عربة صغيرة" تعتبر مصدر رزقه اليومي اعتاد الوقوف عليها بصحبة ابنه البالغ من العمر 12 عامًا، حيث اختار مكان بسيط بجوار محكمة الشهر العقاري بمنطقة عرب المعادي لقربه من محل إقامته.

"ماشية معايا بستر ربنا وبجيب مصاريفي" كلمات عبرت عن حال الرجل الأربعيني ولخصت حال عن "عصام" بائع الزلابية الذي تحولت حياته من موظف حكومة يذهب لعمله فى أوقات إلزامية كل يوم لبائع يقف على عربة بسيطة فى أوقات اختيارية حسب ظروفه الخاصة، حيث يقف بقوة لمواجهة المعيشة فى الوقت الحالي حيث مارس المهنة فى عدد من الاماكن وفى بيئات مختلفة لـ 20 عامًا تقريبا، يملك من الأبناء خمسة من بينهم ابنه " أحمد" الذى يسانده فى البيع يوميا.

اعتاد ترتيب وقته حسب أولوياته فهو يستيقظ فى الصباح الباكر ليبدأ فى تجهيز مكونات الطهى المختلفة ويستعد إلى أن يدخل وقت العصر فينشط ليقف فى مكانه المخصص من الرابعة عصرا وحتى منتصف الليل يقول:" عاير أكل عيش واكل ولأدي ولازم اقف الفترة دى من بعد العصر لبلبل".

"مشكلة توصيل الكهرباء، واختيار المكان" كانت هذه هى ابرز المشاكل التى واجهت عم عصام أثناء تدشين عربته الصغيرة بالمعادي، يقول: "بصنع الزلابية وبلح الشام ببعها لسكان المنطقة إلا أن أزمة اختفاء السكر طاردته كغيره من ملايين المصريين فترة وتغلب عليها".

يستكمل قائلا:" المشروع عبارة عن عربة فارغة تبلغ قيمتها حوالي 4 آلاف جنيه، أو أقل، ويتم توصيل الكهرباء، بجانب 2000 جنيه قيمة العدة، بالاضافة لدفع 300 جنيه اشتراك الكهرباء شهريًا و10 جنيه عجين بيتم استخدامه بشكل يومي ".

وعن مكونات الزلابية يضيف:"مكونات الزلابية عبارة عن كيلو دقيق مع 125 جرام نشا، بالإضافة إلى ملعقة سكر وربع ملعقة ملح، مع حوالي 2 كيس خميرة فورية، وربع كوب زيت ومياه، ويتم خلط المكونات حتى تصبح متماسكة وتترك حتى تخمر، وتلقى في زيت ساخن، ويقوم ببيع الزلابية بسعر يبدأ من 7 و10 و15 جنيها للسكر والعسل، أما الزلابية بالشيكولاتة والفواكه فتبدأ من 10 و15 و20 جنيها، ويصل إجمالي الربح في المتوسط يوميًا من 200 -500 جنيه".

ضميره اليقظ، وصلابته فى مواجهة الأزمات اكسبته خبرة البيع وحنكة التعامل مع الزبائن، يقول " بالرغم من الظروف دى بفكر خارج الصندوق وأجيب كميات قليلة يوميًا واعملها للزبائن لأنى لو كمية كبيرة هتتركن وتبوظ وأنا مبحبش أغش زباينى خصوصًا أهل منطقتي اللي اتربيت وسطهم".

"الشغل مش عيب.. ولازم أصرف على أولادي" عبارة بسيطة تحمل معاني كبيرة لخصت حياة الرجل الأربعيني "عصام كرم" حاله كحال كثير من المصريين الذين تطاردهم الظروف المعيشية الصعبة من أجل توفير لقمة عيش كريمة يطعمون بها أبنائهم.

"70 جنيه يوميا"، مكسبه اليومي الذي يجنيه "عم عصام" ثمن وقفته طوال اليوم الذي يضيع فى ضعف الإقبال على الشراء يضيف:"رغم إني طول اليوم اللي بيطلع يدوب يكفينى أنا وأسرتي علشان كده شغال لوحدي ومش بجيب عمّال معايا ".
يسعى الرجل الأربعيني للحصول على ترخيص رسمي من الحي لمزاولة نشاطه دون مطاردة من البلدية مضيفا:" روحنا للحى والمسئولين هناك أكثر من مرة عشان يستخرج ترخيص للبيع في المنطقة لكن محدش عبرنا".