لاشك أن ما تواجهه الأردن أزمة لا مثيل لها، إحتجاجات وتظاهرات شعبية، تمكنت من زعزعة أوضاع الحكومة بشكل مباشر، وللقصة أبعاد وتطورات أخرى.
ما لم يكن متوقعا
ربما لم يكن متوقعا أن يفكر الشعب الأردني، في مجرد التعبير عن رأيهم الغاضب، من أي قرارات يتم أخذها، يرون أنها لا تصب في مصلحتهم أو ستؤثر عليهم بشكل سلبي، لأن نظام الحكم في الأردن ببساطة ملكي، ويكون في العادة من الصعب مواجهة الأنظمة الملكية، لكن المفاجأة، أن الغضب الشعبي الإيراني يتحول لثورة حقيقية، لمنع تطبيق سياسة التجويع، بفرض قانون الضريبة، ونشهد بثورة شاملة ضد البلاد وممثلي الحكم، لكن القصة لم تكتمل بعد.
إجراءات ملكية لا تحظي بقبول
قرر الملك حسين، إتخاذ قرارات حاسمة، والتي تمثلت في عزل رئيس الحكومة، هاني الملقي، ليعين مكانه عمر الزاز، لكن لم تحظى هذه الإجراءات بأي قبول من الشعب الأردني، ولا تزال الإضرابات مستمرة، ولا تزال الإحتجاجات مستمرة، والهتافات المناهضة للحكومة مستمرة وحامية وقوية، والسؤال إذا هل يعلو سقف المطالبات الشعبية، لدرجة قد تصل إلى حد المطالبة بعزل الحكومة بالكامل، وعلى رأسهم الملك ذاته؟، لكن للإجابة على هذا التساؤل ابعاد أخرى ومخاطر حقيقية.
الأردن أهم جيران إسرائيل
تعي عزيزي القاريء جيدا أن الأردن تعتبر من أهم جيران إسرائيل، والوضع المتوتر والمعضل الحالي الذي تعيشه الأردن الآن يبشر بإحتمالية سقوط الملك عبد الله في أي وقت وفي أي لحظة، وهو ما يشكل خطورة حقيقية على إسرائيل، لأنه وفي حال سقوطه ستواجه "حماس" جديد في الأردن، ولا تتعجل عزيزي القاريء ساوضح لك سر إحتمالية ظهور حماس جديد في الأردن، في حال سقوط الملك عبد الله.
سر إحتمالية ظهور حماس على الساحة الأردنية
من المعروف أن الأردن تحوي قرابة الـ70% من السكان والذين ينتمي معظمهم للجنسية الفلسطينية، كما أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تتمتع بقوة جماهرية كبيرة هناك، بالإضافة إلى أنها حركة قوية جدا، وكل لكن وفي ظل تواجد الملك عبد الله في السلطة، وتمكنه من التصدي لكل ذلك، تكون إسرائيل مطمئنة، لكن وفي حال نجاح الإحتجاجات الشعبية، وإسقاط الملك، خاصة وأن الوضع الاقتصادي في الأردن أخذ بالتدهور منذ عدة أعوام، ستزيد إحتمالية تشكيل حماس جديد في الأردن، وهو ما يشكل خطورة قصوى على إسرائيل، والسؤال، إذا كان ممثلي الكيان الصهيوني غير قادرين على مواجهة حماس واحدة في فلسطين، فما هو الحال إذا ظهر حماس جديد في الأردن، وما الذي من الممكن أن يحدث على مستوى المنطقة العربية ككل، أترك لك الإجابة سيدي القاريء، ولتكن جولة للنقاش المشترك، بين القراءة بالعين والتفكير بالعقل.