"جبران خليل جبران" و"مي زيادة".. حب من أول رسالة
الجمعة 01/يونيو/2018 - 02:51 م
مريم مرتضى
طباعة
في حياة الأدباء العديد من قصص العشق الملتهبة، لكن تبقى أغرب قصص الحب تلك التي ربطت شاعر المهجر "جبران خليل جبران" بالأديبة الفاتنة "مي زيادة"، حيث كانا الأثنين بطلا واحدة من أكبر وأسمى قصص الحب الأسطورية في العالم، وذلك على الرغم من أنهما لم يروا بعض طوال حياتهما أبدًا!، إلا أن ذلك لم يمنعهما من أن يسطرا معًا قصتهما في عالم الفكر والروح والشعر، بعد أن فرقتهما الغُربة وجمعتهما المشاعر.
"الأجنحة المتكسرة".. شعلة البداية
لم يكن الحب بين خليل جبران ومي زيادة وليد نظرة أو جلسة، حيث كان يعيش جبران في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما كانت مي تعيش في القاهرة، ونشأ حبهما ونما من خلال المراسلات الأدبية التي دارت بين الإثنين، مراسلات ورقية ألفت بين قلبين وحيدين وأرواح مغتربة.
بحكم طبيعة عملهما كان كلًا منهما يتابع أعمال الأخر، وكانت مي معجبة بمقالات جبران وأفكاره، وما أن قرأت قصة "الأجنحة المتكسرة" حتى بدأت في مراسلة جبران وأعربت له عن إعجابها الشديد بفكره وأسلوبه، وفتحت معه باب للنقاش حول آرائه في الزواج وقيوده، وحول الحب وأطواره.
لم يكن الحب بين خليل جبران ومي زيادة وليد نظرة أو جلسة، حيث كان يعيش جبران في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما كانت مي تعيش في القاهرة، ونشأ حبهما ونما من خلال المراسلات الأدبية التي دارت بين الإثنين، مراسلات ورقية ألفت بين قلبين وحيدين وأرواح مغتربة.
بحكم طبيعة عملهما كان كلًا منهما يتابع أعمال الأخر، وكانت مي معجبة بمقالات جبران وأفكاره، وما أن قرأت قصة "الأجنحة المتكسرة" حتى بدأت في مراسلة جبران وأعربت له عن إعجابها الشديد بفكره وأسلوبه، وفتحت معه باب للنقاش حول آرائه في الزواج وقيوده، وحول الحب وأطواره.
جزء من رسالة أرسلها جبران لـ مي
الحب الصوفي
بعدما أشعلت تلك المراسلات الإعجاب في قلوب الأديبين، تحول الأمر بينهما لشغف، حيث صار كلًا منهما يبحث عن ذاته في روح الآخر، وتحول الشغف إلى حب عظيم يمكن أن نصفه بالحب الصوفي بعد أن تخطوا حدود الزمان والمكان، وتجمعوا في عالم تتحد فيه قوة روحيهما فقط.
وحين تكلم جبران عن مي قال عنها إنها الصديقة، والحبيبة الملهمة، وصلة الوصل بينه وبين وطنه، وأكثر ما أحبه فيها عقلها النيّر الذي تجلى في مقالاتها وكتبها، كما أحب فيها حبها له، وإعجابها بشخصيته، وإنتاجه الأدبي والفني الذي كانت تتناوله في مقالاتها في مصر.
بعدما أشعلت تلك المراسلات الإعجاب في قلوب الأديبين، تحول الأمر بينهما لشغف، حيث صار كلًا منهما يبحث عن ذاته في روح الآخر، وتحول الشغف إلى حب عظيم يمكن أن نصفه بالحب الصوفي بعد أن تخطوا حدود الزمان والمكان، وتجمعوا في عالم تتحد فيه قوة روحيهما فقط.
وحين تكلم جبران عن مي قال عنها إنها الصديقة، والحبيبة الملهمة، وصلة الوصل بينه وبين وطنه، وأكثر ما أحبه فيها عقلها النيّر الذي تجلى في مقالاتها وكتبها، كما أحب فيها حبها له، وإعجابها بشخصيته، وإنتاجه الأدبي والفني الذي كانت تتناوله في مقالاتها في مصر.
لحظة الإعتراف
مما لاشك فيه أن مي أحبن جبران حُبًا عظيمًا ظلم جميع من حاولوا خطب ودها، ولكنها ترددت كثيرًا في الإعتراف بمشاعرها وخافت أن تنطلق على سجيتها في المراسلات، على عكس جبران الذي كان يغدقها بكلام الحب وذلك بسبب حياته في العالم المتطور الذي تحررت نساؤه من التقاليد البالية، بينما كانت مي تعيش تحت عبء المجتمع المصري، وظلت فترة كبيرة مغلولة القلب والمشاعر، مُتحفظة في الكلام معه، وعانت صراعًا نفسيًا حادًا سبّب لها الشقاء، ولجبران العذاب والإرهاق.
مما لاشك فيه أن مي أحبن جبران حُبًا عظيمًا ظلم جميع من حاولوا خطب ودها، ولكنها ترددت كثيرًا في الإعتراف بمشاعرها وخافت أن تنطلق على سجيتها في المراسلات، على عكس جبران الذي كان يغدقها بكلام الحب وذلك بسبب حياته في العالم المتطور الذي تحررت نساؤه من التقاليد البالية، بينما كانت مي تعيش تحت عبء المجتمع المصري، وظلت فترة كبيرة مغلولة القلب والمشاعر، مُتحفظة في الكلام معه، وعانت صراعًا نفسيًا حادًا سبّب لها الشقاء، ولجبران العذاب والإرهاق.
وكتب لها جبران رسالة يستحثها بها على أن تترك لمشاعرها العنان قائلًا: "يا ميّ عيدك يوم وأنتِ عيد الزمان.. تقولين إنك تخافين الحب! لماذا تخافينه؟ أتخافين نور الشمس؟ أتخافين مدّ البحر؟ أتخافين طلوع الفجر؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لماذا يا ترى تخافين الحب؟".
فلملمت مي كل شجاعتها وكتبت له أجمل رسالة حب في عيد ميلادها الخامس والثلاثين، وعبّرت عن حبها له بقولها: "جبران، ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي وأني أخاف الحب، كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا وكيف أفرط فيه؟، الحمد لله أنني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به، لأنك لو كنت الآن حاضرًا بالجسد لهربت خجلاً من هذا الكلام، ولاختفيت زمنًا طويلاً فما أدعك تراني إلَّا بعد أن تنسى".
ورد جبران عليها بقوله: "الكلمة الحلوة التي جاءتني منك كانت أحب لديَّ وأثمن عندي من كل ما يستطيع الناس جميعهم أن يفعلوا أمامي، الله يعلم ذلك وقلبك يعلم".
نعي الحبيب
كانت مي حريصة على إخفاء مشاعرها عن الناس جميعًا، وفضلت أن تكون علاقتهما بينهما فقط، وأبقت سرها دفينًا في نفسها حتى ذلك يوم 1 يونيو عام 1931م، بعد أن الذي فجعت بموت حبيبها، وبعد انقضاء شهر على وفاته اعترفت ميّ لقرائها بوجود علاقة بينها وبين جبران وذلك في مقالة "جبران خليل جبران يصف نفسه في رسائله" ضمت فيها فقرات قصيرة من رسائله إليها، وعبرت عن حزنها العميق عليه مُصّورة ألمها بعبارات موجعة قالت فيها:
"حسنًا فعلت بأن رحلت! فإذا كان لديك كلمة أخرى فخير لك أن تصهرها وتثقفّها، وتطهرها لتستوفيها في عالم ربما يفضل عالمنا هذا في أمور شتى..."
كانت مي حريصة على إخفاء مشاعرها عن الناس جميعًا، وفضلت أن تكون علاقتهما بينهما فقط، وأبقت سرها دفينًا في نفسها حتى ذلك يوم 1 يونيو عام 1931م، بعد أن الذي فجعت بموت حبيبها، وبعد انقضاء شهر على وفاته اعترفت ميّ لقرائها بوجود علاقة بينها وبين جبران وذلك في مقالة "جبران خليل جبران يصف نفسه في رسائله" ضمت فيها فقرات قصيرة من رسائله إليها، وعبرت عن حزنها العميق عليه مُصّورة ألمها بعبارات موجعة قالت فيها:
"حسنًا فعلت بأن رحلت! فإذا كان لديك كلمة أخرى فخير لك أن تصهرها وتثقفّها، وتطهرها لتستوفيها في عالم ربما يفضل عالمنا هذا في أمور شتى..."