن" في هذا التقرير أهم تطور للعلاقات بين إيران وقطر وبشكل خاص بعد المقاطعة.
نبذة مختصرة عن العلاقات الإيرانية القطرية..
بعد حصول قطر على استقلال سياسي عام 1971، كانت علاقتها السياسية
في ذلك الوقت هادئة بالشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، مثلها مثل علاقات باقي الدول الخليجية
به.
ولكن بعد اندلاع الثورة في إيران والإطاحة بالشاه وإقرار
نظام الحكم الإسلامي في إيران، عام 1979، بدأت حالة من العداء الصريح ما بين إيران
من جهة وحكام الخليج من جهة أخرى، واعتاد آية الله الخميني انتقاد الحكام العرب ووصفهم
بالخيانة والتآمر والخضوع لأمريكا، وكانت قطر تنتهج نفس الشئ مع إيران.
ولكن الانفراجة الحقيقية في العلاقات بدأت عام 1992، حين
ساهم الخلاف الحدودي بين السعودية وقطر على منطقة الخفوس، في تطبيع العلاقات الثنائية
بين طهران والدوحة، بعدما استغل الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني ذلك الخلاف
وأعلن مساندة إيران لقطر، ما عدا الأمير القطري خليفة بن حمد آل ثاني، جد الأمير الحالي،
إلى إرسال رسالة شكر له لموقفه الداعم لقطر.
وعام 1999، قام الرئيس الإيراني محمد خاتمي بزيارة مهمة إلى
الدوحة، حيث أكد الدكتور عرفات علي جرجون في كتابه "العلاقات الإيرانية الخليجية:
الصراع، الانفراج، التوتر"، أن تلك الزيارة شهدت "توقيع عدد من الاتفاقيات
في مجالات مختلفة، أهمها التفاهم حول عدد من القضايا السياسية الإقليمية والدولية،
وإدانة الدولتين لظاهرة الإرهاب، وضرورة التمييز بين العمليات الإرهابية والمقاومة
المشروعة".
فتح الأجواء الإيرانية أمام قطر بعد المقاطعة..
فبعد المقاطعة، شهدت قطر حالة من الحصار وكانت ترتمي في
أحضان الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الأحضان الإيرانية، وحتى تثبت طهران
ولائها للقطريين فإنها سمحت بفتح الأجواء الإيرانية أمام قطر دون رقيب.
وفي وقت سابق، قال المدير التنفيذ للمطارات والملاحة الجوية
الإيراني، رحمت إله آبادي،:"إن على الدوحة حفظ الجميل لإيران لفتح أجوائها أمام
قطر"، مشيرًا إلى أن إيران أرادت من فتح
أجوائها أمام الطيران القطري للتخفيف من عواقب المقاطعة التي فرضت عليها من قبل الدول
العربية.
150 رحلة من قطر تعبر الأجواء القطرية يوميًا..
كان إيران قد أعلنت في وقت سابق عن أن 150 رحلة طيران قطري
تعبر الأجواء الإيرانية يوميًا، حيث أوضح ذلك على لسان المدير العام لشركة المطارات
والملاحة الجوية في إيران، رحمت الله مه ابادي.
علاقات اقتصادية حارة..
أما على مستوى العلاقات الاقتصادية، فشهد العلاقات بين
البلدين علاقة حارة حيث استقبل وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف فى طهران، وزير
الاقتصاد والتجارة القطرى، الشيخ أحمد بن جاسم آل ثانى، وكان اللقاء بين الطريفين حميميًا
تبادلا فيه العناق، ووزعا فيه الابتسامات.
وذلك في لقاء سابق، اتفق كل منهما على ضرورة إزالة القيود
التجارية وتسهيل الظروف أمام التبادل الاقتصادي بين طهران والدوحة، وتبادل ظريف، وأحمد
بن جاسم آل ثانى.
ومن جانبها، أعلنت الخارجية الإيرانية، إن الطرفين بحثا سبل
تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين طهران والدوحة.
وكان الوزير القطرى، التقى مع وزير التجارة والصناعة والمناجم الإيرانى، محمد شريعتمدارى،
ودعا إلى مضاعفة التبادل التجارى بين البلدين 5 مرات وزيادته إلى 5 مليارات دولار فى
العام.
تعاون عسكري وأمني..
في تصريحات صحفية، أوضح الدكتور عمار علي حسن، أستاذ العلوم
السياسية والمحلل السياسي أن توقيع قطر اتفاقاً أمنياً وعسكرياً مع الحرس الثوري الإيراني،
في عام 2015، بأنه أخطر خطوة سياسية عدائية مارستها قطر في الفترة الأخيرة.
وأرجع الأسباب إلى أن هذا الاتفاق يمثل خرقاً لاتفاق الخليج
2014، ويعد ثمرة لزيارة قام بها الأمير القطري لإيران في 2010، التقى خلالها، علي خامنئي
المرشد الأعلى لما يسمى بـ"الثورة الإسلامية"، وعقد خلالها عدة اتفاقيات،
وتوصل مع نظام الملالي إلى تفاهمات لضرب الأمن الإقليمي الخليجي والأمن القومي العربي
في مقتل، وذلك بالنظر إلى أن الحرس الثوري الإيراني معروف بأعماله القذرة، وبأنه أحد
أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم.
الخلاصة..
نستنتج من كل ما سبق أن قطر تحاول أن ترتمي في أحضان إيران
وتستغل الخلاف الدائر بينها وبين السعودية لتكون جبهة لفك الحصار الذي فرضته الدول
العربية بعد اتهامها بدعم الجماعات الإرهابية، لذا كان من الطبيعي أن تزداد
العلاقات بينهما.