الملك فيصل دعم جيش مصر لـ"كسر شوكة" إسرائيل.. ونجله حرص على إتمام كامب ديفيد
فوائد حرب أكتوبر..
لا شك أن هذه الحرب، ساعدت على استرجاع الحقوق بعودة أرض سيناء، علاوة على أن الخطط المحكمة التي أتبعت، جعلتنا نشعر وكأننا أعدنا ثأرنا وثأر إخواننا ممن استشهدوا على أيد ممثلي الخسة ممن ينتمون للكيان الصهيوني، لكن لننظر لما هو أبعد من ذلك بعض الشيء، فقد ساعدت هذه الحرب، على جعل العرب كافة يدركون أن إسرائيل ليست حصن من الصعب تخطيه، فقد تمكن الجيش المصري من تحطيم أكذوبة الكيان الإسرائيلي، فقد أثبتت حرب أكتوبر أن إسرائيل ليست شبحا، فمن الممكن الوقوف ضدها وهزيمتها بسهولة، فقط كل ما نحتاج له التخطيط الجيد، والإستراتيجية المحكمة.
موقف العرب والملك فيصل من حرب النصر..
عندما بدأت المعارك بين مصر
وإسرائيل في 1973 لتحرير سيناء الحبيبة من المحتل الإسرائيلي وقفت الدول العربية
واجتمعت على قلب رجل واحد وأذكر أن جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز عاهل المملكة
العربية السعودية الشقيقة قام بقطع البترول عن الغرب وقال: "عشنا وعاش
أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهما".
ومن المعروف أن وزير الخارجية الأمريكي حينذاك هنري كسنجر،
قام له بزيارة رسمية خلال هذه الأثناء في محاولة لإثنائه عن قراره ولكن الملك فيصل
ظل على موقفه المشرف.
مذكرات كسنجر عن الملك فيصل..
قال
كيسينجر في مذكراته إنه عندما التقى الملك فيصل في جدّه سنة 1973م رآه متجهماً
فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبة فقال: إن طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب
نفاذ الوقود. فهل تأمرون جلالتكم بتموينها وأنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة ؟ فلم
يبتسم الملك بل رفع رأسه نحوي وقال: وأنا رجل طاعن في السن وأمنيتي أن أصلي ركعتين
في المسجد الأقصى قبل أن أموت فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية؟
الخارجية الأمريكية..
حرصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على نشر تفاصيل جديدة لم تكن
معروفة من قبل، حيث نقلتها عن وثائق الخارجية الأمريكية المتعلقة بمفاوضات كامب ديفيد للسلام بين مصر
وإسرائيل، والتي أكدت دعم السعودية لعملية المصالحة بين الجانبين.
بالوثائق والتواريخ..
ترحيب سعودي..
عند النظر لحرب أكتوبر، لابد وأن يتعدى الأمر مجرد السرد التاريخي، فمن المؤكد، أن ما حدث على الجبهة، أو الخطوات السياسية والدبلوماسية، التي قامت بها مصر معروفة للجميع، ولا تزال أجيال تقرأ عنها، وموقف الملك فيصل وما كتبه كسنجر في مذكراته، معروف لدى الكثيرون، لكن لابد وأن يكون هناك نظرة لما هو أبعد من كل ما سبق ذكره، خلال السطور السابقة.
اتضح موقف الملك فيصل وبشكل مباشر، فقد عمل على قطع البترول عن الغرب، وقت الحرب، أي أنه كان معاديا تماما لإسرائيل، ويحاول أن يقطع عليها كل السبل، التي من الممكن أن تلجأ لها لتستمد منها أي مساعدات، لذلك ترى هل كان من الممكن أن يؤيد فكرة عقد مفاوضات مع إسرائيل، حتى وإن كانت تندرج تحت مسمى السلام؟، هل كان من الممكن أن يقف الملك فيصل ضد هذه المفاوضات، ويحرص على أن يكون عقبة حتى لا تتم بأي شكل من الأشكال؟، هل كان من الممكن أن يتخذ الملك فيصل موقفا معاديا من الرئيس السادات، في حال إصراره على عقد "كامب ديفيد" مما يؤدي لأزمات دبلوماسية بين البلدين، والأهم هل كان سيظل موقف وزير الخارجية السعودي حينذاك، سعود الفيصل، بنفس درجة التأييد، والحرص على تقديم المساعدات، كما نوهت وثائق الخارجية الأمريكية، لإتمام كامب ديفيد، لو كان الملك فيصل على قيد الحياة أم كان سيلتزم الصمت والحياد، إحتراما للملك فيصل ورغبته، خاصة وأنه والده، والأهم عزيزي القاريء، وهو سؤال نفكر فيه سواء كان له علاقة بحرب أكتوبر أم لا، هل كان سعود الفيصل ضد سياسة وطريقة تفكير والده، وأنتهز الفرصة بعد وفاته، لإتباع السياسة التي تتفق مع طريقة تفكيره وقناعته.