"توماس يونج".. السبب الرئيسي في فك رموز حجر رشيد قبل "شامبليون"
الجمعة 15/يونيو/2018 - 08:26 ص
مريم مرتضى
طباعة
هناك العديد من العلماء والمفكرين الذي يعملون في صمت كالجندي المجهول، على الرغم من أنه قد ساهموا بشكل كبير في العديد من الإكتشافات الرائعة في عدد كبير من الدول المختلفة، ولعل أبرزهم هو "توماس يونج" العالم البريطاني الذي كان له دور كبير في العديد من الاكتشافات التي تخص التاريخ المصري، والتي كان منها فك رموز اللغة الهيروغليفية، كما أنه ساهم في محاولة فك رموز حجر رشيد قبل أن يأتي الفرنسي شامبليون الذي قام بتوسيع أبحاثه و فك رموز حجر رشيد بالفعل، كما أنه ساهم أيضًا في علم المصريات، وله العديد من الإنجازات الأخرى.
حياته ونشأته
وُلد "توماس في يوم 13 يونيو عام 1773م، بقرية ميلفيرتون في بريطانيا، وكان الإبن الأكبر بين عشرة أبناء، وكان يتميز بالذكاء والإجتهاد منذ الصغر، وعندما بلغ الرابعة عشر من العُمر كان يُجيد التحدث والقراءة والكتابة بالعديد من اللغات مثل "اليونانية واللاتينية، وتعرف على الفرنسية والإيطالية والعبرية والألمانية والأرامية والسريانية والسامرية والعربية والفارسية والتركية والأمهرية" وفي عام 1792م، بدأ دراسة الطب في لندن وبعد عامين فقط أنتقل إلى إدنبرة، وفي خلال عام واحد فقط حصل على الدكتوراه في الفيزياء في ألمانيا.
توماس يونج
توفى عمه وورث عنه ثروة كبيرة، وتحسنت أوضاعه المادية، وخلال عامين فقط أفتتح عيادة خاصة به في لندن، ثم بعد ذلك بدأ توماس بنشر أبحاثه الفيزيائية لكن بدون أن يقوم بالتوقيع عليها حتى لا يُعرض سُمعته الطبية للخطر، وفي عام 1801م تم تعين "توماس يونج" في المعهد الملكي كأستاذ للفلسفة الطبيعية، ونجح توماس في أن يثبت نفسه، وفي خلال عامين فقط كان قادرًا على إعطاء واحد وتسعون محاضرة، ولذلك تم تعينه كسكرتير أجنبي للجمعية الملكية ثم بعد ذلك حصل على زمالة المعهد بالإنتخاب، وبعد عام واحد فقط تخلى توماس عن الأستاذية من أجل أن يتفرغ إلى عمله بالطب، وفي عام 1807م قام توماس بنشر كتابه محاضرات في الفلسفة الطبيعية، وفي عام 1811م تم تعينه كطبيب في مستشفى القديس جورج ثم تولى فيما بعد عدة مناصب هامة كان منها سكرتير لمجلس خطوط الطول، و في أخر أيام حياته أهتم كثيرًا بالتأمين على الحياة، و تم اختياره كزميل للأكاديمية الفرنسية للعلوم، ثم أصبح عضو أجنبي للأكاديمية السويدية للعلوم، وهناك قام بتطوير النظرية الموجية التي وضعها "أوغسطين جان فرينيل" وقام بتأسيس علم البصريات الفيزيولوجية، و له إسهامات مُهمة في الفيزيولوجيا، وخاصة " ديناميكا الدم "، وقام بوضع قاعدة لتعيين جرعة الدواء اللازمة للأطفال، والتي تنص على أن الجرعة اللازمة للطفل هي جرعة الإنسان البالغة لكن مضروبة في سنين عمر الطفل ثم مقسومة على 12 مع زيادة عمر الطفل.
توماس يونج
كان توماس من أوائل الذين حاولوا فك رموز اللغة الهيروغليفية، وكان يستعين بأبجدية ديموطيقية مكونة من 29 حرف، التي قام بتأليفها العالم "ديفيد آكيربلاد" فى عام 1802م، وقام توماس بإجراء بعض التعديلات عليها، فقام بترتيب العلامات الموجودة فى الخرطوش كحروف تمثل لفظ بطليموس، وتوصل إلى الحروف التى تكون الاسم، وعندما قام "جان فرنسوا شامبليون، بنشر ترجمة النص الهيروغليفى وتوضيح ماهية نظام القواعد فى اللغة في عام 1822 م، أشاد يونج وآخرين بعمل شامبليون، وفي عام 1823م قام يونج بنشر كتاب رصد الاكتشافات الحالية فى الكتابات الهيروغليفية والأثريات المصرية، لكى يضمن أن يكون عمله هو أساس لنظام شامبليون، وقد أوضح أنه أرسل عدة رسائل إلى باريس فى 1816م، لكن شامبليون رفض أن يتقاسم معه فضل الاكتشاف، مما أدى إلى خلاف بينهما، وبسبب الأوضاع السياسية وقتها تصاعدت الأزمة بينهما، فتحيز الإنجليز ليونج وتحيز الفرنسيون لشامبليون، لكن شامبليون أصر على أنه أول من فك رموز اللغة على الرغم من أنه وقع فى نفس الأخطاء التى وقع فيها يونج فى قواعد اللغة.
حجر رشيد