حين خرج طلبة "الثانوية العامة" في مظاهرة ضد "جمال عبدالناصر"
الأحد 03/يونيو/2018 - 11:20 ص
وسيم عفيفي
طباعة
طيلة 16 سنة هي مدة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، لم تكن هناك معارضة له، فلم توجد أحزاب وتم تأميم الصحافة وسُحِقَت المعارضة، قبل 1967 م كانت شعبية جمال عبدالناصر غير مصطنعة وجارفة نظراً للكاريزما والقرارات التي عشقها الناس، وظهر حب الشعب له عقب النكسة حين خرجوا في مظاهرات ترفض تنحيه.
لم يخطر في ذهن أحد أن تخرج مظاهرة تعترض على أي قرار من جمال عبدالناصر أو حتى تعارض جمال عبدالناصر نفسه، غير أن ما وقع في 21 نوفمبر سنة 1968 م كان ثاني مؤشر للشرخ الذي وقع بين النظام الناصري وجماهيريته بعد الشرخ الأول في فبراير من نفسه.
لم يخطر في ذهن أحد أن تخرج مظاهرة تعترض على أي قرار من جمال عبدالناصر أو حتى تعارض جمال عبدالناصر نفسه، غير أن ما وقع في 21 نوفمبر سنة 1968 م كان ثاني مؤشر للشرخ الذي وقع بين النظام الناصري وجماهيريته بعد الشرخ الأول في فبراير من نفسه.
محاكمة قادة الطيران في حرب 1967 م
مضت شهور على مظاهرات فبراير، وجاء نوفمبر وهو يحمل في طياته قانون التعليم الجديد الذي يقضي برفع درجة النجاح الصغرى في عدد من المواد بالمرحلة الثانوية، وينهي الانتقال التلقائي من صف دراسي إلى آخر في المرحلة الابتدائية، ويضع حد أدنى من الدرجات للالتحاق بالمرحلة الإعدادية، وبذلك أصبح لزاما على الطلاب أن يحصلوا على نسبة معينة من الدرجات كحد أدنى في كل المواد الدراسية ليتمكنوا من تحقيق النسبة العامة للنجاح، وهذا القانون بلا شك يساهم في تطوير العملية التعليمية، لكنه ينعكس سلبا على الطلاب الراغبين فى الحصول على مؤهلات دراسية.
صورة ناصر في مظاهرة
نشر قانون التعليم الجديد فى الصحف يوم 19 نوفمبر 1968 م، وفي اليوم التالي خرج طلاب المدارس الثانوية في مدينة المنصورة إلى الشوارع احتجاجا على القانون الجديد وأرجعت المصادر الرسمية هذه المظاهرات إلى طلاب مدرسة ثانوية خاصة يعانون من تكرار الرسوب، ولكن كثافة المظاهرات تدل على أن طلاب المدارس الثانوية جميعا خرجوا للتعبير عن غضبهم إزاء هذا القانون.
كان رد فعل الطلبة منطقي إلى حد كبير، إذ أن سياسات عبدالناصر التعليمية جعلت من التعليم العالي حلما سهل المنال لجميع الطلاب، و انتهت مظاهرات هذا اليوم بتجمع طلابي في مدرسة حكومية، حيث أكد محافظ الدقهلية للطلاب أن قانون التعليم لن يطبق بأثر رجعي، وستراعى فيه بعض التيسيرات بالنسبة للطلاب المقيدين بالمدارس بالفعل وقت إعلان القانون الجديد.
وفي يوم 21 نوفمبر 1968 استمرت المظاهرات التى بدأها هذه المرة طلاب المعهد الديني الأزهري البالغ عددهم ألفين من الطلاب خشية أن يتأثروا بهذا القانون الجديد الذى لا ينطبق عليهم، واتجه الطلاب المتظاهرون إلى مديرية الأمن، وأطلقت الشرطة الرصاص على المتظاهرين لتقتل ثلاثة من الطلاب ومزارعا ، بينما جرح 32 متظاهرا و 23 شرطياً.
كان رد فعل الطلبة منطقي إلى حد كبير، إذ أن سياسات عبدالناصر التعليمية جعلت من التعليم العالي حلما سهل المنال لجميع الطلاب، و انتهت مظاهرات هذا اليوم بتجمع طلابي في مدرسة حكومية، حيث أكد محافظ الدقهلية للطلاب أن قانون التعليم لن يطبق بأثر رجعي، وستراعى فيه بعض التيسيرات بالنسبة للطلاب المقيدين بالمدارس بالفعل وقت إعلان القانون الجديد.
وفي يوم 21 نوفمبر 1968 استمرت المظاهرات التى بدأها هذه المرة طلاب المعهد الديني الأزهري البالغ عددهم ألفين من الطلاب خشية أن يتأثروا بهذا القانون الجديد الذى لا ينطبق عليهم، واتجه الطلاب المتظاهرون إلى مديرية الأمن، وأطلقت الشرطة الرصاص على المتظاهرين لتقتل ثلاثة من الطلاب ومزارعا ، بينما جرح 32 متظاهرا و 23 شرطياً.
جمال عبدالناصر
يعطي الدكتور أحمد طعيمة رأياً في الحادثة حيث يقول ربما يبدو أن هناك تهور و حماقة يلازمان حركة الطلاب فى اللجوء إلى المظاهرات مباشرة من ناحية، ثم الاستمرار فى التظاهر برغم وعد المحافظ من ناحية أخرى، وربما يبدو أيضا أن ثمة طرق أخرى لم تستخدم فى التعبير عن الاحتجاج كتقديم الشكاوى وعقد الاجتماعات مع مجالس الآباء واتحادات الطلاب، ولكن الطلاب فضلوا التظاهر أو الصدام ؛ لأنهم بالفعل فقدوا الثقة فى المؤسسات المعنية.
انتقلت أخبار الاحتجاجات التي شهدتها المنصورة إلى جامعة الإسكندرية التى تضم عددا من أبناء الدقهلية، وبدأت مناقشات طلاب جامعة الاسكندرية من كلية الهندسة حيث عقد اتحاد الطلاب اجتماعا طارئا بعد منتصف ليل الجمعة 22 نوفمبر، وأكد طالبان عائدان من المنصورة صحة الأخبار الواردة إلى الطلاب، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار بتنظيم مسيرة احتجاج سلمية في اليوم التالي، وبدأ الطلاب فى التجمع بكلية الهندسة صباح يوم السبت 23 نوفمبر.
انتقلت أخبار الاحتجاجات التي شهدتها المنصورة إلى جامعة الإسكندرية التى تضم عددا من أبناء الدقهلية، وبدأت مناقشات طلاب جامعة الاسكندرية من كلية الهندسة حيث عقد اتحاد الطلاب اجتماعا طارئا بعد منتصف ليل الجمعة 22 نوفمبر، وأكد طالبان عائدان من المنصورة صحة الأخبار الواردة إلى الطلاب، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار بتنظيم مسيرة احتجاج سلمية في اليوم التالي، وبدأ الطلاب فى التجمع بكلية الهندسة صباح يوم السبت 23 نوفمبر.
سرد الطالبان العائدان من المنصورة على الطلاب المجتمعين ما حدث من مصادمات دامية، وذكرا أن قوات الشرطة قد أحاطت بمساجد المدينة أثناء صلاة الجمعة، حيث تعالت الهتافات المنددة بوزير الداخلية شعراوي جمعة وبعد مرور ما يناهز الساعتين، خرجت مظاهرات الطلاب إلى الشوارع احتجاجا على تجاوزات الشرطة بحق المواطنين فى المنصورة.
حدث صدام بين الطلاب وقوات الشرطة أمام كلية الزراعة، مما أدى إلى إصابة 53 من رجال الشرطة و30 من الطلاب، ثم ألقت قوات الشرطة القبض على بعض الطلاب، فتفرقت المظاهرات وعاد الطلاب للتجمع بكلية الهندسة، وتم إلغاء القرار وتعديله.
حدث صدام بين الطلاب وقوات الشرطة أمام كلية الزراعة، مما أدى إلى إصابة 53 من رجال الشرطة و30 من الطلاب، ثم ألقت قوات الشرطة القبض على بعض الطلاب، فتفرقت المظاهرات وعاد الطلاب للتجمع بكلية الهندسة، وتم إلغاء القرار وتعديله.