"خالد بن عبد العزيز آل سعود" خادم شعبه الذي نهض بالتعليم والاقتصاد
فكما أن لبعض الأمراء والملوك أخطاء إلا أن بعضهم كان لهم بصمة في النهوض بالمملكة العربية السعودية من كوارث محققة، وكان على رأس هؤلاء الملوك ، الملك " خالد بن عبد العزيز آل سعود".
نشأته..
هو الملك خالد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود ، والذي ولد في 13 فبراير 1913 وتوفي في13 يونيو 1982، والذي حكم المملكة العربية السعودية في 25 مارس 1975 وحتى 13 يونيو 1982.
هو الابن الخامس من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من الأميرة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي بن تركي آل سعود والتي تعتبر أولى زوجات الملك عبد العزيز من آل سعود.
حفظ القرآن وتلقى العلوم الدينية على أيدي العلماء وتدرب على الفروسية والرماية، وإنه لم يتطلع لأي منصب، ولم يشتغل بالسياسة بعد وفاة الملك عبد العزيز، حيث تم تعينه بعد ضم الحجاز إلى الدولة نائبًا للأمير فيصل في الحجاز وذلك بعام 1926.
وفي عام 1962 عين نائبًا لرئيس الوزراء وهو أول منصب يتسلمه منذ وفاة والده. وبعد اتساع الخلاف بين أخويه الملك سعود والأمير فيصل، ومرض الملك سعود، وصدور فتوى من العلماء تنص على أن يبقى الملك سعود ملكًا على أن يقوم الأمير فيصل بتصريف جميع أمور المملكة الداخلية والخارجية بوجود الملك في البلاد أو غيابه عنها.
توليه العهد..
تعود قصة تولى الملك خالد للعهد، أنه بعد انقلاب الملك فيصل
على الملك سعود و خلع الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود من الحكم وتولي الملك فيصل
بن عبد العزيز آل سعود الحكم، تنازل له أخيه الشقيق الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود
عن منصب ولي العهد.
وكان الملك فيصل قد أرسل برسالة للأمير محمد كونه المرشح
الأول للمنصب إلا أن الأمير محمد رد برسالة اعتذر فيها عن المنصب ورشح الملك خالد
لهذا المنصب، فرد الملك فيصل برسالة أبلغه فيها موافقته على ترشيحه لولاية العهد.
نهوضه بالمملكة..
أما عن قصة نهوض الأمير خالد بالمملكة، فنجد أنه تسلم الحكم
وعمل على زيادة دخل البلاد من البترول، مما أدى ذلك إلى توفير الأموال لتنفيذ الخطة
الخمسية التي وضعت بعهد الملك فيصل.
أما في المجال التعليمي، فقد افتتح في عهده المدارس للبنين وللبنات
بالإضافة إلى افتتاح ثلاث جامعات هي جامعة الملك فيصل وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وجامعة أم القرى.
بالإضافة إلى ما سبق، توسع التعليم العالي للبنات، فأصبحت
الجامعات تدرس الطالبات بالإضافة إلى الجامعات التابعة لرئاسة تعليم البنات.
أما في مجال المواصلات، فلقد أعيد إنشاء مطارات جدة وتبوك
والجوف وحائل والقصيم، وأيضًا تم استحداث مطارات جديدة،وإنشاء جسر السعودية - البحرين
والذي أطلق عليه اسم جسر الملك فهد.
وفي المجال الديني، فاهتم الملك خالد في عهده بمتابعة إتمام
ما تبقى من عمارة المسجد الحرام، وأيضًا قام بافتتاح مصنع كسوة الكعبة بعد تجديده،
كما جرى توسعة المسجد النبوي.
وأمر الملك خالد بتغيير باب الكعبة وأمر بصنع باب جديد من
الذهب الخالص و المزخرف بالكتابات الإسلامية مع صنع قفلا جديداً له .
وفي المجال الاقتصادي، فقد تم إنشاء مخازن علف الحبوب
وطواحين الدّقيق، وإنشاء الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وإنشاء
الهيئة الملكية للجبيل وينبع الصناعية.
كما تم تأسيس العديد من الشركات المساهمة في بدايات سوق الأوراق
المالية السعودية، كما تجاوز إنتاج المملكة للقمح واكتفت داخليا، وتم إنشاء وزارة الصّناعة
والكهرباء لترقية صناعة المملكة.
عمل الملك خالد على زيادة رواتب موظفي الدولة بنسبة عالية حيث ارتفعت
على إثرها حال المعيشة للمواطنين، كما عمل على زيادة مشاريع البُنى التحتية ومد خطوط
الهاتف وشبكات المياة والصرف الصحي في المدن والقرى.
دبلوماسيته في السياسة الخارجية..
من الأمور التي حدثت بعد توليه الحكم بثلاثة أسابيع، هو اندلاع
الحرب الأهلية اللبنانية، حيث حاول حل هذه المشكلة ودعا إلى عقد قمة عربية مصغرة تبحث
الموضوع اللبناني، وانتهى الأمور بقبول دخول قوات الردع العربية إلى لبنان.
وفي عام 1981 دعا إلى عقد مؤتمر القمة الإسلامية الثالث والذي
عقد بالفترة من 25 يناير إلى 28 يناير من عام 1981 وقد عقدت أولى جلساته في المسجد
الحرام.
وشارك في 25 مايو 1981 بتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية
والذي يضم بالإضافة للسعودية كلًا من الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر وعُمان
والكويت.
الوفاة..
أصيب بذبحة صدرية وتمت معالجته في منزله عام 1970، وكان خلال
فترة العلاج قد مر بمضاعفات هددت حياته.
وفي عام 1972 أجرى عملية لاستئصال جزء من الجدار الأمامي
من الحجرة القلبية اليسرى في "مستشفى كليفلاند".
وعام 1978 اكتشفت علامة ضعف في عضلة القلب وأجريت له عملية
جراحية قلبية ثانية في "مستشفى كليفلاند"، إلى أن جاء يوم الأحد الموافق 13 يونيو 1982 ليتوفي في مدينة
الطائف.